أظهرت الأبحاث ان تشوهات الرحم مسؤولة عن حوالي اثني عشر بالمئة من حالات الاسقاط المتكرر خاصة تلك التي تحدث بين الاسبوع الثاني عشر والرابع والعشرين من الحمل.
و قد تلعب الوارثة دورا في التشوه ، والتشخيص الأكثر شيوعا في حوالي خمسين بالمئة من الحالات ، هو للرحم ذي القرنين او للرحم ذي المسكنين حيث يمتد طوق نزولا عند وسط الرحم باتجاه عنق الرحم .
وفي حالة الرحم ذي المسكنين المنفصلين ، يوجد قرنان منفصلان من الرحم وعنقان منفصلان . وبعض هذه الحالات الشائعة من التشوه قد يكون ناتجا عن عدم نمو قنوات « مولر» مما يسبب غياب نصف الرحم . او ان القنوات قد أخفقت في الالتحام تاركة التركيب الرحمى بدون الجوف الصحيح .
يتم اكتشاف هذه الحالات من التشوه بإجراء تصوير الرحم. فتحقن صبغة ظليلة للأشعة داخل الرحم لملء قناته وملء الرحم والبوقين . وهذه العملية الشعاعية ، تسمح لمصور الأشعة ان يرى مجری الصبغة بوضوح عندما تحقن .. وتقود هذه العملية الى انقباضات معتدلة او حادة في بعض الحالات .. ومع ان هذه العملية عادة تتم بدون مخدر عام الا ان مخدراموضعيا يمكن أن يحقن في عنق الرحم ، وقد يعطى الطبيب ايضا المضادات الحيوية قبل العملية وبعدها لتجنب خطر العدوى من الصبغة المحقونة .
وتجري العملية عادة بعد الدورة الشهرية للتأكد من أن المرأة ليست حاملا خلال التعرض للاشعة السينية .
وهناك التنظير داخل جوف البطن ، وهي طريقة لمعاينة الرحم والبوقين بواسطة النظر في جهاز يدخل من خلال السرة وقبل ادخال هذا المنظار يملأ جوف بطن المرأة بثلاثة ليترات من غاز ثاني أكسيد الكربون ويستعمل منظار جوف البطن للفحص البصري المباشر الامر الذي يدعم التشخيص، ولإجراء ذلك تأتي المرأة الى المستشفي ليوم واحد لان هذه العملية تتطلب التخدير
في عملية التنظير داخل جوف البطن يمكن رؤية الرحم المزدوج او الرحم المنقسم جزئيا .
ويمكن للطبيب أن يرى ايضا ما إذا كان البوقان مقيدين بالالتصاقات او اذا كان هنالك انتباذ بطاني رحمي في الحوض .. ويتم حقن الصبغة من خلال عنق الرحم لرؤية ما اذا كانت ستمر فورا عبر البوقين للدلالة على سلامتها .
وهناك تنظير جوف الرحم، وهي تقنية حديثة نسبيا ، وتسمح بالفحص البصري ولكن هذه المرة داخل الرحم. ويتم الدخول من الاسفل عبر المهبل وعنق الرحم، باستعمال منظار خاص يعمل بواسطة الالياف الضوئية ، وتتم معاينة كل جدران الرحم للبحث عن الالتصاقات والخلل ، ويمكن معالجة هذه الأنواع من الخلل بالوقت ذاته من خلال منظار جوف البطن .
هذه الأنواع من الفحوص كانت تجري للنساء اللواتي يشكين من مشاكل العقم . اما الان فيتم استعمالها بشكل متزايد مع النساء المسقطات.
د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد