يعد فيروس الروتا rotavirus من الفيروسات الخطيرة التي قد تصيب الأطفال، وحسب التقارير الطبية فان الإصابة بفيروس الروتا يشكل السبب الثاني لدخول الأطفال إلى المستشفيات بعد الربو.
المقال التالي يتناول فيروس الروتا ومخاطره على الأطفال وطرق الوقاية منه، فهذا الفيروس يتسبب في وفاة آلاف المرضى سنويا في الدول الأوروبية وأمريكا، وقد ظل البحث عن لقاح يقي من المرض يشكل تحديا للأطباء حوالي خمسة وعشرون عاما.
ويؤثر الفيروس على الأطفال بشدة حتى عامهم السادس، على أن خطورته تتمثل بأقصى درجاتها في العامين الأولين: حيث تتمثل أعراضه بإصابة الطفل بالحمى والإسهال والقيء، وقد تلازمه هذه الشكاوى لمدة أسبوع.
ويبدو أن العلاج الوحيد لهذه الحالة يقتصر حتى الآن على التعامل مع حالة الإسهال وحسب، إلى أن الجديد في هذا الصدد وجود لقاح فموي يدعى روتاتيغ (Rota Teg ) يعطى للرضع مع بلوغهم الشهر الثاني، ثم في شهرهم الرابع وفي شهرهم السادس. ويأمل الأطباء أن الفيروس سيختفي إذا طبق أخذ اللقاح على الجميع.
حل سليم
لقاح الروتانغ المذكور سابقا هو الثاني من نوعه، إذ تم في عام 1999 تصنيع لقاح يعتبر الآن بمثابة النسخة الأولى من الروتانغ، إلا أنه اكتشف أنه كان يتسبب في حالة نادرة من انسداد الأمعاء تعرف بالانغلاق المعوي ( (intussusceptions . وقد تمت الموافقة على اللقاح الجديد بعد أن جرب على حوالي خمس وثلاثون ألف طفل في أحد عشر بلدا.
وأشارت نشرة نيوإنجلاند الطبية حديثا أن اللقاح قد نجح على المدى الطويل في التقليل من عدد زيارات الأطفال إلى غرف الإسعاف بسبب الإصابة بالفيروس روتا بنسبة 94%.ويتميز اللقاح الجديد بالدرجة الأولى بأنه (بخلاف باقي اللقاحات) يؤخذ عن طريق الفم، إذ يعمل على إثارة الاستجابة المناعية الفورية داخل الأمعاء، وهذا يناسب محاربة الروتافيروس الذب يدخل الجسم أصلا عبر الفم ولا يتأثر بأحماض المعدة أو بعملية الهضم… ويشار إلى أن اللقاح لا يمنع المرض نهائيا، لكنه يخفف من الأعراض فلا تتبدى بتلك القوة.
أهمية العلاج
تعتبر الأعراض التي يواجهها الطفل المصاب بفيروس الروتا صعبة وضاربة، ويقدر أن 10% من إصابات الجهاز الهضمي في الأطفال تعزى لهذا الفيروس. ويقتصر علاج الحالة على إعطاء الطفل محلولا كهرليا بشكل مستمر لتعويض السوائل. أما إذا ظهرت عليه أعراض التجفاف من قبيل توقف التبول وجفاف الدموع والعينين الغائرتين والوهن العام، فعندها ينبغي إدخاله المستشفى لتعويض السوائل عن طريق الوريد.
هل الطفل مصاب فعلا بفيروس الروتا؟
عادة لا يجري الطبيب أي فحوصات للتأكد من إصابة الطفل بفيروس الروتا، ذلك لأن العلاج يستهدف تدبير الإسهال فقط، فهو يماثل في أقصى حالاته أي علاج يتبع مع أي من الفيروسات التي تصيب البطن، ولابد من الإشارة إلى أن أنفلونزا المعدة تؤثر على المسار الهضمي، فهي ليست كالأنفلونزا العادية التي تصيب الجهاز التنفسي.