• حجم مشكلة الحساسية
• اعراض الحساسية
لقد عانت الانسانية من الحساسية عبر أجيالها ومنذ بدء الحياة على الأرض، وكان اساطين الطب الأوائل من امثال: ابقراط وجالينوس والرازي وابن میمون قد وضعوا مصطلحات التحسس وحددوا معانيها !
وفي سنة 1565 اشار طبيب فرنسي الى متاعب انفية كانت نتيجة لتنشق المريض عبير الورد!.
حجم مشكلة الحساسية
أن 75% من المصابين بالحساسية يعانون من حمی الدريس (حمى القش) او الربو او كليهما معا، و30% من مرضی الربو سبق وعانوا او مازالوا يعانون من حمى الدریس او الأكزيما وتأتي الإصابة بحمى الدريس والربو في الدرجة الرابعة من ناحية اجبار المصاب على الاقلال من ساعات عمله ان لم يكن ترك العمل نهائيا ويسبق ذلك: أمراض القلب والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم..!
والإصابة بالربو وحمی الدریس مجتمعين يساوي ضعفي الاصابات بالسكري او القرحة المعوية.
كذلك فان ضحايا الحساسية يصرفون مبالغ طائلة لشراء الادوية المقاومة للحساسية ويزور المريض منهم الطبيب ثلاث مرات اكثر مما يزوره المصاب بأي مرض آخر.. فضلا عن أن الحساسية تجعل المصاب بائسا تعيسا.
اعراض الحساسية
الكثيرون لا يعرفون انهم مصابون بالحساسية ويعزون العوارض التي تصيبهم أحيانا الى أمراض أخرى.. وفي العادة فان ردة فعل الشخص المصاب بالحساسية تتخذ الاشكال (الاعراض) الآتية :
أ) حمى الدريس (القش)
ب) الربو القصبي
ج) الصداع.
د) الغثيان والاسهال.
هـ) الاكزيما والطفح الجلدي. كيف؟ ولماذا؟
الحساسية اذن حالة غير طبيعية تكون عند بعض الأفراد دون غيرهم.. والإنسان قد تكون لديه حساسية ضد أي شيء، ومن امثلة ذلك: غبار الزهر (الطلع)، العفن، الدجاج، الصوف، الحليب، البيض، العطر، الشوكولاته، الكاكاو، الاسبرين، البنسلين، سم الزنبور ( الدبور)، اللبلاب السام، السماق.. الخ.
وتصل هذه المواد الغريبة (والمحرضة) الى الجسم بطرق عديدة مثل: النفس، الأكل، الشراب، اللمس، تلقي الحقن الطبية والعدوى؟.. الخ.
والحساسية مرض خاص فردي تماما، ولذا تختلف ردة الفعل التحسسية من شخص لآخر.. فمثلا قد يؤدي تناول المكسرات الى تورم العينين لدى شخص وتؤدي الى طفح جلدي لدى شخص آخر والى الاسهال لدى شخص ثالث او الصداع لدى رابع وهكذا.
وعندما تغزو هذه المواد الغريبة الجسم فإنها تؤدي الى افراز اجسام مضادة ويوجد استعداد وراثي لدى بعض الاشخاص لتكوين هذه الاجسام المضادة.. وهذه بدورها تتحد مع المادة الغريبة على سطح بعض الخلايا الدموية والنسيجية فتفرز مركبات كيماوية تسمى «وسطاء الحساسية» وهذه بدورها تحرك اعراض الحساسية الآتية:
أ) الحساسية الفورية: وتبدو اعراضها خلال فترة تتراوح ما بين دقائق معدودة الى بضع ساعات من زمن التعرض للمادة المثيرة ومن اعراضها الطفح الجلدي والربو وحمى الدريس والحساسية ضد بعض الأدوية وضد لدغ الحشرات.. الخ.
ب) الحساسية المؤجلة: وهذه تتضمن رفض زرع اجزاء من الجلد او الاعضاء الاخرى الكليتين والقلب.
والفروق بين الحالتين ليس فقط في الزمن الذي ينقضي قبل ظهور الأعراض بل يكمن في ميكانيكية العمل ايضا
د. عبد الجبار ديه
اختصاصي الامراض الصدرية والحساسية
