يكاد يفوق الحصر ما يستطيع البصل ان يفعله كغذاء ودواء ففي مختلف بلاد العالم نرى ان البصل يحتل مكانة تختلف عن بقية الأغذية.
ولقد بلغ اهتمام الفراعنة القدامى في البصل أنهم كانوا يقسمون به فقد كانت له عندهم مكانة تقرب من التقديس وكانوا يضعونه مع الجثث المحنطة اعتقادا منهم انه ينبهها ويساعدها على استئناف التنفس عندما تبعث حية وفي بلاد الإغريق كانت للبصل المكانة نفسها وقد ذكر أطباء الإغريق فوائد البصل واثبت الطب الحديث صحة ما قاله قدامی الأطباء.
وقد أجرى الأطباء الكثير من الأبحاث على البصل منهم البحاثة الروسي ب. توکين الذي اجري دراسات واسعة على 150 صنفا من النباتات القاتلة للجراثيم فتبين له ان البصل هو في مقدمة هذه النباتات. بل وأكد ان له مفعولا واضحا في قتل جراثیم التيفوس واثبت العلم الحديث أن الأبخرة المتصاعدة من البصل قادرة على قتل البكتيريا الضارة وخاصة في الجروح الملوثة.
والحقيقة ان للبصل فوائد عديدة جدا تجعله يفوق التفاح في قيمته الغذائية . ففيه من الكالسيوم مقدار یزید عشرين ضعفا عما في التفاح ومن الفوسفور ضعف ما في التفاح ومن الحديد وفيتامين (أ) المهم لتقوية البصر ثلاثة أضعاف ما في التفاح وكذلك يحتوي البصل على الكبريت ومواد مدرة للبول تتلاشی بتأثير الحرارة لذا فتناول البصل نيئا افضل واذا كان لا بد من طبخه فيجب ان يكون على نار هادئة وخفيفة.
وقد ثبت أن لخلاصة البصل الطازجة مفعولا قاتلا للجراثيم التي تستوطن الفم والامعاء.. وأن له قوة شفاء عالية في حالة تضخم البروستات واشتداد اعراضها.
ولكن الناس اعتادوا ان ينفروا من تناول البصل او ان يقتصدوا في تناوله نيئا نظرا للرائحة الكريهة التي يبعثها مع انفاس أكله ولكن ابتكرت طريقة للتخلص من هذه الرائحة اعتمادا على خاصية الكلوروفيل في امتصاص الروائح فقد صنعت حبوب تحتوي خلاصة الكلوروفيل المركزة يستطيع المرء أن يتناول منها حبة كل ثماني ساعات وهي متوفرة في الصيدليات.
المهندسة امل محمد مناصرة
اختصاصية التغذية والتصنيع الغذائي