تعد ثمار الكيوي من الثمار العجيبة والغريبة والتي لم يعرفها الانسان قديما، وهي ذات منظر غريب حيث يبلغ حجمها حجم بيضة البط، ولونها بني يتراوح بين الفاتح والغامق ويغطيها وبر كثيف وهي من الداخل ذات لون اخضر.
وثمار الكيوي ذات جمال مميز من الداخل وذات طعم يجمع بين نكهات الفراولة والموز والشمام والاناناس. لكن أذواق الناس تختلف فالبعض يحبها ويدمن عليها، والبعض يكتفي بتذوقها مرة.
فما قصة هذه الثمرة الغريبة.. والحديثة الظهور؟ واین كانت من قبل؟
لعل الكيوي هي الثمرة الوحيدة التي يتميز لبها بهذا اللون الأخضر المشع. وهي واحدة من فواکه قليلة تم تهجينها خلال السنوات الألف الماضية.
ترجع أصول الكيوي الى وادي ينغ تسي في الصين وقد ورد ذكرها في الأشعار الصينية منذ القرن الثامن الميلادي، وكانت ثمارها تجمع من أشجارها البرية لتباع في الأسواق.حيث عثر على هذه الفاكهة في الغابات المجاورة لنهر يانغ، وقد سميت بفاكهة اليانغ نسبة إلى النهر الذي عثر عليها بالقرب منه، كما سميت بالفأر النباتي، بسبب مظهرها ولونها الخارجي الذي يشبه الفأر.
لكنها كانت مجرد ثمرة برية قاسية وصغيرة بعكس ما نعرفها عليه اليوم، وكانت نقطة التحول في طبيعة الكيوي عام 1904 عندما عاد سائح نیوزلندي من الصين ومعه بذور الكيوي، وأعطاها إلى صاحب مشتل يدعی ” الكسندر اليسون “، حيث تم الاهتمام بها بشكل كبير، وخصصت المساحات الشاسعة لزراعتها والعناية بها، وقد أطلقوا عليها اسم كيوي نسبة إلى طائر الكيوي الذي هو رمز وطني لدولة نيوزيلندا.وخلال السنوات الثلاثين التالية عمل «اليسون» مع زملاء له على تطوير ثمرة كيوي متميزة عن و طريق الانتخاب والتقليم والتطعيم.
وكان اهتمام اولئك المزارعين منصبا على شكل شجيرات الكيوي بأزهارها البيضاء وأوراقها المروحية و الشكل بقدر ما كان منصبا على ثمارها.
بدأت زراعة الكيوي تجاريا في ثلاثينات القرن العشرين، في تي بوك على الشاطىء الشرقي للجزيرة الشمالية في نيوزلندا.
فقد كان هناك مزارع يدعى ” جيمس مكلوغل “، اصبح يدعي (اب ثمرة الكيوي الحديثة) واصبح ايضا مليونيرا.. بالصدفة فقط ففي سنوات الكساد العظيم الذي أصاب أميركا والعالم في أواخر عشرينات وأوائل ثلاثينات القرن العشرين، فقد جيمس وظيفته في شركة شحن، فعمل في مزرعة ليمون يملكها أقارب له في منطقة تي بوك في نيوزلندا وغامر جيمس بزراعة دونمين من تلك المزرعة بالكيوي.
ولحسن حظه، كان مناخ المنطقة الدافيء الرطب وتربتها البركانية ملائمين تماما لزراعة الكيوي.
وفي عام 1952 ارسل جيمس شحنة ليمون الى بريطانيا، وحتى يملأ بعض الفراغ الباقي في السفينة اضاف عشرة صناديق من الكيوي. لكن اضراب عمال المرافيء في بريطانيا عطل تفريغ حمولة السفينة خمسة أسابيع فتلف الليمون وعفن، لكن ثمار الكيوي كانت بخير، وبيعت بسهولة في بريطانيا (التي عرفتها لاول مرة). وهكذا ادرك مزارعو نيوزلندا بأنهم قد فتحوا لأنفسهم أسواق العالم.
لكن ردود الفعل تجاه الكيوي لم تكن دائما مرحبة، ففي عام 1976، وإثناء حملة تفجيرات قام بها الجيش الأيرلندي في بريطانيا، اكتشفت صناديق كيوي في الميناء، واعتقد الذي رأى ثمار الكيوي بانها قنابل يدوية ، فاستدعي خبراء المتفجرات واخلي المكان ثم فجرت الصناديق.
وهكذا اصبحت تي بوك في نيوزلندا عاصمة الكيوي في العالم، ويتضاعف سكانها بين أيار وتموز حين تدفق عليها الشباب للمشاركة باعمال القطف والتعبئة.
واختفت مزارع الأبقار من حولها لتحل محلها شجيرات الكيوي التي تعطي دخلا يعادل ثلاثين ضعف الدخل الذي تدره الابقار.
وشجرة الكيوي منفصلة الجنس. فهناك أشجار مذكرة وأخرى مؤنثة، وهي تنمو بسرعة استثنائية نحو متر كل اسبوع، ولهذا يجب تقليمها باستمرار والا تحولت الى شبكة متداخلة يصعب اختراقها.
تقطف الكيوي باليد ثم تصنف وتلف وتعبأ في الصناديق كما يعبأ البيض، ثم تبرد على درجة الصفر المئوي حيث تبقى سليمة لمدة ستة اشهر او اكثر.
تصدر نیوزلندا بضع مئات الآلاف من الأطنان من الكيوي الطازجة أو المعلبة أو المعصورة او حتى المخمرة كمشروب كحولي وجد له سوقا مزدهرة في اليابان.
وقد زرعت الكيوي قبل سبعين عاما في كاليفورنيا في الولايات المتحدة وهي تنضج في تشرين أول اي بعد 3 – 5 اشهر من نضجها في نيوزلندا، مما يجعلها متوفرة في الأسواق طوال العام.
يفضل اكل ثمرة الكيوي عندما تكون لدنة طرية الملمس نوعا ما. ويمكن قطعها من النصف ثم تناول اللب بواسطة الملعقة. وبعد قطعها لا يتحول لون اللب الأخضر إلى البني بسرعة مما يجعلها مناسبة للسلطات او لتزيين الحلوى او حتى لتزيين الوجبة الرئيسية، وتعمل الانزيمات المتواجدة في الكيوي على جعل اللحم لينا طريا.
ومقارنة بفواكه أخرى مثل التفاح، الأجاص، الدراق أو البرتقال، فان الكيوي اغني بالحديد والمغنيسيوم والفسفور والبوتاس وفيتامين ج، كما انها غنية بالألياف وخالية من الكوليسترول ومن الصوديوم.
ترجمة: مهندس حسام مدانات