العلاقة الزوجية والسكري
تشمل العلاقة الزوجية العلاقة النفسية والاجتماعية بين الزوج وزوجته بالإضافة إلى العلاقة الجنسية.
أثر السكري على العلاقة الزوجية:
وجدت الدراسات أن الدعم من جانب الزوج / الزوجة هو عامل شديد الأهمية لدى مرضى السكري. لذا يجب أن تكون المرأة شريكة في العناية لزوجها المريض بالسكري، والأمر ذاته ينطبق على الزوجة المصابة بالسكري، فيعملان معا كفريق.
1- ارتفاع السكري ، انخفاضه والعلاقة الزوجية:
– نوعية العلاقة الزوجية لها علاقة مباشرة بتأقلم الشخص المصاب بالسكري، من ناحية تقبل العلاج، قيامه بالنشاطات المختلفة، اختبار أقل للضغط النفسي الناتج عن الإصابة بالسكري، صفاء ذهني وعاطفي أفضل، ونوعية حياة فضلی بشكل عام.
– كما أن العلاقة الزوجية بشكل عام والعلاقة الجنسية بشكل خاص لهما دور كبير في تنظيم السكري عند المصاب به، فدعم الزوجة لزوجها المصاب بالسكري في الالتزام بالأدوية والنظام الغذائي لهما دور فاعل في تنظيم السكري عند المرضى به.
2- مضاعفات السكري والعلاقة الزوجية :
– قد تؤثر مضاعفات السكري بشكل واضح على العلاقة الزوجية فيتزايد مستوى التوتر بين المصاب بالسكري وزوجته . بالإضافة إلى الاكتئاب وزيادة احتمالية الانفصال، وبخاصة مع تأثر البصر، كما وجدت إحدى الدراسات، هذا بالنسبة للعلاقة الزوجية بشكل عام.
– كما أن العلاقة الزوجية الخاصة قد تتأثر بشكل جلي عند حدوث مضاعفات السكري.
3- العلاقات الجنسية والسكري:
* القصور الجنسي لدى الرجال المصابين بالسكري:
سبب مضاعفات السكري هو تأثيره على الأوعية الدموية، والأعصاب، وهذان العنصران ضروريان لحدوث الانتصاب لدى الرجل. ولهذا فإذا كان السكري غير منتظم فيمكن أن يؤدي الى العجز الجنسي لدى الرجل، أما العجز الجنسي الذي يحدث مبكرا فسببه قد يكون العوامل النفسية لدى المريض.
يعتبر ضعف الانتصاب أحد مظاهر الضعف الجنسي عند المصابين بمرض السكري ويعرف بأنه عدم القدرة على الحصول على الانتصاب والمحافظة عليه بالدرجة الكافية لإتمام عملية الجماع. وأحيانا يكون ضعف الانتصاب العلامة المنبهة لإكتشاف السكري عند بعض المرضى.
وتوجد عوامل أخرى تساعد على تطور هذه الحالة، منها التدخين وارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع الدهنيات في الدم (ارتفاع الكوليستيرول أو الدهنيات الثلاثية)، وعدم انضباط السكر في الدم.
إن الخطوة الأولى في العلاج هي السيطرة على السكري وتعديل نمط الحياة ، ويتضمن ذلك الامتناع عن التدخين والمشروبات الكحولية وتتضمن تناول الغذاء الصحي، وممارسة التمارين الرياضية، والعمل على الوصول إلى الوزن المثالي في حالة البدانة، واخذ القسط الكافي من النوم. ويتوافر حاليا ثلاثة أنواع من مثبطات فوسفوداسيتراز هي سيلدانافيل وفاردنافيل، وتادلافيل. ويجب تناول سيلدانافيل وفاردنافیل والمعدة فارغة. ويبدأ مفعول هذين الدوائين بعد حوالي نصف ساعة، ويبلغ ذروته بعد ساعة ليستمر من 4-6 ساعات، أما تادلافيل فيبلغ ذروته بعد ساعتين ويستمر لمدة أطول تتراوح من 36 – 48 ساعة. ويمنع تناول مثبطات إنزيم الفوسفوداسيتراز مع الأدوية المعطية أكسيد النيتريك إذ قد يؤدي تناولهما معا إلى هبوط مفاجئ في الضغط الشرياني.
الاعتلال الجنسي لدى النساء المصابات بالسكري : –
– هو اعتلال في واحد أو أكثر من النواحي التالية:
الرغبة، التهيج، الرعشة الجنسية، أو حدوث الألم، مما يسبب کربا لدى المرأة أو اختلالا في علاقتها مع زوجها. وهي مشكلة متعددة الأسباب، ذات أصول نفسية وعضوية.
ويعتبر السكري من الأمراض التي تلعب دورا رئيسا في حدوث الاعتلال الجنسي لدى النساء . فمن المعروف أن مريضات السكري عرضة لحدوث الألم أثناء الجماع وقلة الرغبة في العلاقة الزوجية أكثر من النساء السليمات. رغم أن نواحي أخرى كالرعشة، تحدث على حد سواء لدى
النساء المصابات بالسكري والسليمات. لذلك فإن الاعتلال الجنسي لدى النساء المصابات بالسكري مشكلة يجب زيادة الوعي لها من جانب المريضة والطبيب على حد سواء ، ويجب السؤال عنها بشكل روتيني في مريضات السكري.
4- السكري والإنجاب:
السكري لا يؤدي مباشرة إلى العقم، لأنه لا يقف مانعا أمام إنتاج خصيتي الرجل للحيوانات المنوية ولا عائقا دون التبيض عند المرأة. كما أنه لا يمنع التلقيح أو الإخصاب. أما إذا أدى إلى اعتلال الأوعية أو الأعصاب التي تغذي الجهاز التناسلي عند الرجل فإنه يؤدي إلى العنة وضعف الانتصاب، أو يؤدي إلى القذف العكسي للحيوانات المنوية داخل المثانة بدل قذفها إلى الخارج.
أما فقد السيطرة على السكري عند النساء لفترة طويلة فإنه يؤدي إلى حدوث آلام عند الجماع، أو الإصابة بالالتهابات المهبلية التي تؤثر سلبيا على الحمل، وخلاصة القول إن السكري غير المنضبط يقلل من احتمالات الحمل بصورة غير مطلقة وغير مباشرة. وإذا عولج مرض السكري عند الرجال جيدا، وضبط سكر الدم، فإن تأثيره على الإنجاب ضئيل جدا، ولكن إذا حدثت مضاعفات للسكري أدت إلى العجز الجنسي (العنة ) فإن الإنجاب فقد يصبح أمرا صعبا. أما السيدات المصابات بالسكري فيجب الاعتناء بهن قبل الحمل وخلاله وأثناء الولادة حتى لا تتعرض حياتهن وحياه أجنتهن لأي خطر من الأخطار.
إن نتائج هذه العناية تحت إشراف اختصاصي السكري، وبالتعاون مع اختصاصي الأمراض النسائية، قد أدت إلى نتائج باهرة. لذا فإن مريض السكري يستطيع أن يحيا حياة طبيعية، وأن يتزوج وينجب كأي إنسان سليم آخر، إذا كان على دراية تامة باستحقاقات مرضه من حيث العلاج، ونمط الحياة الصحي.
5- السكري والوراثة:
مرض السكري نوعان: الأول المعتمد على الأنسولين في علاجه، ويصيب الأطفال واليافعين والشباب تحت سن الثلاثين، وهو مائل إلى عدم الوراثة، وقد يكون هناك استعداد وراثي بسيط. وهو مرض يعتبر من أمراض المناعة حيث توجد أجسام مضادة إما ضد الخلايا التي تفرز الأنسولين، أو ضد الأنسولين، و كذلك وجد في التوائم المتماثلة التي أصيب أحدها بهذا النوع من مرض السكري أن احتمال حدوث مرض السكري من نفس النوع في التوأم الآخر أقل من 50 %، أما النوع الثاني من السكري وهو غير المعتمد على الأنسولين فاحتمال عامل الوراثة كسبب من أسبابه قوي جدا حيث ان احتمال إصابة أحد التوأمين المتماثلين بعد إصابة الأول من هذا النوع من السكري تعتبر أقرب إلى 10٪، فلذلك يعتبر النوع الثاني وراثيا فإذا أصيب الأب أو الأم بمرض السكري فاحتمال إصابة الأطفال يزداد ازديادا مطردا.
أما زواج الأقارب فقد حض الإسلام على تجنبه لقوله عليه الصلاة والسلام غربوا النكاح وفي قول آخر اغربوا تنجبوا، ولكن وجود مرض السكري في أحد الزوجين لا يعتبر كارثة صحية. وإذا ما قرر طرفان الزواج فإن عليهما المعرفة التامة بهذا المرض، والاستعداد لمجابهته، وبخاصة قبل الحمل، وأثناء الحمل، والولادة، وبالاعتناء الصحي الجيد يمكن الإنجاب بعد الزواج وتربية الأطفال والمعيشة عيشا هنيئا دون أي مشكلات تذكر. أما قطعية إصابة الأطفال بالسكري فهذا غير صحيح وإنما هي احتمالات واردة ولكن ليست قطعية.