من الأمور الهامة التي على الفرد الأخذ بها للوقاية من زيادة الوزن اعتماد نظام غذائي معتدل مدى الحياة بحيث يصبح هذا النظام أسلوب حياة وجزءا من الممارسات الحياتية اليومية، ومن الأفضل أيضا أن يكون هذا النظام الغذائي مناسبا لجميع أفراد الأسرة وليس للشخص المعني فقط .. كما أن مساعدة بقية أفراد الأسرة وتعاونهم لتنفيذ هذا الأمر ضروري جدا.
هذا ومن الواجب أن تتوفر لدى الشخص إرادة قوية لتنفيذ رغبته في المحافظة على الوزن المثالي لان أي تهاون في هذا الأمر أو إلقاء اللوم على الآخرين لا يساعدان على بلوغ الهدف المنشود. ويجب على الشخص أن يراقب وزنه بانتظام باستعمال الميزان نفسه في كل مرة.
ومن الملاحظات الضرورية التي لا بد من ذكرها في هذا المجال:
أولا: إن أنظمة الحمية «الريجيم» المختلفة تؤدي غالبا الى إنقاص الوزن ولكن لا يزال هناك خطر العودة الى زيادة الوزن بعد انتهاء فترة الحمية.
ثانيا: إن تناول الحبوب التي تقلل الوزن غير مأمون العواقب، لان هناك خطر الإفراط في تناول هذه الحبوب ولفترات طويلة مما يعرض الجسم لآثارها الجانبية ومضاعفاتها الخطيرة على أجهزة الجسم المختلفة، كما أن هناك خطر العودة إلى زيادة الوزن عند التوقف عن تناول هذه الحبوب.
ثالثا: إن الأساليب الأخرى المتبعة لإنقاص الوزن مثل لبس المشدات الحرارية والوخز بالإبر الصينية واللف التنحيفي والمنتجات الغذائية الخاصة بتخفيف الوزن وبعض الأعشاب الطبية، كل هذه الأساليب قد ثبت فشلها في إنقاص الوزن أو حتى المحافظة عليه، لأن مفعولها مؤقت وسرعان ما يعود الوزن إلى حالته الأولى بالسرعة نفسها التي فقد فيها.
وبناء على ما تقدم فانه من الأفضل للفرد أن يعتمد على الوسائل التالية ليحافظ على وزنه المثالي:
1- إتباع برنامج غذائي:
– تحديد كمية الطعام المتناولة حسب حاجة الجسم على ان يكون الغذاء منوعا وقليل الدهون والنشويات وغنيا بالخضار والألياف.
2- تعديل السلوك الغذائي:
– تنظيم مواعيد تناول الطعام ومضغه جيدا، واخذ الوقت الكافي لذلك، وكلما طالت مدة تناول الطعام كلما أحس الإنسان بالشبع، إذ لا يشعر الإنسان بالشبع قبل مرور عشرين دقيقة من بداية تناول الطعام.
– استعمال صحن وملعقة وكأس بأحجام صغيرة لتناول الطعام.
– الإكثار من تناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية مثل الخضراوات الطازجة كالخيار والبندورة والفليفلة الحلوة خاصة عند الإحساس بالجوع.
– التقليل من إضافة السكر إلى المشروبات الساخنة والباردة مثل الشاي والقهوة والليمون، وتجنب تناول العصير الصناعي لكثرة السكر فيه وكذلك المشروبات الغازية.
– التقليل من إضافة ورش الملح على الطعام والغذاء المملحة من على المائدة.
– عدم إجبار الطفل على تناول كميات من الطعام أكثر من حاجته.
– تجنب عادة اكل المكسرات اثناء مشاهدة التلفاز، وأثناء وقت الراحة لأنه في هذه الأحوال لا يستطيع الشخص ان يتحكم في الكمية المتناولة.
– التقليل من اكل المخللات والزيتون والمقبلات ومقاطعة السندويشات ذات الدهون العالية مثل المرتديلا.. الخ.
– الامتناع عن تناول الأطعمة المتبقية في أطباق الأطفال وبعد الوجبات.
– يجب تناول الوجبات الرئيسة الثلاث في مكان معين يعد لذلك ولا ينصح بمشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام.
3- العناية بالحوامل ومراقبة أوزانهن مع مراعاة التباعد بين الأحمال بحيث يتم تجنب زيادة الوزن بعد الولادة.
4- علاج الاضطرابات الهرمونية إن وجدت واخذ الحيطة من الأدوية التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن.
5- الحركة الرياضية والنشاط، وهي هامة جدا بحيث تكون متناسبة مع صحة وعمر الشخص المعني لما لها من اثر جيد على الصحة العامة بالإضافة إلى استهلاك السعرات الحرارية الزائدة.
إن التمارين الرياضية تخفف من مستوى دهون الدم، وتساعد على اكتساب مظهر جيد وصحة جيدة وتزيد الثقة بالنفس، كما تساعد على حرق السكر الزائد وتنظم نسبته في الدم، وتقوي عضلة القلب وجدران الشرايين وتحسن كفاءتها، وتعتبر رياضة المشي السريع لمدة لا تقل عن ثلث ساعة من أفضل أنواع الرياضة اليومية التي تناسب كافة الأعمار.
6- عملية شفط الدهون:
أصبحت هذه العملية مأمونة وفعالة اذ يمكن إجراؤها تحت المخدر الموضعي وبإشراف الاختصاصي وبهذه العملية يتم إزالة البروزات الشحمية من خلال فتحات صغيرة، وبما أن الخلايا الدهنية لا تنقسم لدى الأشخاص البالغين فان الدهن المشفوط لا يعود ثانية في مناطق الشفط.
ويتم إجراء هذه العملية على المناطق التي لا تستجيب للحمية الغذائية والرياضة مثل مناطق البطن والارداف لدى النساء ومناطق البطن والخاصرتين لدى الرجال وبعد العملية يستطيع الشخص مزاولة نشاطه اليومي كالمعتاد.
د. احمد عبدالحليم الغول
اختصاصي الجراحة العامة