يسير المني بعد القذف في المهبل ويرسب في قعره بالقرب من فوهة عنق الرحم الذي يفرز إفرازات قلوية تجذبه إليها، فيدور حولها، ثم يدخلها تباعا هربا من حموضة المهبل التي لا تناسبه، بل تبیده خلال ساعة أو ساعتين على الأكثر.
ولا يتحمل المني حموضة المهبل وخاصة إذا كانت هذه الحموضة مرتفعة. والحيوانات المنوية لا يمكنها أن تعبر قناة الرحم بسهولة الا في فترة لا تتعدى يومين او ثلاثة أيام من تاريخ الإباضة، أي في منتصف الدورة الشهرية.
وتستغرق رحلة المني من المهبل وحتى الرحم عدة ساعات، أما في حالة كون بعض المني سريعا في عملية السباحة، فإن قطع تلك المسافة لن تستغرق منه في الظروف المواتية اكثر من نصف ساعة. أما البقية فقد تستغرق ساعات بسبب كثرة الحواجز في تجاويف الرحم حتى تصل الى البويضة لإخصابها.
عند الإباضة، تنطلق البويضة من المبيض، الى أهداب أنبوب قناة البيض، محاطة بخلايا تسمى ركام مبيضي، وبالسائل المبيضي. وما أن يتلقاها الأنبوب بأهدابه التي هي بشكل قمع حتى تبدأ بالنزوح باتجاه الرحم، مالئة جوف الأنبوب بقطرها الذي يصل الى بضعة ميليمترات. وعادة ما تلتقيها الحيوانات المنوية، ليحصل الإخصاب في الثلث الأول من الأنبوب.
يتم إفراز البويضة في موعد معين من أيام الدورة الشهرية. وإذا لم يلقحها الحيوان المنوي تهلك خلال 12 ساعة من إفرازها، بينما يهلك الحيوان المنوي خلال يومين او ثلاثة ايام من وصوله الى الجهاز التناسلي للمرأة، ولكي يتمكن الزوجان من تحقيق حدوث الحمل، عليهما أن يتفهما الأمور التالية:
تبدأ الدورة الشهرية بطمث وتتوسطها «الإباضة». اي ان المرأة تكون مستعدة للإخصاب في منتصف الدورة الشهرية، وبتعبير آخر تقع الإباضة فيما بين اليوم الثاني عشر والسادس عشر التي تسبق الطمث التالي.
وهذا يعني أن الإباضة تحصل خلال الخمسة أيام التي تتوسط الطمثين. وتكون فترة الخمسة أيام فترة الإخصاب والحمل. وبما أن الحيوانات المنوية يمكنها العيش ثلاثة أيام في الجهاز التناسلي للمرأة لذلك ينصح بإطالة فترة الإخصاب ثلاثة أيام إلى فترة الخطر والإخصاب بحيث تصبح فترة الإخصاب من اليوم الثاني عشر الى اليوم التاسع عشر قبل اول يوم من الطمث اللاحق.
فمثلا امرأة تكون دورتها كل 28 يوما، عندها تكون فترة إخصابها من اليوم التاسع عشر قبل تاريخ أول يوم من الطمث المقبل. ولكي تتمكن المرأة من معرفة موعد إفراز البويضة، عليها أن تسجل تواريخ طمثها خلال 3 – 6 أشهر من اليوم الأول لظهور الحيض الى اليوم الأول للحيض الثاني، وتعد الأيام الواقعة بين الطمثين، مثلا 21 أو 26 أو 28 او 33 فإذا تأكدت من أن دورتها ثابتة،، عمدت الى تسجيل أيام الإخصاب وذلك بتسجيل أيام إحدى عشر يوما تسبق الطمث اللاحق وهی ایام عقيمة تسبقها سبعة أيام هي فترة الإخصاب وإمكانية حدوث الحمل.
كيف تلاحظ المرأة أن مرحلة الإباضة تقترب؟
تلاحظها من غزارة المخاط المهبلي المتزايد ومصدره الرحم وعنق الرحم. وعليه فإنه عند وقت الإباضة يصبح هذا المخاط أكثر كثافة وشفافية ولزوجة. ومن شأن هذه المادة المخاطية استقبال المني، وتسهيل عبوره فيها إلى الرحم. وتظهر هذه المادة، بوجه عام، قبل انطلاق البويضة بثلاثة او أربعة أيام، وتختفي بعد انطلاقها بيوم او يومين، وفيما عدا هذه الأيام، لا يعود بإمكان الحيوانات المنوية اختراق الحاجز الرحمي.
مما سبق ندرك ان هناك وقتا محددا يمكن أن يحدث فيه الحمل، وفي غير هذا الوقت لا يحدث الحمل مهما زاد عدد مرات اللقاء بين الزوجين ومهما كان حال الزوجة او الزوج سليما.
د. سميح خوري
اختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد