• هل ارتفاع ضغط الدم مرض وراثي ؟
• تأثير ارتفاع ضغط الدم على القلب
• ضغط الدم ..القاتل الصامت
• تأثير الملح
• أدوية ضغط الدم
يعرف ضغط الدم بالقاتل الصامت، وعلاجه قد يمتد طوال حياة الشخص المصاب به، ونعني بمراقبة الضغط الشرياني قياس الضغط الحاصل داخل الشرايين والمعبر عنه بميلليمترات الزئبق، والرقم الأقصى يعني الضغط الحاصل في لحظة انقباض القلب، والرقم الأدنى يحصل عندما يسترخي القلب ، وهذا الرقم الأدنى هو الأكثر أهمية، لأنه يوازي الضغط الأساسي الدائم في الشرايين، ويستند جميع الاختصاصيين تحت راية منظمة الصحة العالمية إلى هذا الرقم الأدنى من أجل تصنيف مختلف درجات ارتفاع ضغط الدم الشرياني، فتحت 90 لا يوجد هناك ارتفاع في الضغط، وبين 90 و 104 هناك ارتفاع طفيف، وبين 105 و 114 هناك ارتفاع مقبول، وفوق 115 هناك ارتفاع عال.
هل ارتفاع ضغط الدم مرض وراثي ؟
في أكثر من نصف الحالات، نجد أشخاصا مصابين بارتفاع الضغط بين الأقرباء، وينبغي أن يراقب كل فرد من هؤلاء الأقرباء وضغطه على الأقل مرة في السنة.
وهناك بعض الأعراق التي تصاب بمرض ضغط الدم أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال، فإن الأمريكيين السود هم أكثر إصابة بارتفاع ضغط الدم من الأمريكيين البيض، والآسيويين الذين يعيشون في أمريكا، ولكن على الرغم من كل الأبحاث الجارية، فإن الأطباء لم يعثروا على الجينات المسببة لارتفاع ضغط الدم.
تأثير ارتفاع ضغط الدم على القلب
مما لا شك فيه أن زيادة ضغط الدم في الشرايين تنعكس على مجمل نظام القلب والشرايين، وارتفاع الضغط يؤدي إلى عمل إضافي للقلب الذي لا يلبث أن يتعب، وعلى المدى الطويل، يحدث قصور قلبي خطير، ومن شان ارتفاع الضغط الشرياني أن يجعل الشرايين أكثر هشاشة بحيث تفقد ليونتها أكثر فأكثر.
وربما كان الخطر الأكبر هو الإصابة الدماغية أي انقطاع الشريان الدماغي حيث يحدث نزفا وغيبوبة، وأخيرا فان ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى قصور كلوي وتفسر كل هذه المخاطر أهمية المعالجة المبكرة والصارمة لارتفاع ضغط الدم الشرياني.
ضغط الدم ..القاتل الصامت
في أغلب الأحيان، لا يتكلم ارتفاع الضغط عن نفسه لسنوات عدة، بحيث لا يشكو المريض من شيء، ولكن ذات يوم وبمناسبة قياس عادي للضغط، يكتشف الطبيب ارتفاعا قديما في الضغط، وفي بعض الأحيان، هناك بعض العلامات يمكن أن تشكل إنذارا ، كأوجاع الرأس عند النهوض من النوم وخصوصا عندما تكون تلك الأوجاع في الجزء الأمامي من الرأس.
وفي حال حصول لهاث، وتسارع في نبضات القلب وطنين الإذنين فانه ينبغي التأكد من الضغط الشرياني، ولكن ليس هناك أي علامة مميزة لارتفاع ضغط الدم الشرياني.
ومن ناحية أخرى، فإن الأمريكيين قد درجوا عادة على تسمية مرض ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت من اجل إظهار طابعه المتكتم.
وفي معظم الأحيان لا يجد الأطباء أي سبب واضح لارتفاع ضغط الدم، وعندها فإننا نصف بذلك 95 بالمائة من الحالات، والواقع أن هذا الارتفاع ناجم عن آلية معقدة جدا تجمع بين الظواهر الهرمونية والعصبية والعضلية التي لا تزال غير معروفة حتى الآن، وفي نسبة كبيرة من تلك الحالات يكتشف الأطباء وخلال الفحوصات الطبية مرضا كلويا أو انحرافا شريانيا أو ورما كظريا تسببت هذه الأمراض في حدوث ضغط الدم.
تأثير الملح
إن الوقت الذي كان الأطباء فيه ينصحون المصابين بارتفاع ضغط الدم بالابتعاد عن الملح، فإننا لا نستطيع القول أن تلك النصائح قد ولت، بل تطورت لأن أي نظام غذائي بدون ملح من الصعب إتباعه لفترة طويلة أضف إلى ذلك أننا نتمتع اليوم بأدوية فعالة كثيرة، كمدرات البول التي تدعم التخلص المباشر من الملح على مستوى الكليتين، والواقع أن المصاب بارتفاع الضغط عليه أن يتبع بعض القواعد البسيطة المتعلقة بالنظام الغذائي بصورة منتظمة من اجل الحد من استهلاك الملح، ومن تلك القواعد الخفض الواضح في استعمال الملح في الطهو، وعدم تمليح الأطعمة المطبوخة وتجنب الأطعمة البالغة الملح كالأجبان والفستق والمكسرات وغيرها، كما يجب الابتعاد عن الأطعمة المعلبة، والإكثار من تناول الفواكه والخضار الطازجة، والتناوب على تناول اللحوم والأسماك.
أدوية ضغط الدم
يجمع الأطباء على أن بعض الأدوية تميل إلى رفع ضغط الدم، ولا سيما الاستروجين المركب، ولهذا السبب يصف الأطباء في حالات سن اليأس الاستروجين الطبيعي الذي يؤثر أقل على الضغط، وتعتبر مضادات الالتهاب غير الستيروييدية مسئولة في أغلب الأحيان عن كثير من حالات ارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأدوية التي تمنع الشهية المستعملة في بعض الأنظمة الغذائية، والأدوية التي تسمح بفتح مجاري الأنف أثناء الزكام والتي يمكن أن تتسبب بارتفاع الضغط، ولحسن الحظ فان كل هذه الاضطرابات تزول مع وقف العلاج، كذلك فان تناول عصير السوس بشكل منتظم يؤدي إلى رفع الضغط أيضا.
وعندما يكون ارتفاع الضغط بسيطا يجب عدم اللجوء حالا إلى تناول الأدوية، فعلى المريض أولا أن يحترم بعض قواعد العناية البسيطة كخفض الوزن إذا لزم الأمر، والتخلي عن تناول الكحول، وممارسة نشاط جسدي منتظم، ووقف التدخين، والاسترخاء في جلسة فردية أو جماعية ، وبواسطة هذه الإجراءات يمكن خفض الضغط ما بين 10 إلى 15 ميلليلتر من الزئبق، الأمر الذي يسمح بالعودة إلى درجة الضغط الطبيعية، وتعني هذه الإجراءات أو القواعد حالات ارتفاع الضغط المتوسطة والقاسية ولكنها لا تكفي بصورة إجمالية، وعندها يبدو انه لا مناص من اللجوء إلى الأدوية.
وفي الواقع فانه يوجد عدد كبير من الأدوية التي تؤثر على الضغط، ويمكن للطبيب أن يختار الدواء أو الأدوية المناسبة وفق عمر المصاب والأمراض المرافقة المحتملة كالسكري والربو وغيرها من الأمراض.
ويؤكد الأطباء أن الدواء المثالي المضاد للضغط لا وجود له، وكل صنف من الأدوية ينطوي على مخاطر تأثيرات ثانوية ويمكن ظهورها لدى 10 بالمائة من الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط والخاضعين للمعالجة.
ومن تلك الانعكاسات الثانوية ردات الفعل التحسسية والعجز وفقدان البوتاسيوم والتعب ووجع الرأس والاضطرابات الهضمية والخفقان السريع في القلب، لكن من الممكن أيضا ملاحظة انعكاس ثانوي خاص لدى مريض معين، والمهم هو أن نجد العلاج الأفضل احتمالا والأكثر فعالية.
ويصادف أحيان أن يستمر الطبيب في تجربة الأدوية أشهر عدة، وهذه المرحلة في الواقع تبدو أساسية لأن الكثير من المصابين بارتفاع ضغط الدم ينبغي لهم متابعة العلاج لسنوات طويلة، وأحيانا على مدى الحياة، كما هو الحال بالنسبة إلى حالات ارتفاع ضغط الدم الحاد.
ويرتفع ضغط الدم مع تقدم السن، ففي سن العشرين يكون الضغط الأقصى 130 ميللميتر زئبق، ثم لا يلبث أن يرتفع هذا الضغط تدريجيا ليصل إلى 160 بين سن الستين والسبعين وفي المقابل ينبغي على الضغط الأدنى أن يبقى دائما دون ال 90 ، وهناك بعض الأوضاع تؤدي إلى ارتفاع الدم بصورة طبيعية، كالانفعال والإجهاد والجهد الجسدي والانتقال من وضعية التمدد إلى وضعية الوقوف، ولهذا السبب وقبل الكلام عن ارتفاع في ضغط الدم الشرياني يعمد الطبيب إلى قياس الضغط الشرياني ثلاث مرات على الأقل خلال فترة شهر بين القياس والآخر، وذلك بعد ترك المريض ممددا في وضعية الراحة لمدة نحو 15 دقيقة .
ويؤكد الاختصاصيون أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني سئ التأثير على المرأة الحامل، وعلى الجنين الذي تحمله في أحشائها، وإذا ما حصل هذا الارتفاع في الحمل الأول، فان مضاعفات سيئة يمكن أن تنشا، تجمع بين اللوذمات وزيادة الوزن وإذا لم يتم تشخيص هذا المرض بسرعة، فانه يؤدي إلى نقص في أداء شرايين المشيمة والرحم ويمكن أن تصاب الأم بحالات غيبوبة خطيرة كما يمكن أن تقع ضحية حادث دماغي، الأمر الذي يتسبب بتأخر مهم في نمو الجنين، ويمكن أن تؤدي خطورة حالة الأم إلى ولادة سابقة لأوانها.