إنها التاسعة صباحا، وعلى عمق ۳۰ مترا تحت سطح الأرض في غرفة كهف حالكة السواد، يرقد مائة شخص وهم يغطون في نوم عميق.
هؤلاء الأشخاص هم أعضاء ناد يختص بإخضاع أعضائه لتجارب مثيرة وغير اعتيادية. ويضم النادي
حاليا عدة آلاف من الأعضاء. ويجرب هؤلاء الأعضاء نشاطات غير اعتيادية مثل المشي على النار، وصيد الكائنات الحية التي تعيش تحت سطح الأرض، والهروب والمراوغة والسباحة في الماء البارد وغير ذلك.
إلا أن أكثر النشاطات شعبية، النوم العميق تحت سطح الأرض، والذي يمارسه الأعضاء أربع مرات في السنة، في منجم قديم للرصاص يقع في منطقة مونياش البريطانية.
الفكرة من هذا النوم العميق في الظلام التام، تأمين النوم الذي يتطلبه جسم الإنسان بدون أي إزعاج قد يسببه ضوء النهار أو مرور الوقت وذلك في جو بارد تبلغ درجة حرارته بحدود 14 درجة سلسیوس.
يتطلب الوصول الى غرفة النوم (الكهف) الزحف في نفق عرضه ۱۳۰سم، ويتراوح ارتفاعه بين متر الى اربعة امتار. مع ضرورة الاعتياد على تحمل آلام الزحف او المشي على الأرضية الصخرية. ورغم الأرضية المغطاة بالبلاستيك، ورغم كيس النوم المبطن، فإن الضلوع ستعاني من الام صلابة الأرض الصخرية، والجسم والأذن عليهما تحمل قطرات الماء المتساقطة من السقف. وقبل النوم يتناول الأعضاء عشاء خفيفا مع حليب دافيء لتأمين ما يكفي من الحمض الأميني المسكن تربتوفان.
لا يحتوي الكهف على أية معدات او أجهزة كهربائية، او اية الياف اصطناعية، والرؤية فيه تؤمنها اضاءة ضعيفة توجد في مقدمة خوذة الحماية التي يرتديها الشخص.
معظم الأشخاص الذين جربوا النوم الغريب هذا، أفادوا بأنهم استغرقوا في نوم عميق، رغم وجود نحو عشرة أشخاص ينامون معا في المرة الواحدة، وكل في كيس النوم الخاص به. وبقي بعضهم نائما حتى التاسعة صباحا، مع قول البعض بأنه كان يرغب في النوم حتى الظهر. وبالمقابل أفاد بعضهم بعدم قدرتهم على النوم لأكثر من اربع ساعات غير مريحة وبأنهم لن يعيدوا التجربة ثانية.
وللعلم، فإن الإنسان في المتوسط يقضي حتى 30 سنة من حياته في النوم، و 70% من البالغين فوق سن ۳۰ سنة ينامون ساعات اقل من تلك قبل 5 سنوات، و 90% من البالغين يقولون أنهم لا يأخذون كفايتهم من النوم عادة.
يقول خبراء النوم أن الإنسان يحتاج إلى ست ساعات أساسية من النوم في الليلة للاسترخاء وإعادة تنشيط الدماغ، مع ساعة إلى ثلاث ساعات لتجديد خلايا الجسم.
ويقولون ان النساء يحتجن إلى 45 دقيقة من النوم زيادة عن الرجال، وان الأشخاص الذين يأخذون كفايتهم من النوم يكونون بصحة أفضل ويكون شعورهم أفضل ويعيشون حياة أطول.
ويقول الخبراء، أن الرجال في المتوسط يتقلبون في نومهم بشكل کامل ۱۲ مرة على الأقل في الليلة وان أجسامهم تهتز أكثر من 70 مرة في الليلة وهذا بالنسبة للأزواج يشكل إزعاجا وإقلاقا لنوم زوجاتهم.