عرف الانسان امراض الصفراء منذ العصور القديمة وقد ذكرت في العصر البابليوني وكان الاب زخاريوس في القرن الثامن هو اول من فكر في أن بعض حالات الصفراء قد تكون معدية، ونصح بعزل هذه الحالات حتى لا ينتشر المرض.
وظلت اسباب هذه الأمراض غير معروفة حتى كانت سنه 1908 حين تنبأ عالم اسمه ماكدونالد بأن سبب هذه الامراض هو كائن حي دقيق اصغر من البكتيريا، هو الفيروس.
ووصف العلماء بعد ذلك الالتهابات التي تحدث في نسيج الكبد نتيجة الاصابة بالفيروس في بعض ضحايا الحرب العالمية الأولى، وكذلك اثبتوا تلك التغيرات بواسطة عينة الكبد وذلك بعد اختراع ابرة بذل الكبد عام 1939.
وقد لاحظ العلماء انتشار مرض بين مجموعة من الأطباء عام 1955 حين تم تطعيمهم بلقاح الجدري الملوث بالفيروس. ويعتبر هذا اول تقرير عن حالات انتقال الفيروس عن طريق الدم. وتلا ذلك تقارير من عيادات الامراض التناسلية وعيادات أمراض السكر وكذلك بعض حالات تطعيم ضد الحمى الصفراء والحصبة وكان ذلك عن طريق الإبر الملوثة.
وفي عام 1944 بدأت بعض التجارب على المتطوعين حيث اثبتت هذه التجارب وجود نوعين من الالتهاب الكبدي الفيروسي:
النوع الأول هو التهاب الكبدي فيروسي (أ) ويتميز بقصر مدة الحضانة (وهي المدة التي تمر بين الاصابة بالفيروس وبين ظهور الأعراض على المصاب) وتنتقل من المريض الى السليم عن طريق الفم، ويمكن عن طريق الدم .
اما النوع الثاني فهو التهاب كبدي فيروسي (ب) ويكون انتقال العدوى في هذا النوع عن طريق الدم، ويتميز بطول مدة الحضانة.
وقد بدأت فترة هامة وجادة في تاريخ التهاب الكبد الفيروسي في عام 1965 حين اكتشف الدكتور بلومبرج واصدقاؤه اجساما دقيقة جدا في الدم واطلقوا عليها اسم المستضاد الاسترالي ( او الأنتيجين الاسترالي ) الذي ثبت فيما بعد علاقته بفيروس (ب) اذ انه الجزء السطحي لهذا الفيروس.
وتتالت الاكتشافات الهامة بعد ذلك، ففي عام 1973 استطاع احد العلماء رؤية فيروس (أ) عن طريق استخدام المجهر الإلكتروني وتلا ذلك معرفة اكثر بصفات فيروس (أ) أو فيروس (ب) ثم اكتشاف فيروس (د) عام 1977 في ايطاليا.
وهو فيروس غير كامل، ويعتمد في حياته وتكاثره على وجود فيروس (ب) ثم وجد نوع من الالتهاب الكبدي له علاقة بنقل الدم، ولم يستدل على الفيروس المسبب له حينذاك ولذلك اطلق عليه العلماء التهاب كبدي ( لا أ) و (لاب) ، ويطلق اليوم عليه فيروس (س) اما فيروس (هـ) فهو الذي كان معروفا بأنه أحد أنواع فيروس (أ) و (لاب) وهو يختلف عن فيروس (س) لانه ينتقل عن طريق الفم.
ويعتقد بعض العلماء أن هناك فيروسات اخرى تصيب الكبد لم يتعرف عليها بعد وذلك بالإضافة الى فيروسات اقل اهمية مثل السيتو ميجالو وغيره.
وعلى ذلك فان الفيروسات الهامة التي تصيب الكبد هي :
1. فيروسات تنتقل عن طريق الفم والتلوث هي (أ) و (هـ).
2. فيروسات تنتقل عن طريق الدم والابر الملوثة وهي (ب) و (س) و (د).
صيدلانية: سلوی عودة عمارين
اختصاصية التحاليل الطبية