د. سميح خوري
اختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد
يعد الصرع في مقدمة الأمراض العصبية التي يعانيها الإنسان وهو من اكثر الأمراض تعطيلا للمسيرة الحياتية للمصاب عمليا ونفسيا، والسؤال : هل يمكن لمريض الصرع أن يتزوج وينجب أطفالا؟
يتصف الصرع بنوبات محددة تميل الى التكرار، وتتسم باضطرابات في الحركة أو الإحساس، أو السلوك أو الوعي او المزاج أو الإدراك.
وسمي المرض بالصرع لأن الفرد الذي يعاني منه يقع على الأرض عادة وهو فاقد الوعي، وكأنه قد صرع وينجم الصرع عن بؤرة مضطربة في مكان ما في الدماغ.
وللإجابة عن السؤال السابق يمكن القول: أنه لا يوجد سبب طبي يمنع مريض الصرع من الزواج. لكن.. وكما هو معروف ان كلا من الزوجين عليهما التزامات .. يجب ان يساهما بها في الحياة الزوجية.
فالزوج عليه أن يحقق دخلا معقولا يكفي للإنفاق على المنزل، وقد تساهم الزوجة في ذلك بدرجة أقل. والزوجة لها وظيفة رعاية المنزل وتنظيمه والإشراف على شؤونه .. فإذا كان الزوج مصابا بالصرع فإنه يجد صعوبة بالغة في الحصول على عمل مناسب مما قد يسبب مشكلات مالية كبيرة، حيث تضطر الزوجة أن تخرج للعمل بالإضافة إلى دورها الهام في ادارة شؤون المنزل.
اما اذا كانت الزوجة مصابة بالصرع فإن المشكلة تكون في اصابتها بنوبات صرعية متكررة قد تعرضها للخطر اثناء الطهي.
وقبل أن يتخذ مريض الصرع قرارا بإنجاب طفل، على الزوجين أن يناقشا هذا الأمر مع الطبيب وعليهما طرح التساؤلات حول احتمال اصابة الطفل بالصرع. والحقيقة أنه لا توجد اجابة بسيطة لهذا التساؤل، ولكن النقاط التالية جديرة بالاعتبار:
1. من المعروف ان هناك استعدادا وراثيا للصرع، قد ينتقل من الآباء إلى الأبناء فيجعلهم عرضة للإصابة بالنوبات. لذلك يكون من واجب الطبيب أن يشرح هذا الخطر للزوجين قبل أن يقررا الإنجاب.
2. اذا كان أحد الزوجين يعاني من الصرع فإن خطر اصابة أطفالهما بهذا المرض يكون محدودا في معظم الحالات، حيث تشير الدراسات الى ان نصف الأطفال يرثون الاستعداد للصرع، وتظهر النوبات في سدسهم فقط، أي أن واحدا من كل ستة أطفال سوف يعاني من الصرع.
3. أما إذا كان الزوجان مصابين بالصرع فإن فرصة اصابة اطفالهما بنفس المرض تكون كبيرة، . وننصح بتجنب الإنجاب في هذه الحالات باستخدام بإحدى وسائل منع الحمل.
