تم اكتشاف فيروس التهاب الكبد نوع (سي) ( هيباتيتيس سي ) عام 1989، وهو يزداد انتشارا يوما بعد يوم لان معظم حاملي هذا الفيروس يتحولون إلى حاملين مزمنين سواء ظهرت ام لم تظهر عليهم أعراض مرضية، لذلك فمع انتشار حاملي الفيروس الذين لا تظهر عليهم اعراض المرض لسنوات عديدة ولربما لعقود، يمكن للمرض أن يزداد تدريجيا وينتشر بشكل وبائي بين المواطنين دون أن ينتبه له الناس.
والمشكلة الأخرى التي نواجهها بخصوص مرض الكبد الناتج عن هذا الفيروس انه وحتى تاريخه لا يوجد أي تطعيم ضده، لهذا فالجميع مرشح للعدوى اذا لم يتم اتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة وإذا لم نبتعد عن جميع مشتقات الدم وافرازات المصابين.
طرق العدوى
إن طرق العدوى للفيروس C «سي» مشابهة لطرق العدوى بالفيروس B (بي) مع العلم ان الاغلبية العظمي من المصابين بهذين الفيروسين ( C, B ) لا يعرفون كيف واين ومتى اصيبوا بهذا المرض الخطير.
ويمكن نقل العدوى بالطبع عن طريق نقل الدم او مشتقاته ولكن في بعض الحالات تكون العدوى متفرقة بين الناس بدون نقل دم او مشتقاته انما قد تكون عن طريق الافرازات الأخرى للجسم او عن طريق الاتصال الحميم المباشر او الحلاقة في مكان بدون استعمال الإجراءات الصحية السليمة.
ومن المعروف ان العدوى بالفيروس الكبدي نوع «سي» يمكن ان تحدث للطفل حديث الولادة عن طريق الام ولكن هذا الاحتمال ضئيل وتشير الدراسات والأبحاث الى نسبة نقل العدوى للفيروس «سي» هي اقل من نسبة العدوى بالفيروس «بي».
وبالرغم من عدم وجود تفسير واضح الا ان يعتقد أن الفيروس «سي» هو اقل مقاومة للعوامل الخارجية وقد يكون ذلك لان كمية الفيروس «سي» الموجودة في دم المريض هي كمية صغيرة جدا «اقل بكثير من كمية الفيروس بي في حالة الاصابة به، لذلك فان العدوى بالفيروس «سي» من شخص لاخر تتم في نطاق ضيق.
العوامل المؤثرة على شدة المرض
هناك عوامل تؤثر عل شدة المرض، فمثلا في الحالات التي يتم فيها تقل العدوى بالفيروس «سي» و عن طريق نقل الدم يكون المرض اشد درجة من حالات العدوى بالطرق الأخرى.
وكذلك فان وجود مرض سابق في الكبد ، مثل وجود فيروس اخر ضار به او تناول أدوية مضرة بالكبد او شرب الكحول او وجود بلهارسيا او اي حالة مرضية أخرى بالكبد، كل ذلك يزيد من شدة المرض اذا تصادف وجودها مع العدوى بالفيروس «سي».
د. نعيم أبو نبعة
اختصاصي امراض الجهاز الهضمي والكبد
