• اسباب تشمع الكبد
• أعراض تشمع الكبد
• التغيرات الجلدية في حالة تشمع الكبد
• التغيرات الجنسية في حالة تشمع الكبد
• القابلية الشديدة للنزف
يعد مرض تشمع الكبد من الأمراض الخطيرة والمنتشرة وغير القابلة للشفاء التام، نظرا لأنه يحدث في مرض تشمع الكبد تحطيم عام لمكونات الكبد الخلوية وتكون للأنسجة الليفية مع نمو في بعض أجزائه وتكوين العقد الترميمية (المتجددة) التي تنتج عن تكاثر في الخلايا الكبدية منتجة نسيجا كبديا بأشكال ومقاییس مختلفة وقد يكون وظيفة هذه الأنسجة المتجددة غير طبيعي.
وتشمع الكبد من الأمراض الشائعة في الوطن العربي نتيجة للنسبة العالية من الاصابات التهابات الكبد الفيروسية نوع «ب» ونوع «سي».
أسباب تشمع الكبد
1- التهابات الكبد الفيروسية نوع «ب» اونوع «سي» اونوع «دي» حيث يقدر ان حوالي 10% من التهابات الكبد الفيروسية نوع «ب» ستتحول الى التهاب كبدي مزمن وان البعض منها سينتهي إلى تشمع الكبد والبعض القليل الآخر قد ينتهی بسرطان في الكبد.
2 – التهاب الكبد الكحولي: بينت الدراسات ان اكثر من 10% ممن يتعاطون المشروبات الكحولية لفترة طويلة سوف ينتهي بهم المطاف الى تشمع الكبد. ويعتقد ان حوالي 65% من حالات تشمع الكبد في الولايات المتحدة ناتجة عن تناول الكحول وان تشمع الكبد هناك يعتبر السبب التاسع للوفاة.
3- الانسداد الصفراوي المزمن، ويؤدي إلى التشمعات الصفراوية حيث أن استمرار الاحتقان والانسداد في هذه القنوات داخل الكبد سوف يؤدي إلى تحطيم في الخلايا وزيادة في الألياف والنسيج الضام التي سوف تحيط بالقنوات الصفراوية داخل الكبد وتبدأ بتشكيل تجمعات وشبكات ليفية واذا استمر هذا الانسداد الصفراوي فسوف ينتهي بتشكيل عقد ترميمية متجددة ويحدث اختلال كبير في التكوين الهندسي للكبد.
4 – التشمع الصفراوي البدئي: آفة تصيب الكبد وعادة ما تحدث عند النساء بين عمر 40 – 60 سنه وفي اغلب الحالات تكون الحكة اول الاعراض. اما اليرقان فيحدث عادة بعد سنتين من الحكة في الجسم.
5 – مرض البلهارسيا: تعتبر البلهارسيا سببا هاما من اسباب تشمع الكبد في بعض الدول العربية مثل مصر واليمن وبعض المناطق في السعودية وسوريا والعراق.
ومن المعروف ان البلهارسيا تنتقل عن طريق الماء الملوث فتدخل الى الجلد ومنه الى الاوعية اللمفاوية فالدموية حتى تصل إلى الوريد البابي وتنمو وتتكاثر في الأوردة وتتخلص من بيضها عن طريق البراز والبول، الا أن قسما من بيضها يذهب الى الكبد ويسبب تضخما في الكبد وفي الطحال وقد تنتهي الاصابة بتشمع في الكبد بكامل مضاعفاته.
6- فشل القلب وهبوطه المزمن: وقد يؤدي إلى تورم واحتقان في الكبد حيث يكون متضخما مليئا بالدم وقد يكون مؤلما وقد يؤدي عند بعض المرضى الى تحطيم في خلايا الكبد وتكاثر وزيادة في الأنسجة الليفية وقد ينتهي الى تليف وتشمع الكبد.
7 – التناول المستمر لبعض الأدوية والعقاقير الطبية تعتبر من الأسباب المعروفة لالتهابات الكبد الحادة أو المزمنة والبعض من هذه الأدوية قد يؤدي الى تليف وتشمع في الكبد اذا استمر المريض بتناولها.
وتأثير الأدوية على الكبد قد يكون أكثر ضررا اذا تصادف مع عوامل أخرى ضارة به مثل تناول الكحول او العدوى بفيروسات الكبد المعروفة وتأثير الأدوية على الكبد اما ان يكون باصابة الخلية الكبدية مباشرة واما بالتأثير على الدوران الصفراوي فيركد ويتوقف مع العلم أن بعض الأدوية الأخرى تسبب الاصابة بالاثنين معا.
8. سوء التغذية: احد اسباب تشمع الكبد في المجتمعات الفقيرة: وعادة ما يكون مصطحبا بعوامل أخرى مثل الالتهابات الفيروسية والبكتيرية وغيرهما ومن المعروف أن نقص المواد الزلالية وخاصة الأحماض الأمينية بسبب ترسب المواد الدهنية وتليف حول الأوعية الدموية بالكبد قد ينتهي بها الأمر إلى التشمع.
ويعتبر داء كوار شیرکور النموذج لاصابة الكبد التشمعية من منشأ سوء التغذية.
9 – الأمراض الوراثية: هناك أمراضا وراثية نادرة ولكنها قد تكون سببا في تشمع الكبد من بينها:
مرض نیمان بك .
مرض جوشر Gaucher .
مرض ويلسون .
مرض التشمع الصباغي ( الصباغ الدموي).
داء السكري.
داء الصباغ الدموي (التشمع الصباغي) وهو مرض مزمن يتميز بترسب أصبغة الحديد في أنسجة الجسم وما ينتج عن ذلك من تليف الأعضاء واختلال في وظائفها ويرافق هذا الداء تلون الجلد بلون برونزي والتهاب في المفاصل وقصور القلب .
مرض ويلسون: وهو مرض وراثي عائلي نادر الحدوث ينتج عن ترسبات ذرات النحاس في الكبد والدماغ كنتيجة لزيادة امتصاص النحاس داخل الأمعاء الدقيقة وتناقص اطراحه من الكبد.
10 – حالات تشمع مجهولة الأصل .
أعراض تشمع الكبد:
تختلف أعراض تشمع الكبد بشكل كبير من شخص لآخر فقد يكون المريض بدون اية أعراض تذكر حيث لا يشتكي من أي شيء ولا يعرف انه مريض والنقيض الاخر ان يحضر المريض إلى المستشفى بسبب نزيف دموي حاد وشديد ناتج عن انفجار دوالي المريء او دوالي المعدة. وقد يحضر نتيجة استسقاء في البطن أو نتيجة غيبوبة كبدية ناتجة عن فشل كبدي كامل مما قد يؤدي الى الوفاة ولكن هناك عددا آخر من مرضى تشمع الكبد يحضرون الى العيادة بسبب معاناتهم من تعب عام وارهاق شديد، فقدان في الشهية ونقص الوزن غثيان وتقيؤ یرقان بسيط. خسارة في حجم العضل في الساقين . آلام في البطن قد تكون نتيجة ضخامة الكبد وبشكل عام فان الاعراض الهامة والخطيرة تكون ناتجة عن سببين رئيسيين:
اولا: ارتفاع الضغط في الوريد البابي: وهذا ما يسبب الأعراض التالية:
1- نزيف دموي هضمي علوي: وفي هذه الحالة يتقيأ المريض دما احمر او يظهر النزيف على شكل براز اسود اللون لزج، ويكون السبب اما انفجار دوالي المريء او دوالي المعدة. واما ان يكون ناتجا عن قرحة هضمية أو التهابات حادة نازفة في المعدة والاثني عشر.
2- تضخم في الطحال: وهذا ما قد يجعل المريض يشكو من الم وثقل في المنطقة العليا اليسرى من البطن وقد يشكو من شعور بتورم في تلك المنطقة، هذا ويتضخم الطحال في حالة تشمع الكبد نتيجة عدم استطاعة الدم الخروج منه والدخول الى الكبد المتليف فيتضخم حتى يتسع لكمية اكبر من الدم. وهذا ما قد يسبب تليف انسجة الطحال نفسها وقد يصبح هذا العضو اشبه بكيس مليء بالدم كنتيجة حتمية لصعوبة خروج هذا الدم من الطحال الى الكبد.
3 – الاستسقاء في البطن وتجمع السوائل في منطقة البريتون بشكل تدريجي، وقد يتجمع تدريجيا ويصل إلى حوالي عشرين لتر او اكثر.
4 – دوران الدم الجانبي: ان ازدياد الضغط في الوريد البابي يحدث اتصالات بين هذا الوريد وبین اوردة كثيرة في الجسم مما قد يسبب دوالي المريء ودوالي المعدة، كما قد يسبب البواسير الشرجية، وكذلك ظهور الدوران الجانبي على سطح البطن حيث نشاهد أوردة ممتدة ومتداخلة بلونها الأزرق على جانبي البطن او حول السرة.
5- اضطرابات نفسية وعصبية: في حالات التهابات الكبد المزمن وتشمع الكبد فقد تظهر تغيرات واضطرابات في العادات والتقاليد والطباع للشخص المصاب الذي قد يبدو منفعلا متهيجا مرتجفا. وقد تتطور هذه الأعراض لتنتهي بغيبوبة كبدية كاملة .
اما سبب حدوث هذه الأعراض فقد يكون نتيجة ارتفاع نسبة الأمونيوم في الدم الشرياني كنتيجة لدوران الدم الجانبي.
ثانيا: هبوط الكبد:
6 – الصفار (اليرقان) وهو تلون انسجة الجسم بالاصبغة الصفراوية معطيا اللون الأصفر لبياض العينين والجلد والأغشية المخاطية وكذلك للبول وقد لا يظهر الصفار في البداية واذا ظهر يكون معتدلا ولكنه يزداد شدة في المراحل الأخيرة من المرض.
ومن الأعراض التي تصاحب اليرقان الحكة الشديدة بالجلد والتي تحدث نتيجة ترسب مادة البيليروبين تحت الجلد مما يعطي هذا الإحساس بالحكة.
7- تورم القدمين والساقين: عادة ما يكون مصطحبا مع الاستسقاء الكثير في البريتون ويقتصر في معظم الأحيان على القدمين والساقين الا انه قد يمتد في بعض الحالات وبشكل تدريجي ليشمل الفخذين والخصيتين واسفل الظهر.
التغيرات الجلدية في حالة تشمع الكبد:
هناك بعض التغيرات التي قد تظهر على جلد المريض نتيجة تشمع الكبد والتي قد تتواجد كلها او البعض منها فقط، ومن أهم هذه التغيرات الجلدية.
1- العنكبوت الوعائي : هو تمدد الشعيرات الدموية وانتفاخها وتفرعها الى اوعية اصغر على شكل عنكبوت ويكون لونها احمر وقد يكون مركزها نابضا. وفي بعض الحالات تكون قابلة للنزف اذا ما خرشت وعادة ما تظهر في النصف العلوي من الجسم وخاصة في الوجه والرقبة والاطراف العليا وهذا العنكبوت الوعائي قد يظهر عند الأشخاص العاديين خاصة الأطفال منهم وعند النساء في فترة الحمل.
2 – الراحة الكبدية: وهو الاحمرار في راحة اليدين والقدمين وعادة ما يكون متواجدا نتيجة جريان الدم المحيطي ونتيجة زيادة في هرمون الاستروجين الذي قد يحدث في تشمع الكبد خاصة اذا كان سببه كحوليا ولكن هذا الاحمرار في راحة اليدين والقدمين يكون متواجدا عند الأشخاص العاديين غير المرضي وقد يكون عائليا وقد يظهر في فترة الحمل عند النساء أو في حالات التهابات الروماتيزم المزمن، او اللوكيميا المزمنة.
3 – ظهور الصفائح الصفر والأورام الصفر: تظهر هذه الصفائح الصفر في بعض حالات تشمع الكبد وخاصة التشمعات الصفراوية وتكون متواجدة في الأجفان واليدين والقدمين وسببها هو زيادة نسبة شحوم المصل ( الكوليسترول) لمدة طويلة .
4 – تصبغات جلدية: وتظهر في حالة التشمع الصباغي وهي التصبغات التي تظهر على جسم المريض بلون رمادي داكن بسبب ترسب الحديد، ولكنها قد تكون بلون اسمر بني بسبب ترسب الميلانين تحت الجلد، وتصيب هذه التصبغات الثنيات الجلدية وكذلك الذراعين والوجه.
5- تغييرات في الاظافر: ففي حالة تشمع الكبد قد يتغير لون الأظافر لتصبح بيضاء اللون وقد تأخذ في نهاياتها شكل مطرقة الطبل وهذه العلامة السريرية ليست خاصة بالتشمعات الكبدية انما قد نشاهدها في حالات مرضية اخرین.
6- توسع الأوردة السطحية في حالات تشمع الكبد قد تظهر الأوردة السطحية في البطن والصدر متوسعة و التي تعكس وجود الإنسداد داخل الكبد الذي يعيق الجربان الدموي البابي مما يسبب اتصال الوريد البابي (أي الضغط العالي) مع أوردة جدار البطن والصدر.
التغيرات الجنسية في حالة تشمع الكبد:
تحدث التغيرات الجنسية عند مرضى تشمع الكبد نتيجة حدوث اختلال في هرمونات الجسم المذكرة والمؤنثة مما يؤدي إلى تغيير قد يكون كبيرا في الصفات الجنسية للرجل او الانثى.
عند الرجال الذين يعانون من التشمع يحدث عندهم نقص هرموني قد يؤدي الى:
تساقط الشعر
ضمور الخصية
فقدان الشهوة الجنسية وقد ينتهي المريض إلى العقم التام.
وفي حالات اخرى ونتيجة اضطراب في استقلاب الإستروجين فقد يظهر ضخامة مؤلمة في الثديين.
عند النساء المصابات بتشمع الكبد تظهر الشكوى في بعض الحالات من:
ضمور في الثديين
ضمور في الرحم والمبايض
انقطاع الدورة الشهرية
ظهور الشعر في الوجه وقد يظهر عند المرأة شارب ولحية.
وبالطبع فقد تعاني من العقم التام.
القابلية الشديدة للنزف:
ان القابلية للنزف تكون في هذه الحالة نتيجة اضطراب في عملية تخثر الدم فمن المعروف ان الكبد هو المسؤول الأول عن إنتاج العديد من عوامل تخثر الدم.
وهذه القابلية قد تظهر على شكل نزيف في اللثة او رعاف وقد تظهر على شكل نزيف من الشرج او نزيف من الرحم.
وقد تظهر على شكل كدمات وفي حالات اخرى قد يظهر ورم دموي في اماكن وخز الإبرة في الأوردة والشرايين وقد تظهر بعد حدوث اي رضة عارضة او جرح مهما كان صغيرا.
هذا ويقدر ان حوالي 20% من المصابين بتشمع الكبد قد يعانون من شكل من اشكال النزيف الدموي وقد يأتي النزيف باكرا كعلامة اولى للتشمع اوقد يظهر متأخرا خلال تطور التشمع.
ومن المعلوم أنه في حوالي 10% من حالات التشمع يصادف وجود قرحة هضمية أو التهابات حادة في المريء او المعدة او الاثني عشر الذي قد يكون له دور هام في النزيف في بعض الحالات وخاصة في حالة وجود نقص في عوامل تخثر الدم التي ينتجها الكبد.
د. نعيم ابونبعة
استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد