قد يعاني معظم الناس من مستوى معين من القلق ، خاصة في المواقف الاجتماعية الجديدة ، وهذا يعتبر أمراً طبيعياً. لكن عند البعض يكون هذا الشعور شديداً لدرجة أنه يؤثر على حياتهم اليومية، هذا ما يعرف باضطراب القلق الاجتماعي. فيما يلي نقدم إليك بعض أعراض القلق الاجتماعي الشائعة تابع القراءة لتتعرف إليها.
ما هو اضطراب القلق الاجتماعي ؟
يشعر الكثير من الناس بالتوتر في بعض المواقف الاجتماعية، مثل لقاء أشخاص جدد ، مقابلة عمل، أو تقديم عرضٍ ما – لقد عانى جميعنا تقريبًا من القلق الذي يمكن أن تثيره هذه المواقف- أما بالنسبة لاضطراب القلق الاجتماعي ، أو ما يعرف أيضاً بالرهاب الاجتماعي ، فإنه يشير إلى الشعور بالخوف الواضح والتوتر الشديد أو عدم الارتياح عندما تكون مع أشخاص آخرين نتيجة شعورك بأنهم قد ينتقدونك ؛ أو إحساسك بأنك قد تفعل شيئًا محرجًا.
قد يكون هذا الشعور سيئًا للغاية يؤدي بالشخص لعدم الاستمتاع بالتواجد مع الناس أو التحدث أمامهم، مما قد يدفعهم لتجنب المواقف الاجتماعية تماماً .
يمكن أن يؤثر اضطراب القلق الاجتماعي على الأشخاص في جميع المراحل العمرية، ولكنه غالباً ما يظهر خلال فترة الطفولة. وعادة ما تكون بدايته مصحوبة بتجربة مرهقة أو مهينة تختلف شدتها من شخص لآخر وتستمر مع الشخص بأعراضٍ متفاوتة.
وكما هو الحال مع معظم الاضطرابات النفسية الأخرى ، لم يعرف بعد الأسباب المباشرة لاضطراب القلق الاجتماعي، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من قابلية التأثر به مثل الاستعداد الوراثي والتعرض لصدمة .
ما هي أعراض اضطراب القلق الاجتماعي ؟
تخيل أنك بدأت وظيفة جديدة أو وصلت في اليوم الأول من فصل دراسي جديد. وطلب المدرب من الجميع التعريف عن أنفسهم. إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي ، قد تبدأ في التفكير بأفكارٍ سلبية مثل : “يبدو الأشخاص الآخرون أكثر استرخاء” ، “ماذا لو قلت شيئًا غبيًا؟” أو “ماذا لو لاحظ الجميع صوتي يرتجف؟”،” لن أستطيع التعريف عن نفسي بشكلٍ جيد ومناسب” .
تبدأ هذه الأفكار في التصاعد لتظهر على شكل أعراض جسدية كالاحمرار والتلعثم وتسرع دقات القلب.
1. العلامات والأعراض العاطفية لاضطراب القلق الاجتماعي
- الإفراط في التفكير و القلق في المواقف الاجتماعية اليومية أو التي قد يتم الحكم عليك فيها بشكل سلبي.
- قلق شديد يستمر لأيام أو أسابيع أو حتى شهور قبل حدوث موقف اجتماعي مرتقب.
- الخوف الشديد من أن يراقبك الآخرون أو يحكموا عليك ، خاصة الأشخاص الذين لا تعرفهم.
- الخوف من أن تتصرف بطريقة تحرج نفسك أو تهينها.
- القلق و الخوف من أن يلاحظ الآخرون أنك متوتر.
- القلق من التعرض للإحراج أو السخرية من قبل الآخرين.
- تحليل أدائك وتحديد نقاط الضعف في تفاعلاتك وتصرفاتك بعد كل موقف الاجتماعي.
- التوقعات السلبية بالتعرض لأسوأ المواقف والعواقب أثناء التفاعلات الاجتماعية.
2. العلامات والأعراض الجسدية
- احمرار الوجه .
- ضيق في التنفس.
- اضطراب في المعدة ، والشعور بالغثيان .
- التحدث بصوت خافت مع اهتزاز ورجفة بنبرة الصوت .
- تسارع ضربات القلب أو ضيق في الصدر.
- التعرق أو الهبات الساخنة.
- الشعور بالدوار أو الإغماء.
3. العلامات والأعراض السلوكية
- تجنب المواقف الاجتماعية لدرجة تحد من أنشطتك أو تؤثر على جودة الحياة (على سبيل المثال ، عدم القدرة على تغيير العمل خوفًا من إجراء مقابلة عمل ، أو التوقف عن تعلم اللغة الإنجليزية ضمن مجموعة خوفًا من الظهور بمظهر غريب ).
- التزام الصمت أو محاولة الاختباء من أجل الهروب من ملاحظة الناس و الخوف من الإحراج.
- الحاجة دائمًا إلى اصطحاب صديق معك أينما ذهبت للتحدث نيابةً عنك.
- استخدام السلوك الوقائي حتى لا يلاحظ الآخرون علامات الارتباك (على سبيل المثال ، ارتداء قبعة حتى لا يرى الآخرون احمرارًا على الوجه).
- تجنب التواصل البصري.
- الابتعاد عن المواقف التي قد يكون فيها الشخص مركز الاهتمام.
4. الأعراض المعرفية
- المعتقدات السلبية : اعتقادك الراسخ بعدم كفايتك في المواقف الاجتماعية أو المتعلقة بالأداء.
- التحيز السلبي : الميل إلى استبعاد اللقاءات الاجتماعية وتضخيم القدرات الاجتماعية للآخرين .
- الأفكار السلبية : التقييمات السلبية التلقائية عن نفسك في المواقف الاجتماعية المختلفة.
5. أعراض أخرى
هناك عدد من السمات التي تظهر بشكل متكرر لدى الأفراد المصابين باضطراب القلق الاجتماعي والتي لا يأخذها الوصف السريري للمرض في الاعتبار. تتضمن هذه السمات صعوبة في أن تكون حازمًا ، ومشاعر الدونية ، وفرط الحساسية للنقد وللأحكام السلبية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى الغضب المفرط. تؤدي فرط الحساسية هذه أيضًا إلى الخوف من الآخرين الذين قد يصدرون أحكامًا مباشرة وغير مباشرة على الشخص. وبالتالي ، قد يعاني الأفراد المصابون باضطراب القلق الاجتماعي من قلق شديد من الاختبار أو يرفضون المشاركة في الفصل. هذا يضر بالأداء الأكاديمي والأداء المهني اللاحق وقد يؤدي إلى التسرب من المدرسة والبطالة طويلة الأمد.
اقرأ أيضاً: أعراض التوتر والقلق الجسدية
أعراض القلق الاجتماعي عند الأطفال
قد يظهر اضطراب القلق الاجتماعي لدى الأطفال بشكل مختلف عما هو لدى البالغين. فالأطفال الذين يعانون من اضطراب القلق غالباً ما يكونوا هادئين ومطيعين في الحضانة أو المدرسة، كما أن الطفل لا يستطيع التعبير بشكلٍ واضح عن مخاوفه.
- يتشبث الأطفال الصغار الذين يعانون من الاضطراب بأحد الوالدين ، أو يصابون بنوبة غضب وبكاء عندما يجبرون على الدخول في موقف اجتماعي.
- يرفضون اللعب مع الأطفال الآخرين وغالباً ما يكون لديهم عدد محدود من الأصدقاء.
- يجدون صعوبة في مقابلة الأطفال الغرباء أو الانضمام في مجموعات.
- يتجنبون المواقف الاجتماعية التي قد يكون فيها الطفل محور الاهتمام ومحط نظر للآخرين، على سبيل المثال ، طرح الأسئلة أو الإجابة عليها في الفصل.
- يبدو الطفل منسحبًا أو متحفظًا عند انخراطه في مجموعة.
- يمكن أن يكون للقلق الاجتماعي عند الأطفال بعض العلامات الجسدية أيضًا ، بما في ذلك الغثيان وآلام المعدة واحمرار الوجه والرجفة.
العلاج المعرفي السلوكي للقلق الاجتماعي
- التثقيف النفسي :في بداية العلاج ، يتم إبلاغ المريض معلومات مفصلة عن القلق الاجتماعي يشرح المعالج العوامل التي تساهم في تطور الاضطراب، وأسبابه وعواقبه وما هو الدور الذي تلعبه الأفكار السلبية عن الذات ، وسلوك التجنب .
- تغيير الأفكار السلبية: تكون الخطوة التالية في العلاج هي مراجعة الأفكار السلبية وتغييرها (إعادة الهيكلة المعرفية). على سبيل المثال ، يتساءل المعالج عن أفكار المريض حول تقييم الآخرين له، هل يمكن للشخص أن يعرف حقًا كيف يفكر الآخرون فيه؟ هل يمكنه التأكد من أن الآخرين سيجدون سلوكه محرجًا؟ ثم يحفز المعالج المريض على إيجاد أنماط تفكير جديدة وواقعية أقل تهديدًا.
- لعب الأدوار: يتم محاكاة المواقف الاجتماعية الحقيقية في ألعاب تقمص الأدوار. من هذه التمارين الشائعة أن يلقي المريض خطابًا ما أمام المشاركين الآخرين. بهذه الطريقة ، يطور المريض مهارات تجعله أكثر إحساساً بالأمان في التفاعلات الاجتماعية الحقيقية.
- مواجهة المخاوف: المرحلة التالية بعد لعب الأدوار تحدث خارج العيادة (العلاج بالتعرض). يجب أن يضع المصابون أنفسهم في الأماكن العامة في مواقف غير مريحة ومحرجة بالنسبة لهم . عند ذلك ، غالبًا ما يلاحظ المرضى عدم حدوث ردود فعل محرجة كما كانوا يظنون، فالأشخاص الآخرون إما يتفاعلون معهم بشكل محايد أو حتى إيجابي. بهذه الطريقة ، يمكن للمصابين التغلب على القلق الاجتماعي .
اقرا أيضاً: أهداف الدعم النفسي الاجتماعي