يتداول عدد كبير الناس مقولة أن التعود على ارتداء النظارات يتسبب في تراجع حدة الإبصار، وانه ينبغي التقليل من وقت ارتداء النظارات، فهل هذه المقولة صحيحة ؟
اثر التقدم في العمر على عدسة العين
يعاني عدد كبير من الناس من صعوبة في القراءة لدى اقترابهم من منتصف العقد الرابع من أعمارهم، وهذا راجع إلى الفقدان الطبيعي لقدرة عدسات العين على التركيز، وتسمى هذه الحالة طبيا presbyopia.
وعدسة العين تتميز بمرونتها ومقدرتها على تغيير شكلها لرؤية الأجسام والأشياء القريبة والبعيدة بوضوح ، وآلية الرؤية في عدسة العين يكمن في أن العدسة تنثني عندما تنظر إلى الأشياء القريبة بحيث تظهر الصورة في مركز البؤرة.
ومع التقدم في العمر وكبر حجم وسماكة العدسة، ترتخي العضلات الهدبية الضامة للعدسة، وبالتالي يتعذر على الأربطة zonules الضغط بما فيه الكفاية على العدسات من اجل ثنيها .
أسباب وهمية لاعتقاد الناس بان النظارة تتسبب في تراجع حدة الإبصار
يعتقد بعض الناس أن ارتداء النظارات الطبية لفترة طويلة يتسبب في تراجع حدة الإبصار لديهم، وهذا الاعتقاد لا يستند إلى رأي طبي وعلمي قاطع.
ومرد هذا الاعتقاد راجع إلى التراجع الطبيعي في قدرة العدسة على الإبصار مع التقدم في العمر، وقد يستمر التدهور في حدة الإبصار مع استمرار ارتداء النظارة الطبية، فيعزى إليها السبب في ذلك.
أما السبب الثاني فانه عند ارتداء النظارة الطبية سيكون في مقدرة من يعانون من قصر النظر رؤية الأشياء القريبة والصغيرة، لكن عند نزعهم للنظارة سوف يصابون بالدهشة لعدم مقدرتهم على الرؤية، وقد يغفلون عن أنهم كانوا هكذا قبل ارتداء النظارة وان نظرهم يتراجع مع مرور الأيام.
أما السبب الثالث لاعتقاد بان النظارة تعمل على تراجع حدة الإبصار فعائد إلى أنه قبل أن يرتدي الشخص النظارة ولدى إصابته بمشاكل بالرؤية، فان دماغه يعمل على تطوير آليات خاصة للتغلب على هذا التشويش من خلال التعرف على ملامح الأشياء ورسم صورة تقريبية ودقيقة لها في الدماغ، لدى ارتداء النظارة يتوقف الدماغ عن هذه العملية التي اعتاد عليها، وعند نزع النظارة فجأة يجد الدماغ أمامه صورة مشوشة ويحتاج إلى مدة زمنية لكي يعيد رسم طبيعة الأشياء التي ترتسم صورتها فيه.
وعليه فان مقولة أن النظارة تعمل على تراجع حدة الإبصار هي مقولة عارية عن الصحة، بل أن هناك دلائل تؤكد أن ارتداء النظارة الطبية وخصوصا لدى الأطفال يعمل على تصحيح النظر لديهم ومنع تدهور حدة الإبصار لديهم.