هل شعرت من قبل بآلام حادة في عظامك أو أن أحدها كُسر بسهولة ؟ في حالة أن الإجابة نعم هذا يعني بشكل كبير أنك تعاني من مرض هشاشة العظام، وهو مرض الشائع والذي يسبب مضاعفات خطيرة في حالة عدم تلقي العلاج المناسب، خلال هذا المقال ستتعرف بشكل وافي على مرض هشاشة العظام وكل ما تريد معرفته عنه من حيث الأعراض والأسباب والأنواع وكيفية علاجه.
هشاشة العظام .. ما هي؟
أو (Osteoporosis) وهو مرض عظمي يحدث عندما تفقد عظام الجسم كثافتها بشكل تدريجي حتى تترقق وتصبح قابلة للكسر بسهولة، حيث تعتبر العظام نسيج حي يتغير منذ الولادة حتى سن البلوغ ومع الوقت يصبح أضعف نتيجة لما يسمى بالارتشاف العظمي وما يحدث في حالة هشاشة العظام هو أن هذا النسيج يصبح مسامي وتزداد به الفراغات مما يؤدي النشاط الروتيني أو حركة بسيطة مثل السعال أو الانحناء إلى حدوث كسر في العظام، وغالباً ما يكون هذا الكسر في معصم اليد والعمود الفقري وعظم الفخذ وفي بعض الأحيان قد يكون الكسر في منطقة الحوض والأضلاع.
أعراض هشاشة العظام
:في الغالب لا يظهر على الشخص المصاب بهشاشة العظام أي أعراض إلا أنه في بعض الأحيان يلاحظ التالي
- .الشعور بألم حاد بشكل مفاجئ في عظام الظهر وينتج ذلك عن حدوث كسر
- .اتخاذ وضعية منحنية وفقدان الطول حيث تصبح العظام أكثر ليونة
- . يصبح الشخص معرض للكسر بسهولة أكبر من المعتاد وخاصة في العمود الفقري وهو ما يسمى بـ هشاشة العمود الفقري
- .في بعض الأحيان قد يلاحظ الشخص أيضاً وجود فقدان في عظام الفك حيث يصاب بالتهابات في اللثة ينتج عنها فقدان للأسنان بشكل تدريجي
- .آلام في الظهر والرقبة
أسباب هشاشة العظام وعوامل الخطر المسببة لها
:يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن هشاشة العظام لا تحدث نتيجة سبب واضح ومحدد إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوثها وتتمثل في التالي
العمر
كما ذكرنا سابقاً أن العظام نسيج حي يتغير حتى يصل الشخص سن الرشد، حيث يقوم الجسم بإعادة بناء العظام كل فترة حتى يصل الشخص لسن الثلاثين وتصبح بعدها قدرة الجسم على إعادة بناء العظام ابطأ من عملية تكسيرها لذلك يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مع الوقت نتيجة انخفاض كثافة العظام بشكل تدريجي، لذا تعتبر نسب الإصابة بـ هشاشة العظام عند الكبار النسب الأكبر من مصابي المرض.
سن اليأس
تعد نسب الإصابة بـ هشاشة العظام عند النساء أكثر من الرجال، حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وتحديداً بعد وصولهن إلى سن اليأس أي عندما تترواح أعمارهن من سن 45 إلى سن 55 عام، ويحدث ذلك نتيجة حدوث تغيرات هرمونية كبيرة مثل انخفاض هرمون الاستروجين مما يؤثر على سرعة إعادة بناء العظام، حيث أن النساء اللاتي يعانين من السمنة المفرطة أو النحافة الزائدة أو لديها تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض يصبحون معرضون بشكل أكبر للإصابة بالمرض.
الهرمونات
في كثير من الأحيان يصبح الأشخاص المصابون بخلل في نشاط الغدة الدرقية أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، حيث تؤثر هذه الهرمونات على عمليات الجسم الأساسية مثل إعادة بناء العظام وخاصة في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية وتناول الكثير من الأدوية لعلاجها قد يؤدي ذلك إلى خفض الكتلة العظمية، كما أن هناك بعض الغدد الأخرى التي قد يسبب حدوث أي خلل فيها زيادة إحتمالية الإصابة بهشاشة العظام مثل الغدة الكظرية.
نمط الحياة اليومي
يوجد بعض العادات اليومية التي يؤدي اتباعها باستمرار إلى زيادة إحتمالية الإصابة بالمرض مثل التدخين والكحول وتعاطي المواد المخدرة
حالات طبية
:يوجد بعض الحالات الطبية التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام وهي
-
-
- .أمراض الكبد والكلى
- .مرض التهاب الأمعاء
- .التهاب المفاصل الروماتويدي
- .مرض الذئبة
- .أمراض السرطان
- .مرض الاضطرابات الهضمية
-
تناول بعض أنواع الأدوية
يوجد بعض أنواع الأدوية التي يتسبب تناولها لفترات طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام مثل الأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيكوستيرويد كالكورتيزون، حيث تتسبب هذه الأدوية بالتأثير سلباً على عملية إعادة بناء العظام، كما يوجد بعض أنواع الأدوية الأخرى التي تسبب هشاشة العظام ومنها الأدوية التي تعمل على وقف أو علاج الحالات المرضية التالية:
-
-
- السرطان.
- حالات رفض الزرع.
- ارتجاع المعدة.
- في حالة النوبات.
-
كيفية تشخيص مرض هشاشة العظام
في حالة الشك بالإصابة بالمرض يطلب الطبيب فحص كثافة العظام أو ما يسمى فحص DEXA وهو عبارة عن فحص يوضح التالي:
-
-
- ما إذا كان الشخص يعاني من فقدان العظام أو هشاشة بها.
- توقع لمدى خطورة حدوث كسور مستقبلية.
- هل يوجد كسور في العمود في الفقري أو لا.
-
من تحاليل هشاشة العظام التي سيقوم الطبيب بطلب القيام بها هي تحاليل الدم والبول وذلك لتحديد أن السبب في حدوث المرض ليس مرض آخر بينما يحدث نتيجة التقدم في العمر.
علاج هشاشة العظام
في حالة التأكد من الإصابة بالمرض يبدأ المرضي بالتساؤل هل هشاشة العظام مرض مزمن ؟ وفي الأغلب ما تكون الإجابة على حسب شدة المرض ودرجته والتي تختلف من شخص لآخر، لذلك سيقوم الطبيب بوضع خطة علاجية تشمل بعض العادات الصحية مثل ممارسة الرياضة وتناول الفيتامينات الأساسية لتقوية العظام بالإضافة إلى أدوية هشاشة العظام التي تساعد على الحد من حدوث مضاعفات، ومن أمثلة هذه الأدوية ما يلي:
-
-
- البايفوسوفينت: وهو أحد أنواع الأدوية المضادة للعرق ويساعد على بطأ عملية تكسير العظام مما يقلل من خطر التعرض للكسر بسهولة.
- أدوية تحتوي على الهرمونات: مثل دواء يسمى إيفستا يساعد على إفراز هرمون الاستروجين خاصة للنساء اللاتي تخطين سن اليأس، كما يوجد دواء يحتوي على هرمون يسمى هرمون الغدة الجار درقية يعمل على إفراز الاستروجين كذلك، مع العلم أن أدوية الهرمونات قد تتسبب في الإصابة بأمراض القلب أو السرطان في حالة الإفراط فيها.
- أدوية مناعية: مثل دواء روموسوزوماب وهو دواء يعمل على الحد من هشاشة العظام وخاصة للنساء بعد فترة انقطاع الدورة الشهرية، وهو عبارة عن حقن تأخذ تحت الجلد لمدة عام مرة كل شهر، مع العلم أن هذه الأدوية قد تسبب آثار جانبية لذلك لا تستخدم إلا تحت إشراف الطبيب.
-
الوقاية من هشاشة العظام
يوجد بعض الطرق والنصائح التي تساعد على الوقاية من مرض هشاشة العظام وتتمثل في التالي:
تناول البروتين
يعتبر البروتين من أكثر العناصر الغذائية التي تساعد على بناء العظام بشكل صحي وقوي لذلك يعد الأشخاص النباتيين من أكثر الأشخاص المعرضون للإصابة بهشاشة العظام، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالبروتين ما يلي:
-
-
- البقوليات مثل الفول والعدس.
- الفاصولياء.
- منتجات الصويا.
- البذور والحبوب الكاملة مثل بذور عباد الشمس.
- البيض.
- اللحوم والدواجن والأسماك.
-
الحصول على الكالسيوم
للحفاظ على صحة العظام بشكل عام يجب الحرص على تناول الجرعة اليومية من معدني الكالسيوم والفسفور وذلك لإبقاء كثافة المعادن في العظام بمعدلها الطبيعي، وتعتبر الجرعة اليومية من الكالسيوم 1000 ملليجرام يومياً لكل من النساء والرجال من سن 18 إلى سن 50 سنة، بينما تزداد لتصل إلى 1200 ملليجرام يومياً للنساء اللاتي تخطين سن اليأس والرجال من سن 70 عام، ويتواجد الكالسيوم في التالي:
-
-
- منتجات الألبان.
- الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ.
- أسماك السلمون والتونة المعلبة.
- المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم والتي يجب أن يتناولها الشخص تحت إشراف الطبيب.
- منتجات الصويا مثل فول الصويا والتوفو.
-
فيتامين د
يعد فيتامين د الفيتامين الأساسي للحفاظ على صحة العظام وذلك لأنه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل طبيعي، ويمكن الحصول عليه عند التعرض لأشعة الشمس بدون واقي شمسي ويفضل أن يكون في منتصف النهار من 10 إلى 15 دقيقة مرتين إلى ثلاثة في الأسبوع، أو من خلال المكملات الغذائية
ممارسة التمارين الرياضية
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية واحدة من أكثر العادات الصحية التي تحافظ بها على صحة عظامك حيث تساعد على تقوية العضلات وبناءها بشكل صحي، ومن التمارين التي ينصح بها الأطباء هي تمارين القوة ورفع الأثقال لأنها تساعد على تقوية عظام الغمود الفقري كذلك، على عكس تمارين السباحة وركوب الدراجات التي تعمل على تحسين صحة القلب وليس العظام.
هل يوجد علاقة بين السكري و هشاشة العظام ؟
قد لا يعرف الكثير عن العلاقة بين مرض السكري ومرض هشاشة العظام حيث أنهما مرتبطان ببعضهما البعض وخاصة في حالات مرض السكري من النوع الأول والذي يعد مرض مناعة ذاتي وغالباَ ما يظهر مبكراً.
حيث أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية أن مرض السكري يؤثر على كثافة المعادن في العظام والكتلة العظمية أثناء بناءها في المراحل العمرية الأولى مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض والتعرض للكسور، وتحديداً في حالة أخذ الأنسولين بشكل دائم مما يتسبب في ترقق العظام لديه بشكل تدريجي، وبفضل في هذه الحالة الاهتمام بالفيتامينات والمعادن المهمة للعظام مثل الكالسيوم وفيتامين د.
في التهاية بعد توضيح بعض المعلومات عن مرض هشاشة العظام والأسباب المؤدية إليه وكيف يمكن علاجه، يجب أن تحرص عزيزي القارئ على عمل فحوصات دورية في حالة الشعور بآلام مستمرة في العظام، وبشكل عام يجب أن تحافظ على صحة عظامك من خلال الحصول على جرعتك اليومية من الكالسيوم وفيتامين د.