كشفت الأبحاث الطبية أن أوراق الزيتون تحتوي على عدد كبير من المركبات الكيميائية التي تكافح الجراثيم وبعض الفيروسات، كما يمكن استخلاص بعض أنواع الأدوية منها التي تعالج بعض الأمراض الخطيرة كالتهابات الكبد والسرطان.
المقال التالي للدكتور محمد فائد يتناول فوائد ورق الزيتون في علاج بعض الأمراض، حيث يذكر أن أوراق الزيتون تحتوي على مركبات كيماوية كابحة لبعض الجراثيم و البكتيريا والفيروسات والطفيليات، وتتميز أوراق الزيتون على الأعشاب الطبية الأخرى بكونها غير ذات أعراض جانبية أو مضاعفات سمية، ولذلك لا يخشى من تناولها بكثرة، ولو أن هناك مستخلصات أوراق الزيتون تباع في الصيدليات في الدول الغربية، فإن استعمال أوراق الزيتون يضل ممكنا وسهلا وفي متناول الجميع لكن ما نخشاه هو استعمال هذه المعلومات لأغراض تسويقية أو تجارية، فليس هناك أي سر من ناحية الخبرة، لأن أوراق الزيتون معروفة لدى الجميع، ونريد أن ننصح الناس باستهلاكها بدون تحفظ أو تخوف من أي خطر، وأن يتركوا طريقة كل الأقاويل الخاطئة مثل: سمعت في قناة، أو قال لي أحد، أو قرأت في بعض الصحف، فكل هذه الأقاويل لا أساس لها من الصحة وربما تدخل الشك في الناس فلا يستفيدون من العلاج الطبيعي.
وأوراق الزيتون تستهلك على عدة أشكال، منها اليابسة والخضراء وعلى شكل نقيع أو مسحوق أو مغلية في الماء. وإذا كان الزيتون البري الذي لا يعطي ثمارا فهو أحسن.
الخصائص الكيماوية لأوراق الزيتون
تحتوي أوراق الزيتون على مركب الأولوروبيين، وهي مادة دابغة تتركب من جزيئة حمض الإلينوليك مرتبطة مع جزيئة الكلوكوز ولا يوجد حمض الإلينوليك في الطبيعة على شكل حر، وإنما يكون على شكل مكون لمركب الأولوروبيين، وحيث تتحلل الأولوربيين داخل الجسم أو تحت تأثير البكتيريا اللبنية المخمرة للزيتون يتحرر حمض الإلينوليك تلقائيا.
ويتحد حمض الإلينوليك مع الكالسيوم في الجسم ليعطي مركب الينوليت الكالسيوم وهي المادة النشطة التي تكبح الجراثيم، ولديها قوة خارقة على الفيروسات بما في ذلك فيروس داء فقدان المناعة، ومن خاصيات هذا المكون أنه يحول دون تأكسد الكولسترول الخفيف أو LDL.
وهذه الخاصية تعطيه كذلك قوة منع تكون الصفائح الخطيرة داخل الأوعية الدموية، ويقي بذلك من أمراض القلب والشرايين.
ومن الخصائص الكيماوية لمكون الينوليت الكالسيوم أنه كابح للأنزيمات ومنها أنزيم Transferase وبعض الأنزيمات المحللة للبروتينات Protease وهي الأنزيمات التي تستعملها الفيروسات من نوع Retrovirus مثل فيروس داء فقدان المناعة.
ويمكن لمركب الينوليت الكالسيوم أن ينفذ إلى الخلايا العائلة أو الحاملة للفيروسات، حيث يمنع تكاثر الوحدات الفيروسية داخل الخلايا الحاملة لها، والمعلوم في علم الجراثيم أن الفيروسات لها نفس الأسلوب الذي تتكاثر به وهو أسلوب التطفل، حيث يحقن الفيروس مادته الوراثية أي الحمض النووي داخل الخلية المستهدفة، ثم يتم تقطيع الحمض النووي للخلية العائلة ليحول الفيروس وحدات الخلية الحاملة إلى وحدات فيروسية كثيرة، فتنفجر هذه الخلية وتخرج الفيروسات.
والفيروسات لا تتكاثر من تلقاء نفسها بل على حساب خلايا أخرى إما جرثومية أو حيوانية أو نباتية. وبما أنها ليست خلايا متكاملة فالقضاء عليها يكون صعبا أو مستحيلا، لأن المضادات أو العقاقير لا تصيب الوحدات الفيروسية، ولذلك فالأمراض الفيروسية لا تعالج وليس هناك علاج للالتهاب الفيروسي للكبد ب وس، وليس هناك علاج لداء فقدان المناعة، وليس هناك علاج لفيروس الزكام، وليس هناك علاج لفيروس الهربس وفيروس الأنفلونزا وفيروس بانكوك والفيروسات الأنكولوجية أو المسببة للسرطان.
من المعلوم أن المواد الدابغة أو البوليفينولات الموجودة في الزيتون توقف نشاط العضلات الرطبة، وتحد من ظهور الخدشات التصلبية داخل الأوعية، وتؤثر البوليفينولات على الأكسايجن الحر القابل للتفاعل، وعلى أكسدة الدهون وإفراز الأنترلوكين ب1 ((1B وعلى الارتباط بالخلايا الأحادية المخاطية وعلى الأنزيمات كأنزيم الليبوكسجنيز 5 5-lipoxygenase والكينيز س – Protein Kinase C وتلعب المواد الدابغة دورا في ضبط التوازن بين الكوليستيرول الثقيل والخفيف LDL/HDL . لأن مشكل الكوليستيرول لا يكمن في الكمية وإنما في الشكل أو الأنوع الذي يوجد عليه، ولذلك نتكلم عن الكوليستيرول الخبيث، والكوليستيرول الحميد.
وتعمل البوليفينولات على منع تأكسد الكوليستيرول الحميد من حيث لا يتحول إلى كوليستيرول سيئ.
وتتميز البوليفينولات الموجودة في الزيتون بكونها قادرة على كبح ومنع نشاط أنزيم الزانتين أكسيديزXanthine oxydase وهي الأنزيم التي تسرع وتسهل ظهور التورمات السرطانية.
الأمراض التي يمكن علاجها بمستخلص الزيتون
من أهم ما يمكن أن يعالج بأوراق الزيتون ارتفاع الضغط، فتناول ماء الزيتون أو مسحوق أوراق الزيتون أو عصير أوراق الزيتون يخفض الضغط بسرعة ويضبطه لكن مع حمية غذائية خالية من اللحوم ومشتقات الحليب.
أمراض القلب والشرايين ومنها الانسدادات والتصلبات الداخلية للأوعية الدموية.
الكوليستيرول والشحوم في الدم.
التسممات الغذائية.
الزكام.
التهاب الكبد.
السرطان.
وأوراق الزيتون تفيد كذلك في التجميل لأنها تستعمل في غسل الأسنان والشعر والأرجل، وتزيل الهربس إذا وضع مستخلص الزيتون على البقع في الوجه وتحك كذلك على بقع وحبوب الهربس في الأعضاء التناسلية. وتقطر في الأذن لتطهيرها من التخمجات أو السيلان أو الصديد، وتطهر بها الأذن بالنسبة للأشخاص العاديين.
طرق استعمال أوراق الزيتون
الطريقة الأولي: تطحن أوراق الزيتون (كيلو أوراق مع لتر ماء) مع الماء المغلي أو مع ماء معدني في آلة الطحن الكهربائية ثم يترك الخليط لمدة ساعتين يصفى بعدها على قماش سميك أو مصفاة أو قطن ويوضع المستخلص في مكان مظلم وقي قنينة غير شفافة.
الطريقة الثانية: تغلى أوراق الزيتون الخضراء أو اليابسة بعدما تغسل جيدا في الماء لمدة ساعتين وتترك بعدها حتى تبرد ثم تصفى حيث نحصل على نقيع أصفر داكن أو يميل شيئا ما إلى الداكن.
الطريقة الثالثة: تجفف أوراق الزيتون بعد غسلها ثم تطحن بآلة كهربائية أو برحى تقليدية أو تدق بالمدقة حتى تصير مسحوقا رقيقا يمكن غربلته على شبكة أو قماش كما يغربل الدقيق لنحصل على مسحوق رقيق يمكن مزجه مع أي سائل أو مع الشربة أو مع العسل أو مع الأكل كما يمكن أن يضاف إلى أي منتج يكون سهل الاستهلاك.