• لمحة تاريخية عن العلاج بالإبر الصينية
• الأمراض التي يعالجها الوخز بالأبر الصينية
أصبح بالإمكان الآن تجديد الشباب او الحفاظ عليه بصورة شبه دائمة، بفضل ( الوخز الصيني) وهو من أقدم الوسائل العلاجية الطبيعية، ولد في الصين منذ حوالي 400 سنة تقريباً، ولازال الوسيلة العلاجية الأولى المعتمدة في الصين وكثير من الدول، وحتى دول الغرب المتقدم طبياً، أدخلت تدريس (الوخز) الصيني في كليات الطب، ولفرنسا السبق بذلك ، حيث بدأت تدريس الطب الصيني منذ عام 1983.
والعلاج عن طريق الوخز بالإبر يعود بفوائد جمة لا يمكن حصرها، ابتداء من القضاء على آلام الصداع وحتى استعادة الشباب ، أو الحفاظ عليه بصورة دائمة على الرغم من أن الابر المذكورة تجعل الشخص الذي تحت العلاج يبدو كالقنفذ المحاط بالأشواك من كل جوانب رأسه. وليس هناك علاقة بين العلاج في الابر الصينية والسحر والشعوذة أو أية أعمال خارقة لها علاقة بما وراء الطبيعة.
ويمارس بصورة علمية مدروسة ، وبذلك حقق نتائج مذهلة من شأنها القضاء على مختلف آلام الظهر والمعدة وغيرها من آلام حتى أنه يجعل الشخص الذي يعالجه يشعر وكأنه في العشرين من العمر على الرغم من أنه يكون قد وصل الى ارذل العمر.
لمحة تاريخية عن العلاج بالإبر الصينية
لا تستطيع اغفال الماضي وتراثه لما فيه من حقائق علمية ومفاهيم ثبتت فعاليتها على مر العصور، وأبرز هذه المفاهيم أو المعارف المعمرة طريقة العلاج بوخز الابر الصينية.
العلاج بوخز الابر موجود في الصين القديمة منذ العصر الحجري، ولم يكن مخصصاً لعلاج الانسان وحسب بل كذلك لعلاج الحيوانات أيضا.
ومما يروي ان عاملاً كان يعاني من صداع شديد ومزمن وقع على رجله حجر مدبب الراس فجرحه وما لبث أن ذهب صداعه فوراً ويروي كذلك ان حروقا عفوية الأماكن من الجسم كانت تذهب امراضا مزمنة أساسية.
والمعروف أن حدود الأعمار في الصين القديمة كان تتجاوز 100 عام وذلك لأن شعوب تلك البلاد كانوا يحرقون نقاطاً معينة من أجسامهم مرة كل شهر، والحرق والوخز كلاهما يشكلان معاً ما يعرف بالطب الصيني.
أما عن الابر التي كانت مستعملة للوخز، فقد كانت في بادىء الأمر عبارة عن أحجار كريمة متنوعة وموجودة في منطقة (غادشية) الصينية، ثم ما لبث الصينيون أن استبدلوها بأبر معدنية من النحاس والحديد والفولاذ والفضة والذهب، وقد تمحورت فلسفة الصينيين حول اعتقادهم بالعناصر الخمسة الكونية الأولى وهي: الماء والتراب والنار والمعدن والشجر، لأنهم يعتبرون الماء والتراب والمعادن عناصر يتكون منها الجسم الانساني وأن الشجرة تعبر عن النمو في حين ان النار رمز للحركة ، والتطور وبين العناصر هذه توجد علاقات كلها بالبيئة المحيطة بها عبر سياق الزمن والتأثيرات الكونية.
ومن الطريف أن فلاسفة الصين القدامى كانوا يعتقدون بثنائية الظواهر الطبيعية ودوريتها كاختلاف الليل والنهار، والشتاء والصيف والبرد والحر، ويقابل هذه الثنائية عندهم ثنائية الوظائف الجسمية ودوريتها كاليقظة والنوم، والشهيق والزفير، وحددوا علاقات دورة اليوم على النحو التالي:
النهار يوّلد الليل، والليل يولد الظلام، والظلام يتسبب ببزوغ الفجر ثم النهار ثانية.
وتعتمد فلسفة العلاج بالابر الصينية على وظيفة الأعضاء أكثر من ملاحقة مسبب المرض، وهذا يتطلب إعادة التوازن في الجسم بين قوتين متوازيتين هما قوة( ين) أي الموجبة وقوة (يان) أي السالبة، فوظائف الجسم تعمل بشكل طبيعي طالما أنها تعيش في ظل هذا التوازن، وفي حال حدوث أي خلل ناتج عن زيادة أو نقص في القوتين فهذا يعني المرض، والوخز بالابر محاولة لإعادة التوازن بين هاتين القوتين، مضافاً لذلك التدليك العميق على النقاط المستخدمة في العلاج والقنوات التي بينها، والأدوية المستخدمة مستخلصة من
الأعشاب وبعيدة تماماً عن المواد الكيماوية.
وتعتبر هذه الطريقة العلاجية أن معظم الأمراض هي نتيجة اضطرابات عصبية، وانخفاض في معدل الطاقة الجسدية، أو كهرباء الجسد، والطاقة تسري عبر (خطوط) تحت جلد الانسان ، وعددها اثنى عشر خطا، سمّاها أصحاب هذه النظرية (خطوط الزوال الجسدية) وهي الخطوط الأساسية للطاقة الجسدية يتحكم كل خط منها بعضومن الأعضاء أو أكثر، وعلى طول هذه الطرق أو الخطوط، توجد نقاط التقاء أو بدل (تبديل) للطاقة الحرارية والعصبية في الجسد.
اذا توقفت النقطة وتشنجت، يحصل تعطيل في طريق الطاقة وبالتالي يضطرب العضو المتعلق بالخط وهكذا ، أما عمل الوخز فيكون نوعا من زرع إبرة في هذه النقاط بهدف حلحلتها وفك تعقدها، وفك الحصار عن العضو المتوتر.
وتجدر الاشارة الى أن الكثير من الأطباء الصينيين يعتقدون بوجود تفاعل بين الجسم والروح الأمر الذي دفع بهم منذ حوالي أربعة آلاف سنة الى ايجاد نوع من التوازن بين القطبين المذكورين أي بين الجسد والروح وقد باتوا يعتقدون بأنهم توصلوا بالفعل الى توفير التوازن المطلوب عن طريق الوخز بالابر.
وسبب اختفاء الألم مع الوخز، لأن الدماغ يفرز بشكل طبيعي مادة (الأندروفين) وهونوع من المورفين الطبيعى، فعندما تغرس ابرة في المكان الصحيح ، وهذا متعلق بمهارة الواخز، تزيد من افراز هذه المادة الطبيعية مما يخفف الألم.
الأمراض التي يعالجها الوخز بالأبر الصينية:
الطب الصينى مثل الطب العادي يعالج معظم الأمراض، لكن يفترض بكل طبيب يعالج على الطريقة الصينية أن يعرف قبل كل شىء أن هناك 14 خطآ أو 14 ممرا وهمياً، هذه الممرات عبارة عن خطوط موصلة لعدة نقاط في الجسم لكل واحد منها أسم معين، والنقطة هي عبارة عن مساحة صغيرة محددة من الجلد وما تحته حيث يوجد مركب من خلال لبن متصل بعضها ببعض كالأوعية الدموية والأعصاب والخلايا والأنسجة، الأمر الذي بفضله يتكون مخزون من المواد الناشطة بيولوجياً تؤثر تأثيراً ملائماً على الذؤابات (التهابات) العصبية بما يؤمن إتصالا بين النقاط وبين الأعضاء الداخلية.
ولدى معرفة الاختصاصي بهذه الخطوط، فإنه يستطيع بواسطة الابر الصينية معالجة جميع الامراض الداخلية فى الجسم ومنها:
أمراض الصحة العامة:
مثل القرحة في المعدة، والتقيوء المتواصل، وارتفاع ضغط الدم وأوجاع الصدر، والقلب ، والسكري في الدم والروماتيزم وتعالج الابر الأعصاب باحتوائها على مهدئات للأعصاب، اضافة الى معالجة ضعف العقل والتوترات الحادة وصعوبة النطق.
أمراض تعالج عن طريق الابر الصينية:
أوجاع الرأس، الدوخة، الأرق، رؤية الأحلام المزعجة، طنين بالأذن، الامساك والاسهال المزمن، اختلال الـوزن، السمنة المفرطة وأوجاع البطن.
الأمراض النسائية:
عدم انتظام الدورة الشهرية، ومشاكل سن اليأس، هذا اضافة الى العقم وحالات التقيوء عند المرأة الحامل، وأيضاً الأوجاع التي تحصل ابعد الولادة، وتقلص الرحم وغيره .
أمراض الأطفال:
التبول الليلي، وتوتر الأعصاب عند الأطفال، اضافة الى معالجة قصر القامة عن طريق جلسات خاصة للتطويل عكس الأدوية التي تختص بهذا المجال والتى تؤثر على الهرمون.
أمراض العيون:
حساسية الجفون، الرمد الربيعي المزمن، نزيف الشبكية الدموية ضعف عصب البصروفقدان البصر المفاجىء والضغط العالى في العين.
وهناك امراض الانف والاذن والحنجرة، وامراض الفم، مثل التهاب اللثة، وأوجاع البلعوم رحساسية الأنف، والزكام المتواصل، والصمم والخرس عند الولادة ، ومعالجة الشلل.
وتجدر الاشارة الى أنه في بعض الحالات يعمد الأولاد في الصين الى الضغط على نقاط معينة في الوجه وخلف الرأس (15 مرة تقريباً) لأن ذلك يساعد على تحسين النظر بشكل أفضل.
ويقول الخبراء عن فعالية المعالجة بالابر الصينية، أنه سريع الفعالية، حيث يشفي المريض بعدد محدود من الجلسات وبفترات قصيرة.
فالديسك يعالج بالابر الصينية بفترة قصيرة، اضافة الى (عرق النسا) والذي لا علاج له بالعملية الجراحية فهو يعالج عن طريق الابر الصينية، ويظهر تأثير العلاج منذ الجلسة الأولى ، وليس هناك ردود فعل سلبية اذا مارسه الاختصاصيون، والشعب الأمريكي بالذات يفضل العلاج في الابر الصينية رغم تطور الأدوية هناك، لما للأدوية من ردود فعل سلبية على جسم الانسان بخلاف الابر الصينية، فالرئيس نيكسون شفى من نكسة صحية في قدمه وظهره عن طريق الابر الصينية حيث سافر الى الصين عندما كان نائب رئيس الولايات المتحدة سنة 1960.
ومن هنا أثبت العلاج بالابر الصينية فعاليته منذ القدم، حيث يلجأ الكثير من الفنانين الى الطب الصيني للتجميل، مثل تجاعيد الوجه والرقبة والصدر والترهل تحت العيون، رغم الأدوية والمساحيق، وتخفيف الوزن، حيث يضع إبراً ممغنطة على نقاط معينة في الاذن، وهذه تتحكم بعصب خاص بالمعدة يشعرها بالامتلاء ، وتساعد هذه الابر على سرعة احتراق الطعام بالنسبة للمعدل للطبيعي، ولمساعدة شخص ما على التخلص من التدخين، عن طريق وخز الابر في نقاط معينة بأذنه تؤثر على طعم ورائحة الدخان لديه وتجعله غير مستساغ الى حد ان الذين نجح العلاج معهم ما عادوا يطيقون الجلوس وسط مدخنين، وبهذا لا يعود للتدخين مرة أخرى، واستكمالاً لهذا العلاج يتم وخز الابر على نقاط أخرى في الأذن تؤثر على الرئة فتستعيد نشاطها، وأخرى تؤثر على الناحية العصبية، لأن معظم المدخنين يشكون من العصبية، ونقطة أخرى تؤثر على مفعول النيكوتين في الانسجة التي اعتادت عليه، وفى الصين نجحوا في علاج المدمنين على الخمر.
هذا وينصح عدم العلاج بالابر الصينية في حال الاصابة بارتفاع شديد في ضغط الدم، ومرض النقرس، والدرن أو الذين نسبة الدم لديهم غير مستقرة اضافة الى الحوامل .
أحمد أبودلو