يعاني بعض الرجال سواء لأسباب خلقية او مرضية من وجود خصية واحدة، حيث قد تكون الخصية الثانية غير موجودة او معطوبة لا تعمل، ويتساءل بعض الرجال عن احتمالية وإمكانية الزواج والانجاب. ويبين الأطباء ان وجود خصية واحدة سليمة لا يؤثر على الانجاب.
شكل خصية الرجل
يشبه الشكل الخارجي لخصية الرجل شكل بيضة الدجاجة الصغيرة، والخصية مفلطحة ، ويبلغ طولها حوالي 5 سم وعرضها بين 3-2 سم ، اما وزنها فيتراوح بين 12 -15 غراما. وتوجد الخصية حرة في الصفن وتبدو كأنها معلقة به. والخصية اليسرى مزودة بكمية أكبر من الدم من الخصية اليمنى مما يجعلها في العادة اكبر واثقل من اليمني وبالتالي أقل ارتفاعا من الخصية اليمني.
تحتوي الخصية على انابيب ملتفة حول بعضها، تتكون فيها الحيوانات المنوية، ولكي يتم اكتمال ونضوج الحيوانات المنوية ، يجب أن تمر بأربع مراحل غير ناضجة وهي :
1- سلف الخلية
2- الخلية الأولية
3- الخلية الثانوية
4- الخلية المنوية .
وكل مرحلة من هذه المراحل تتطلب 16 يوما، أي أن تشكل الحيوانات المنوية يتطلب حوالي 74 يوما .
وتفرز الخصية الهرمونات الذكرية التي تؤدي الى ظهور الصفات الذكرية الثانوية مثل الذقن والشارب وخشونة الصوت والشكل العضوي لجسم الرجل.
ويبدأ تكون الخصية في المرحلة الجنينية للذكر ، وهي تكون في تجويف بطن الجنين في اعلى الظهر ، اسفل الكلية ثم تبدأ في النزول التدريجي حتى تصل الى مكانها الطبيعي في كيس الصفن وذلك باكتمال نمو الجنين اي من الشهر التاسع، ونزول الخصية الى مكانها في كيس الصفن خارج الجسم بعيدا عن حرارته يجعلها تقوم بوظيفتها بشكل طبيعي، اذ تكون درجة حرارتها في الكيس اقل من درجة حرارة الجسم، فمثلا نلاحظ انه عند ارتفاع درجة حرارة الجو ترتخي العضلات المحيطة بالخصيتين فتهبطان الى اسفل وتبتعدان عن حرارة الجسم، اما اذا كانت درجة حرارة الجو منخفضة تنقبض هذه العضلات حتى تقترب الخصيتان من دفء الجسم . وهذا التوازن في درجة الحرارة والذي تحتفظ فيه الخصيتان بدرجة حرارة منخفضة دائما، هام جدا لتكوين الحيوانات المنوية بصورة طبيعية.
وقد يحدث في بعض الاحيان ان لا تنزل احدی الخصيتين إلى مكانها الطبيعي داخل كيس الصفن لاي بسبب، فقد لا تستطيع الخصية ان تشق طريقها الى الكيس وبالتالي تقف في وسط الطريق او حتى في بدايته وقد تنزل الى مكان اخر غير المكان الطبيعي لها فنجدها تحت الجلد في اسفل البطن في المنطقة الاربية او فوق العانة او على الفخذ ، وقد تفشل الخصية في النمو اصلا فتظل داخل البطن.
وأيا كان السبب فالخصية المعلقة التي تظل داخل الجسم تكون عادة في درجة حرارة غير ملائمة لها وهي درجة حرارة الجسم 37 درجة مئوية مما يؤدي الى ضمورها وبالتالي قصور وظائفها وتتوقف بعد ذلك عملية الانجاب على الخصية الاخرى وكفاءتها وحدهما، ويكون الوقت المناسب للعلاج ارجاع هذه الخصية الى مكانها عندما يصل سن الطفل ثلاث الى ست سنوات والتأخر في العلاج يؤدي الى التأخر في نمو الخصية ، ويعتمد العلاج اساسا على الجراح ، واذا تم التدخل الجراحي في الوقت المناسب فان الخصية المعلقة تنزل وتعمل بكفاءة .
وفي اغلب حالات الخصية المعلقة على جانب واحد يمكن للرجل الانجاب لاحقا بالخصية السليمة، ولقد ثبت بنتيجة الخزع والفحص النسيجي المخبري على الخصية الموجودة في مكانها الطبيعي في الصفن أنه في 15% من الحالات تكون الخصية النازلة مصابة بضمور جزئي ، كما تبين أن حوالي 50% من الرجال في هذه الحالة مصابون بعقم بسبب نقص ملموس في سائلهم المنوي.
وهناك اسباب عديدة لعدم الانجاب عند الرجال، منها اضطرابات وظيفة الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدة الكظرية او بسبب وجود عيوب خلقية في تكوين الخصية او انسداد القنوات المنوية والبربخ بعد الالتهابات.
د. سميح خوړي
اختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد