تدل الأبحاث الطبية التي أجريت على عدد كبير من الأشخاص، أن الوراثة تلعب دورا كبيرا في تحديد مقدرة الإنسان على تذوق بعض المواد أو الأطعمة والإحساس بها وتقبلها أو رفضها.
هذه الأبحاث، كان رائدها الكيميائي ارثر فوكس، ففي عام 1931 اكتشف هذا الكيميائي وعن طريق الصدفة أن بعض الناس يستجيبون بطريقة مختلفة للمادة الكيميائية فينيل ثيوكار باميد، حيث أن بعض الناس لدى تذوقهم لها يقولون أنها مرة بينما لا يحس بعض الناس بطعمها، الغريب في الأمر أن من تذوقها ووجدها مرة الطعم اشترك معه بنفس الرأي أقارب له وأخوته وبقية أفراد أسرته، وكذلك كان الحال لدى من لم يشعر بمذاقها.
يقول الباحثون أن السبب يعود إلى جين معين لدى بعض الأفراد، وهذا الجين مسؤول عن صناعة احد أنواع البروتينات الطبيعية التي يكون في مقدورها استقبال الطعم المر على سطح اللسان، في حين يمكنها أن تصنع بروتينا آخر يقلل أو يحد من المستقبلات للتذوق.
وقد بينت الأبحاث أيضا أن من يستجيبون لعدد كبير من النكهات فان ذلك يرتبط لديهم بعدد من الجينات، التي تحدد أيضا مدى اختلاف التذوق لديهم.
هذا الاكتشاف يفسر لنا كيف أن بعض الناس لا يحبون الفراولة مثلا أو الملفوف ، ويتأففون من تذوق أو تناول بعض الأطعمة، كأن يحجمون عن تناول الحلويات ويتضايقون من تناول المحليات الصناعية التي شاع استخدامها في عدد كبير من الحلويات.
الصورة pixabay