مرض الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءاً من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر، أو أن تسيطر فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. كما يُعرّفُ الوسواسُ القهري بأنّه فِكْرٌ متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته.
أسباب مرض الوسواس القهري:
- لا تزال أسباب الاضطراب الوسواس القهري غير معروفة بالشكل الكامل من الناحية البيولوجية. على الرغم من وجود عوامل وراثية مؤثّرة. أمّا العوامل النفسيّة فتتضمّن سجلّاً من التعرّض إلى إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو أي حوادث أخرى مسبّبة للتوتّر النفسي المرضي.
- أظهرت الدراسات أن انخفاض مستويات هرمون السيروتونين في الدماغ قد يؤدي إلى أعراض الوسواس القهري. هناك أدلة قوية على أن الخلل في توازن مستويات السيروتونين قد ينتقل بالوراثة.
التشخيص:
يتمّ التشخيص بناءً على الأعراض ويتطلّب إقصاء أيّة مسبّبات طبّيّة أو دوائيّة أخرى. يمكن استخدام مقاييس مثل مقياس ييل-براون الوسواسي القهري (Y-BOCS) للمساعدة في تقدير درجة الاضطراب.من الاضطرابات الأخرى التي لها أعراض مشابهة للاضطراب الوسواسي القهري كلّ من اضطراب القلق والاضطراب الاكتئابي واضطراب الأكل واضطراب الشخصية الوسواسية.
أعراض مرض الوسواس القهري:
أفكار مهووسة:
كل شخص تقريبًا لديه أفكار غير سارة أو غير مرغوب فيها في مرحلة ما ، مثل التفكير في أنهم ربما نسوا إغلاق باب المنزل ، أو حتى صور ذهنية عنيفة أو مسيئة غير مرغوب فيها.
ولكن إذا كان لديك فكرة مستمرة وغير سارة تهيمن على تفكيرك إلى الحد الذي يقاطع فيه الأفكار الأخرى ، فقد يكون لديك هوس.
تتضمن بعض الهواجس الشائعة التي تؤثر على الأشخاص المصابين بالوسواس القهري ما يلي:
- الخوف من إيذاء نفسك أو الآخرين عمداً - على سبيل المثال ، الخوف من مهاجمة شخص آخر مثلا لأطفالك.
- الخوف من إيذاء نفسك أو الآخرين عن طريق الخطأ - على سبيل المثال ، الخوف من قيامك بإشعال النار في المنزل من خلال ترك الموقد قيد التشغيل وايضا الخوف من التلوث بمرض أو عدوى أو مادة كريهة.
- الحاجة إلى التناسق أو التنظيم - على سبيل المثال ، قد تشعر بالحاجة إلى التأكد من أن جميع الملصقات الموجودة على العلب في دولابك تواجه بنفس الطريقة.
- قد تكون لديك أفكار وسواسية ذات طبيعة عنيفة أو جنسية تجدها مثيرة للاشمئزاز أو مخيفة. لكنها مجرد أفكار وامتلاكها لا يعني أنك ستتصرف وفقًا لها.
- رفض المصافحة أو لمس مقبض الباب.
- الخوف من التلوث.
- النظام والتناظر والحاجة إلى الكمال.
- الغسيل المتكرر ، الاستحمام أو غسل اليدين.
- اشتباه شديد والحاجة إلى ضمانات مستمره.
- تكرار الكلمات أو الصور أو الأفكار التي غالباً ما تكون مزعجة ومثيرة للازعاج.
- التأكد من قفل الباب أو قفل معصم الغاز.
- تناول الطعام بترتيب معين.
- العد المستمر بصوت عال أو منخفض عند القيام بالمهام الروتينية.
- الترتيب المستمر للأشياء.
- جمع أو تراكم الأشياء دون قيمة.
- تكرار بعض الكلمات أو العبارات أو الصلوات.
- الحاجة إلى إجراء عدد محدد من الوظائف.
العلاج:
العلاج السلوكي المعرفي:
الهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو التأكد من أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري يواجهون مخاوفهم دون عمل الأمور المتكررة مما يؤدي إلى تقليل القلق. يركز هذا العلاج أيضًا على الحد من الأفكار المبالغ فيها أو الكارثية الشائعة في المرضى الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهرى.
العلاج بالعقاقير:
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ، مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية يمكن أن تساعد في علاج الوسواس القهري. في الحالات الشديدة التي لا يستجيب فيها المرضى للأدوية والعلاج السلوكي المعرفي.
علاج مرض الوسواس القهري عند الأطفال:
تعدّ وسائل العلاج النفسي ذات أثر في التخفيف من السلوك الوسواسي القهري عند الأطفال والمراهقين. وكما هو الحال مع البالغين المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري فإنّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد تلك الوسائل التي برهنت على نجاحتها عند تطبيقها كوسيلة علاجية أولى على الأطفال.على الرغم من أنّ أسباب الاضطراب الوسواسي القهري لدى المصابين من الفئات العمرية الصغيرة قد يعود لاختلالات وظيفية في الدماغ أو لانشغالات نفسية، إلّا أنّ التوتّر النفسي الحياتي والمعيشي الناشئ عن حالات وفاة قد يساهم في نشوء هذا الاضطراب، ممّا يعني بالتالي أنّ معرفة هذه المؤثّرات المسبّبة للتوتر النفسي قد يسهم بشكل كبير في العلاج.
إن كنت تعتقد أنك مصاب بمرض الوسواسي القهري ، ننصحك باستشارة أخصائي أمراض نفسية للحصول على تشخيص طبي دقيق ومناقشة الخيارات العلاجية المتاحة.
