إن أكثر الأمراض التي يعاني منها الإنسان من صنع يديه ومن آثار سلوكه في البيئة التي يعيش فيها ومن نتائج معاملاته مع نفسه ومع الناس والحياة فالثقافة الصحية تهيء لكل فرد درجة من الوعي الصحي يدرك فيها ما عليه من تبعات صحية نحو نفسه ونحو أسرته ونحو المجتمع الذي ينتمي إليه ويؤديها فالصحة ليست فقط خلو الجسم من الأمراض ولكنها فوق ذلك عافية في الجسم ورجاحة في العقل وانسجاما مع الناس وإيمانا بالله.
فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى فلكي ننعم بحياة خالية من الأمراض علينا أن نفهم أهمية الطعام الذي نأكله وأي نوع منة أكثر فائدة، وعلينا أن نريح الأعضاء التعبة من أجسامنا وإذا كان الجهاز العصبي مرهقا يجب أن لا نحثه للعمل بالمنبهات ثم نسكنه بالمسكنات بل يجب أن نفسح له مجالا لاستعادة اتزانه بتقديم الطعام الصالح له واعطائه فرصة للراحة.
يتمكن الجسم من اصلاح نفسه اذا قدمنا له المواد المناسبة وهذه المواد توجد في الطعام , الذي يتناوله والذي يجب أن يحتوي على الكميات الكافية من البروتين والفيتامين والمعادن .
غير ان هناك أمراضا تصيبنا من جراء إتباعنا العادات السيئة في العيش كعادات الأكل والشرب والإفراط المتواصل التي تنهك قوى الجسم وتتركه عاجزا عن مقاومته للجراثيم وهذه اسباب لأكثر الأمراض ومع ذلك ترانا نرغب في التخلص من عوارض المرض أكثر من إزالة أسبابه ولا سيما إذا كان السبب ناتج عن عادة عزيزة علينا تتردد في الإقلاع عنها فنرضي أنفسنا قائلين أن هذه المادة تضر بالآخرين ولكنها لا تضر بنا فمعظم الأمراض تولد الضعف والألم وهذه بمثابة انذار من الطبيعة تحثنا بواسطتها على تغيير عاداتنا المضرة ولكن عوضا عن أن نصغي لذلك الإنذار، نهرع الى الأدوية المسكنة التي لا تشفي الأمراض ابدا ولكن تموه حقيقة المشكلة بإزالة الإزعاج مؤقتا بينما تبقى العوامل المرضية الهدامة تفعل فعلها.
فلكي نحتفظ بصحتنا توجد علاجات طبيعية متوفرة تساعدنا على ذلك ومن هذه العلاجات:
1. الهواء النقي: فالهواء ضروري ليس للصحة فقط بل للحياة ايضا فالجسم يحتاج الى الأكسجين فكم هم الذين يحيون مرضي ضعفاء لأنهم يتنشقون دخانا ملوثا في المعامل والمدن المزدحمة بالسكان وآخرون يصابون بالأمراض لأنهم لا يحسنون تهوية بيوتهم وآخرون يلوثون بأنفسهم الهواء الذي يتنشقونه بالنيكوتين فإذا اردنا ان نحيا أصحاء علينا ان نتنشق الهواء النقي، وهذه الخطوة الأولى للصحة.
2. اشعة الشمس: وهي ضرورية جدا لصحتنا فبدونها لا يقدر أي كائن حي على الحياة ، فأشعة الشمس تنقى الهواء الذي نستنشقه فهی اعظم قاتل للجراثيم المضرة كما انها الأساس في صنع غذاء النبات.
3. الراحة : ليس اهم للجسم وقد انهکه التعب وللعقل وقد أنهكه التفكير من الراحة والهدوء ومتى أصبنا بمرض شديد تلزمنا الطبيعة للنوم بالفراش للراحة وكلما ازداد نشاطنا ازدادت حاجتنا للراحة، وتأخذ بعض الأعضاء قسطها الكافي من الراحة دون أن نعلم بذلك فالقلب مثلا يعمل مدة سبعين سنة او اكثر وینال راحته بين نبضاته اي نصف الوقت الذي يعمل فيه والحصة التي ينال فيها القلب راحته لا تتعدی کسرا صغيرا من الثانية ومع ذلك تكفي هذه المدة القصيرة لإنعاشه ولهذا نشعر بالضعف والوهن والتعب عندما يصاب القلب بالخفقان وسرعة النبضات فوق الحد الطبيعي وهكذا في العضلات والمفاصل والأعضاء الهضمية والأعصاب والتي يجب ان تنال قسطها من الراحة والا انهارت تحت ضغط العمل، ان مشكلة العصر الحاضر هي أننا لا نسمح للجسم ان ينال قسط من الراحة.
4. الماء : وهو عماد الصحة لأنه يسد حاجات الجسم ويساعد على تجدد الأنسجة التالفة وهو ضروري لكل خلية في الجسم وأعظم منظف داخلي وخارجي يخفف الالام ويخفف الحرارة المرتفعة ويساعد في معالجة الحوادث العصبية وهو افضل شراب يمكن أن يتناوله الإنسان.
5. التمرين الجسدي : وهو ضروري للحياة کالراحة غير أن كثيرين من الناس يكسلون فمتى أتيح لهم الركوب ولو لمسافة قصيرة يقلعون عن المشي ليست هذه الطريقة الصحية اذ يجب ان نمرن عضلات الساقين والظهر وسائر عضلات الجسم فالمشي وتنشق الهواء النقي من اهم مقومات الصحة فعلى سبيل المثال نحن الكبار نميل الى السمنة والكسل ونأكل بقابلية فنمهد بذلك الطريق الى الأمراض الناتجة عن الانحطاط كجفاف الشرايين وتصلبها وهي الأمراض التي تودي بحياة الكثيرين فإذا أردنا أن نحتفظ بنشاطنا وحيويتنا علينا أن نمرن عضلاتنا ومفاصلنا.
صيدلاني : لبيب علي اسحق الداودي