ترتبط المخاوف القهرية للوسواس القهري دائما بالأفكار أو الصور أو الاندفاعات والطقوس الحركية، فتكون المخاوف وسيلة للهروب من الموقف القهري الذي تسببه الأعراض الأخرى.
فالخوف مثلا من الجنازات أو المطابخ هو ثانوي الاندفاعات خاصة بتلك الأماكن والصورة القهرية للجثة المتعفنة تجعل الشخص المرهق بها يخاف من الجلوس بمفرده وهكذا ولكن بالطبع توجد المخاوف القهرية الأولية، مثل الخوف من الأماكن المغلقة أو المتسعة أو المرتفعة والمظلمة والخوف من الدم والأمراض والميكروبات والتلوث.
وعادة ما نجد في حياة الفرد الخاصة علاقة رمزية بنوعية الخوف ومثال ذلك حالة فتاة صدمت بخطوبتها فبدأت تخاف من الرجال وصارت لا تصافح أحدا ولا تجلس مع رجل ولا تأكل لان الخبز والطعام قد تدخل الرجال في صنعهما حتى انعزلت تماما وأصيبت بهزال شديد حتى تم نقلها الى المستشفى للعلاج.
ومثال السيدة التي تخاف من الميكروبات لذا أخذت تضع أولادها طوال النهار في الحمام للاستحمام سواء كان صيفا او شتاء مما أثر على صحتهم، ثم بدأت في غسل كل ما تقع يدها عليه من أدوات وأجهزة من هاتف وراديو وتلفزيون وكان زوجها يصرخ بانها خربت بيته ولا يفهم معنى مرضها لأنها حطمت الأثاث بعد غسله عدة مرات، وعبثا يحاول اقناعها وتخبره انها مقتنعة تماما ولكن الخوف المسيطر عليها من الميكروبات والتلوث حول حياتها جحيما.
د. نايف محمد الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي