المتعارف عليه لدى الجميع بان الاكتئاب مرض مقلق وخطير ، ويعتبر من الأمراض التي يصعب معالجتها بالأدوية والعقاقير في غالب الأحيان ، وقد تكون نسبة المصابين بهذا المرض طفيفة نوعا ما ، وقد يكون أيضا له أسباب ومسببات وله أعراض منها عضوية وأخرى نفسية.
واهم هذه الأعراض العضوية ، فقدان الشهية للطعام ، والصداع ، واضطراب الجهاز الهضمي ، والإمساك ، وفقدان الشهوة الجنسية ، ونقص الوزن بشكل ملحوظ ، وخفقان القلب .
وأما بالنسبة للأعراض النفسية فيكون المزاج الاكتئابي والأرق والقلق والبكاء والعويل والنحيب والشعور بالوحدة والشعور بالذنب والتشائم واليأس مما قد ينعكس على المريض بشكل سلبي في سلوكه وانضباطه وهذا يعني بأن حالته أصبحت خطيرة جدا ولا يمكن علاجها إلا بنسب بسيطة جدا.
إن العلم الحديث يتحدث في هذا الجانب عن علاج هذا المرض بطريقتين : الأولى علاج المريض بالأدوية والعقاقير المهدئة، وهذه الطريقة قد توقع المريض في حالة الإدمان على المهدئات بحال تناولها لفترات طويلة ، وقد تفقده الشعور بالمحيط مما يجعله منعزلا بسلوكه الذي يبين للآخرين حجم مشكلته الجسيمة.
أما الطريقة الثانية : فهي العلاج النفسي والعلاج النفسي يتطلب علاج اجتماعي وعلاج جماعي ، وقد تتفاوت أسباب الأمراض وأعراضها النفسية فمنها أسباب حيوية مثل الوراثة والاضطرابات الفسيولوجية وأسباب نفسية مثل الصرع والإحباط والعادات الغير صحيحة ، وأيضا أسباب اجتماعيه مثل البيئة السيئة والفقيرة واضطراب العلاقات الأسرية وسوء التوافق الأسري وعدم توفر الحاجات الأساسية ، والتربية والتنشئة الخاطئة وهذا ايضا قد يستغرق وقتا وجهدا ويستنزف أموالا طائلة ، وللأسف فلقد اغفل الجميع الجانب الثالث وهو الأهم والأجدى نفعا والذي لا يستغرق الوقت الكثير وهو الجانب الروحاني فالمعالج الروحاني المتمكن يستطيع ان يصل الى حقيقة المرض والتشخيص السليم ومعالجة أسباب المرض وإزالتها بعيدا عن الأدوية والعقاقير التي أوصلت العديد من المرضى إلى طريق اليأس ، وأما المعالج الروحاني فله دورا كبيرا في منح المريض الثقة بالنفس ووضعه على طريق الخلاص من هذا المرض النفسي والشفاء منه بشكل نهائي.