قد لا يعرف الكثيرون عن استخدام المغناطيس أكثر من التقاط الاجسام المعدنية الدقيقة المتساقطة في ارض المنزل وبين ثنايا الملابس، ودخوله في صناعات الكهرباء والسماعات المكبرة للصوت، واجراء التجارب الفيزيائية لطلبة المدارس، وما شابه ذلك من استخدامات ميكانيكية، لكن في الاونة الاخيرة أصبح استخدام المغناطيس كوسيلة طبية لبعض الامراض والاعراض لافتا للنظر والانتباه.
إن استخدامات المغناطيس كاسلوب علاجي ليس امرا حديثا، فقد كانت الملكة كليوبترا تستخدمة لاعادة نضارة بشرتها وتجديد شبابها، وقد استخدمه اطباء الفراعنة لمدة ثلاثة الاف سنة في المجالات العلاجية. كما ان قدماء الصينيين استخدموا العلاج المغناطيسي.
ويقول اطباء وعلماء درسوا الطب الصيني بأن علاج الوخز بالابر الصينية يستند اساسا الى موازنة الدوائر المغناطيسية التي يصدرها الجسم، ويخلق انسجاما فيما بينها، ويفيد العلاج المغناطيسي في تحسين ضغط الدم والدورة الدموية، ويزيد من تدفق الاكسجين الى الدم، ويخفف من نسبة الاحماض في الإنسجة، ومن آلام الظهر والعضلات، مما يساعد الجسم على التعافي التلقائي.
إن المواقع الشائعة الاستخدام لتطبيق العلاّج المغناطيسي عليها هي: الظهر باستخدام احزمة خاصة ومرفق اليد باستخدام السوار المغناطسي، وقناعات الوجه ومناطق انبعاث النبض في الجسم وهنالك فرشات كهرومغناطيسية يمكن ان يقام عليها المرضى لخدمة هذه الاهداف جميعا.
وتقول ابحاث عيادية اميركية صادرة عن هيئات العلاج الكهرومغناطيسي ان فائدة جمة يمكن ان يجنيها المرضى المصابون بترهل العضلات، بحيث يخفف تعريضهم للعلاج الكهرومغناطيسي من تآكل وتلف العضلات وينصح المختصون بهذا المجال بتعريض الجسم مرتين يوميا بواقع عشر دقائق لكل مرة للموجات المغناطيسية العلاجية ، ويقول بحث آخر ان هذا الاسلوب العلاجي كان قد طبق على رواد محطة مير الفضائية مما ادى الى تقوية عظامهم وزيادة صلابتها، ومنع تهشش العظام.
واثبتت تجارب اميركية نجاعة هذا العلاج في مرضى العجز الذهني، والمرضى الذين يشكون من زيادة النشاط وبالتالي زيادة الارهاق. وتقول ابحاث اميركية، ان «عيادات علاج الالم» اصبحت منتشرة في معظم المستشفيات، وهي تعتمد الاسلوب المغناطيسي كعلاج لآلام الروماتيزم والكتفين والحيض وارتفاع ضغط الدم والشقيقة وتشنجات أصابع اليد.
ومع انتشار الاستطباب بالوسائل الطبيعية والابتعاد ما امكن عن الاستطباب الدوائي والكيميائي، فان الاستشفاء بالموجات المغناطيسية اصبح في مقدمة الوسائل الطبية الطبيعية خصوصا في مجالات علاج الالام. ويبقى ان نقول بأن الاستشفاء بالمغناطيس محظور على الحوامل بالرغم من عدم ثبوت مخاطر لديهن، ولكن من باب الاحتياط، كما انه محظور على المرضى الذين زرعت في صدورهم منظمات كهربائية اصطناعية للقلب. او اية زراعات كهربائية اخرى.
هاشم سلامة