تتمثل أحد الأهداف الرئيسية للزراعة العضوية في الحفاظ على تربة خصبة طويلة الأجل عن طريق تغذية الأرض فقط بمنتجات من أصل طبيعي. وتعد الإضافة المنتظمة للكمبوست والفيرمي كمبوست من أفضل الطرق لتحسين المحتوى العضوي للتربة، ولكن هناك فرق كبير بين كلا النوعين في عدة جوانب سنتعرف عليها في هذا المقال.
ما هو الفيرمي كومبست؟
الفيرمي كومبست أو السماد الدودي هو المنتج الذي يتم الحصول عليه من عملية تحلل نفايات أنواع مختلفة من الديدان. يمكن أن تكون ديدان حمراء أو بيضاء أو ديدان من أنواع مختلفة. يستخدم الفيرمي كومبست ديدان الأرض واليرقات لتفكيك النفايات وصنع نوع من السماد ، والذي يستخدم في الزراعة.
يمكن تنفيذ العملية على نطاق واسع على المستوى الصناعي أو على نطاق صغير على المستوى المحلي ، من خلال شراء أو بناء مأوى مناسب حيث يمكن للديدان القيام بعملها.
ما هو الكومبست؟
- إنه منتج يتم الحصول عليه من خلال عملية أكسدة بيولوجية تسمى “التسميد” حيث تعمل الكائنات الحية الدقيقة المختلفة ، والتي تكون مسؤولة عن إتلاف المواد المختلفة ذات الأصل العضوي.
- له مظهر ترابي ، بدون روائح أو مسببات الأمراض ويستخدم على نطاق واسع كسماد أساسي أو كبديل جزئي أو كلي للأسمدة الكيماوية.
- ولأنه منتج طبيعي تمامًا وخالي من البذور ومسببات الأمراض ، فإنه يستخدم على نطاق واسع في الزراعة والبستنة ، لأنه يثري التربة ويساهم في نمو النباتات وتطورها. وبالمثل ، يتم استخدامه أيضًا في تنسيق الحدائق ، للتحكم في التآكل ، أو استعادة التربة ، من بين أمور أخرى.
- تتمثل ميزة السماد العضوي باعتباره “سمادًا” أو “سمادًا حيويًا” في أنه يمد النباتات بالمغذيات ذات الأصل العضوي والتي لا تسبب اختلالات في التربة .
ما هو الفرق بين الكمبوست والفيرمي كمبوست؟
على الرغم من أن المنتجين مفيدان للزراعة ، إلا أنهما في الواقع مختلفان تمامًا من حيث عملية الإنتاج وخصائص المادة.
1. عملية الإنتاج
الفيرمي كومبست هو نتاج تحلل المواد العضوية التي يتم إجراؤها من خلال هضم الديدان ، بينما يتطلب الحصول على الكومبست عدة أنواع من الكائنات الحية الدقيقة ، وهي البكتيريا الهوائية والفطريات واليرقات.
2. درجة الحرارة
- يتم إنتاج الكومبوست المنزلي، حيث تكون المادة ساخنة لأن التحلل الهوائي للمواد العضوية يطلق ثاني أكسيد الكربون والحرارة ، مما يؤدي إلى أكوام يمكن أن تتجاوز 65 درجة مئوية. هذا جيد لأن الحرارة يمكن أن تقتل مسببات الأمراض من السماد الوارد.
- أما الفيرمي كمبوست فهو عملية تتطلب حرارة أقل (أيضًا لأنه بخلاف ذلك لا تستطيع الديدان البقاء على قيد الحياة) ، وتتراوح درجة حرارته بين 10 درجات مئوية و 30 درجة مئوية. الجانب السلبي لامتلاك حرارة أقل هو أن التسميد الدودي لا يقتل جميع مسببات الأمراض الموجودة في النفايات الواردة.
3. سرعة الانتاج
- يتطلب الكمبوست، إذا تم بشكل صحيح ، من 6 إلى 9 أشهر ليكون المنتج جاهزًا للاستخدام ، ويتطلب عدة تدخلات لتهوية المادة.
- يستغرق الفيرمي كمبوست وقتًا أقل ، وعادةً ما يستغرق من 8 إلى 12 أسبوعًا للحصول على المادة التي سيتم استخدامها لتغذية النباتات. في هذه الحالة ، ستكون الديدان هي نفسها أبطال تهوية السماد. هناك عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار وهو أن الديدان لا تحفر وتعالج فقط أول 20 أو 30 سم من المواد ، لذلك إذا تمت إضافة الكثير من النفايات ، فلن تنجح العملية.
4. التجمعات الميكروبية
- نظرًا لأن أكوام السماد التقليدية (الكمبوست) يمكن أن تصبح ساخنة ، فإنها تهيمن عليها الميكروبات المحبة للحرارة والتي يمكن أن تزدهر في درجات الحرارة هذه.
- أما في الفيرمي كمبوست فتهيمن الميكروبات الوسيطة التي تتطلب درجات حرارة أكثر اعتدالًا.
4. التهوية
يتطلب عمق أكوام الكمبوست أن يتم قلبها لضمان معالجة جميع مواد الإدخال. يمكنك استخدام سلك الدجاج الملفوف أو قطعة قماش طبيعية لإنشاء “مداخن” للمساعدة في تزويد الأجزاء الداخلية من كومة السماد بالأكسجين ، لكنها لا تزال تتطلب قدرًا من التدوير.
أما في الفيرمي كمبوست فهذه الديدان السحرية تقوم بالفعل بدورك نيابة عنك! ولأن صناديق التسميد الدودي ضحلة نسبيًا ، فإن التقليب ليس مطلوبًا ، وخاصة في أجهزة هضم التدفق المستمر!
5. توافر المغذيات للنباتات
- يقال إن الفيرمي كومبست أو السماد الدودي يحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية وتوفر المغذيات بشكل أفضل من الكومبست. وذلك لاحتوائه على بعض المغذيات النباتية الأولية (النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم أو N-P-K) وبعض العناصر الغذائية الثانوية والمغذيات الدقيقة.
- غالبًا ما تكون نسبة N-P-K للمسبوكات الدودية أعلى من المستويات الموجودة في السماد القياسي. وهذه العناصر الغذائية قابلة للذوبان في الماء ومتوفرة على الفور للنباتات.
- من ناحية أخرى ، يعتبر الكومبوست سمادًا بطيء الإطلاق. لذلك ، لا تتوفر جميع العناصر الغذائية على الفور.
- هذا الاختلاف لا يجعل مادة واحدة أفضل من الأخرى. على سبيل المثال ، تعتبر أسمدة الكومبست بطيئة الإطلاق ممتازة للتغذية على المدى الطويل. على النقيض من ذلك ، فإن السماد سريع التحرير مثالي لمنح النباتات دفعة سريعة.
- تحتوي مصبوبات الدودة على نسبة عالية من النيتروجين. نظرًا لأن معظم أنواع التربة تعاني من نقص في النيتروجين ، فإن هذا يعطي الفيرمي كومبست ميزة إضافية.
6. الحد من مسببات الأمراض النباتية
يمكن لكل من الكومبست والفيرمي كومبست تحسين صحة النبات عن طريق الحد من وجود أمراض النبات، لكنها تفعل هذا بشكل غير مباشر. ويحدث ذلك بفضل الميكروبات المفيدة الموجودة في مسبوكات السماد والديدان.
عندما تضيف مصبوبات دودة أو سماد إلى التربة ، فإنها تغير المجتمع الميكروبي المحيط بالنبات، وهي تفعل ذلك بطريقة مفيدة. إنه ينقل الميكروبات إلى النوع الذي يثبط تطور مسببات الأمراض المحددة.
ما نفهمه عن السماد هو أن العناصر الغذائية المقدمة للتربة تشجع على نمو الكائنات الحية المفيدة مثل الفطريات. تتنافس هذه الفطريات مع بعض مسببات الأمراض الضارة أو تقضي عليها.
5. المساحة المطلوبة
نظرًا لأن أكوام الكومبست الساخن عميقة ، فأنت لا تحتاج عادةً إلى هذا القدر الكبير من المساحة لكمية معينة من الكومبوست.
أما في الفيرمي كومبوست فلا تحفر ديدان الأرض مساحة عميقة في أكوام المواد المستخدمة، وستعمل فقط على أعلى 6-12 بوصة من المواد ، لذلك مساحة السطح المتاحة ، وليس العمق هو العامل المحدد.
6. التكلفة المالية
يعتبر الكومبوست رخيصًا بشكل عام. ما عليك سوى تحديد موقع في مكان الإقامة الخاص بك والبدء في صنع طبقات من اللون البني والأخضر.
أما الفيرمي كومبوست ليس مكلفًا ، ولكن عليك الاستثمار في الديدان والحاوية. وتأكد من حماية الديدان من العناصر الغريبة ، مما يعني أنك بحاجة إلى حجز مساحة وربما الاستثمار في تسخين أو تبريد مكان التسميد الدودي.
أيهما أفضل للاستخدام في الزراعة؟
بالمقارنة مع السماد التقليدي ، يعتبر الفيرمي كومبست أفضل بسبب محتواه العالي من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم ، وبسبب قدرته على تحسين بنية التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمياه. ومع ذلك ، فإن تكلفتها أعلى ، لذلك من الضروري بالنسبة للأسطح الكبيرة تقييم نسبة التكلفة إلى الفائدة.
