هل تستطيع الاستغناء عن فنجان الشاي الساخن صباحًا؟ أو عن كوبٍ من القهوة سريعة التحضير في يومٍ شديد البرودة؟ أو حتى بعض الأعشاب الساخنة.
فلقد أصبحت هذه المشروبات وإعدادها جزءًا أساسيًا من حياتنا، كما صارت الغلاية أو “Kettle” أكثر الأجهزة الكهربائية استخدمًا خلال اليوم، سواء بغرض المشروبات أو لاستخدامات كثيرة متنوعة.
ولذلك تعددت أنواع الغلايات الكهربائية وامتلأت الأسواق بالعديد منها، فهل لهذه الغلاية أية أضرار صحية؟ أو لكثرة استخدامها ما يضر بصحة الإنسان؟
الأضرار الصحية للغلاية
أظهرت بعض البحوث والدراسات وجود العديد من الأضرار الصحية الناتجة عن الاستخدام المستمر للغلاية الكهربائية.
فهي مثلها مثل باقي أجهزة المطبخ التي لها من العيوب كما لها من المميزات، ومنها على سبيل المثال المقلاة الكهربائية التي تتضمن السلبيات والإيجابيات معًا.
ويكمن مصدر الضرر في وجود مادتي النيكل والألومنيوم لأنهما تذوبان حينما يصل الماء في الغلاية لدرجة الغليان، وهما مادتين مضرتين وتتسببا في العديد من الأمراض مع كثرة الاستخدام، ومنها:
تفاقم الحساسية
وقد يؤدي كثرة الاستخدام إلى الإصابة بمرض حساسية الجلد أو تفاقمه، خاصة لمن لديهم مناعة منخفضة تجاه مادة النيكل.
فمن المعروف أنها مادة مسببة للحساسية لدى بعض الأشخاص، واستعمال الغلايات الكهربائية يجعل هذه المادة تتحلل في المياه، وبالتالي تسبب الحساسية لبعض الأشخاص.
حدوث اضطرابات في الكبد والكلى
وتحدث تلك الاضطرابات نتيجة كثرة السموم الناتجة عن مادتي النيكل والألومنيوم، مما يؤدى إلى وجود خلل أو اضطراب في أداء الكبد أو الكلى، فهما المسئولان عن طرد هذا النوع من السموم.
والجدير بالذكر أن عدم الاهتمام بعلاج مثل هذه الاضطرابات، قد يؤدي إلى تفاقمها مع مرور الوقت، ومنها على سبيل المثال حدوث تليف بالكبد أو فشل كلوي.
الغثيان والإسهال
أيضًا تسبب هذه المعادن الضارة أو السموم في ظهور بعض الأعراض المرضية مثل الصداع، الإسهال أو الغثيان، كما يحدث أحيانًا للبعض فقدان للشهية.
اضطرابات الجهاز التنفسي
كما يتعرض الجهاز التنفسي لجزء من هذه الأضرار عند البعض، فأحيانًا يحدث ضيق تنفس أو قد يحدث تضرر للرئة.
التأثير السلبي على الجهاز العصبي
كذلك يتأثر الجهاز العصبي بشكل سلبي بسبب تراكم السموم في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض مثل:
- قلة التركيز.
- ضعف في الذاكرة.
- خلل في القدرة الإدراكية.
- الصداع.
أخطار الحروق أثناء استعمال الغلاية الكهربائية
من الممكن أن يسبب الاستعمال غير الصحيح للغلاية حروقًا تتفاوت شدتها من بسيطة إلى خطيرة، ولذلك وجب الانتباه إلى احتياطات السلامة، وذلك بتجفيف الغلاية من الأسفل قبل كل استعمال.
زيادة فواتير الكهرباء
من الجدير بالذكر أن بعض الغلايات الكهربائية رديئة الجودة قد تضاعف فواتير الكهرباء، فهي تستهلك الكثير من الطاقة، وبالتالي مضاعفة الفواتير.
كيفية تجنب مخاطر الغلاية
بالرغْم من أضرار الغلاية الكهربائية، إلا أن الاستغناء عنها بات أمرًا صعبًا، ولكن من الممكن تجنب مخاطرها بقدر كبير، وذلك بإتباع بعض الإرشادات الهامة عند الاستخدام.
الاستعمال في حالة الضرورة
لا يفضل استعمال الغلاية الكهربائية أكثر من مرتين في اليوم، لتجنب مخاطرها الصحية، ويفضل استبدالها بقدر الإمكان بالغلاية التقليدية من الاستانلس ستيل.
تجنب الأنواع والخامات الضارة
عند اتخاذ قرار الشراء يجب تجنب الأنواع الرديئة ذات الخامات الضارة بالصحة، والحرص على أن تكون خالية تمامًا من مادتي النيكل والألومنيوم.
فهما المتسببتان في أغلب الحالات المرضية الناتجة عن الغلايات الكهربائية.
لذا يجب اختيار أنواع ذات جودة عالية لا تتأثر بكثرة الاستعمال، كما يجب أيضًا مراعاة جميع إجراءات الاستعمال والأمان للحصول على أقصى حماية من أضرار الغلايات.
استخدام الماء العادي
ولا يجب نهائيًا استخدام الماء المفلتر أو المصفى “Filtered water” في الغلاية حيث ثبت بالأبحاث أنه أكثر ضررًا مع الغليان ويعمل على تركيز مادة النيكل به، ويكفي فقط استخدام الماء العادي.
التنظيف المستمر
كذلك يجب التنظيف المستمر للغلاية، ويمكن ذلك عن طريق وضع الخل والملح على الماء ويترك ليغلي، ثم تشطف جيدًا، ويراعى تكرار هذه العملية من حين لآخر.
حيث إنه مع الاستخدام المستمر للغلايات فإنك سوف تلاحظ ترسب طبقة بيضاء على جدران الغلاية الداخلية.
حيث تحتوي هذه الترسبات بشكل أساسي على عدد من العناصر من بينها العناصر التالية:
- كلوريد المغنيسيوم.
- كبريتات الكالسيوم.
- كربونات الكالسيوم.
ذلك بالإضافة إلى عدد من العناصر الأخرى، التي يؤدي تراكمها على جدران الغلاية إلى قلة كفاءة الغلاية.
لذا يعد من المهم تنظيف الغلاية بشكل مستمر حيث يمكنك تنظيفها من خلال عدة طرق يتمثل بعضها في:
التنظيف باستخدام قشر البيض
يمكنك الاعتماد على هذه الطريقة لتنظيف الترسبات المتراكمة على جدران غلاية المياه، وذلك من خلال: سحق قشر البيض ووضعه داخل الغلاية.
ومن ثم إضافة قدر من الماء إليه، بعد ذلك اتركيه يغلي لمدة 15 دقيقة، بعد انقضاء هذه المدة الزمنية رج الغلاية عدة مرات.
بعد ذلك اسكب الخليط” قشر البيض والماء” من الغلاية واغسليها بالماء حتى تنظف تمامًا من أي ترسبات.
التنظيف باستخدام صودا الخبز
يمكنك استخدام هذه الطريقة من خلال وضع معلقة كبيرة من صودا الخبز داخل الغلاية، بعد ذلك أضف كميات قليل من الماء.
ومن ثم اغلي الخليط لدقائق وذلك بعد التأكد من خلط صودا الخبز مع الماء جيدًا، بعد الانتهاء من مرحلة الغلي يمكنك غسل وتنظيف الغلاية بالطريقة التقليدية.
تنظيف الغلاية بالخل الأبيض
تستخدم هذه الطريقة من خلال وضع مقدار من الخل ومن ثم إضافة إليه الماء وغليه، بعد ذلك اترك الخليط في الغلاية لمدة ساعة.
وبعد مرور الساعة يمكنك تنظيفه باستخدام قطعة من القماش الناعم.
وهنا يجدر الذكر بأنه لا يجب استخدام سلك مصنوع من مادة الفولاذ لتنظيف وفرك الغلاية إنما يجب استخدام قطعة من القماش الناعم عن تنظيف الغلاية.
هل تمتلك جميع الغلايات الكهربائية لهذه الأضرار؟
يعد استخدام الغلاية الكهربائية بشكل مستمر من الأمور التي قد تثير قلق البعض خوفًا من تعرضهم لأحد المخاطر الصحية.
لذا وجب التوضيح أن الغلاية الكهربائية تمتلك لأنواع عدة من الغلايات منها ما هو مصنوع من مواد رديئة، ويعد هذا النوع هو ما يترتب على استخدامه مخاطر عدة.
في حين أن هناك غلايات أخرى مصنوعة من مواد عالية الجودة، مما يجعلها آمنة للاستخدام المستمر.
إذًا كيف يمكن التمييز بين هاتين النوعين؟ يمكنك التمييز بين هاتين النوعين من الغلايات بسهولة من خلال الرموز الموجودة على الغلاية.
حيث نجد أن الغلايات التي تحمل العبارة” GB9684 stainless steel” أو الرمز” 304“.
آمنة للاستخدام، حيث إن ذلك يشير إلى أن هذا النوع من الغلايات مصنوع من مادة الفولاذ المقاوم للصدأ الذي لا يحتوي على مادة المنغنيز.
ويعني ذلك أن هذا النوع مناسب لاستخدام الإنسان ولا يترتب على استخدامه المستمر أي نوع من المخاطر.
في حين أن الغلايات المصنوعة من مادة الفولاذ المقاوم للصدأ والتي تحمل الرمز” 202” تحتوي على مادة منجنيز بنسبة 10 %.
لذا فإن الاستخدام المستمر لهذا النوع من الغلايات قد يؤدي إلى إصابة الإنسان بالتسمم، وذلك نظرًا لكون مادة المنجنيز من المواد السامة.
التي قد ينتج عن تناولها إصابة الإنسان بأعراض عدة، مثل:
- الغثيان والدوار.
- ارتعاش الأصابع.
- فقدان القوة ببطء.
- التقلبات العاطفية.
- الالتهاب الرئوي.
- التهاب الأنف وكذلك التهاب الجلد.
ذلك بالإضافة إلى العديد من الأعراض والأمراض الأخرى التي قد يؤدي تناول مادة المنجنيز بشكل مفرط أو مستمر إلى الإصابة بها.
إجراءات عند الاستخدام
كما يوجد بعض الإجراءات ممكن إتباعها عند استخدام الغلاية، وهي ممارسات بسيطة ولكن لها دور إيجابي في تجنب الكثير من المخاطر الصحية للغلاية، ومنها:
- تجنب غلي الماء أكثر من مرة واحدة في الغلاية.
- ملء الغلاية بكمية الماء المطلوبة فقط.
- التخلص من الماء الفائض بعد الاستخدام فورًا.
- عدم استخدام الغلاية وهي فارغة من الماء، والحرص على ملئها بالماء قبل تشغيلها.
- التأكد من عدم استخدام الغلاية وهي غير نظيفة.
- تجنب استعمال الغلاية بشكل يومي أو لعدة مرات في اليوم، وذلك للحفاظ على عمرها الافتراضي، ولتجنب مخاطرها أيضًا.
- حافظ على الجزء السفلي من الغلاية جافًا لتجنب المخاطر التي قد يسببها الماء في القاع.
- عدم ملء الغلاية بكميات كبيرة من الماء حتى لا يفيض منها عند الغليان.
الخلاصة
الغلاية الكهربائية من أساسيات حياتنا اليومية، بالرغْم من وجود الكثير من الأضرار لكثرة استخدامها.
فهي تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي والعصبي، أيضًا تسبب حساسية للجلد واضطرابات في الكبد والكلى، وذلك لوجود بعض المواد الضارة كالنيكل أو الألومنيوم في خامات تصنيعها.
وبناء على ذلك فأنه إذا ما تم انتقاء الأنواع الخالية من المواد الضارة سوف تتجنب الأضرار الناجمة عن الغلاية الكهربائية، وإن كان من الأفضل الإقلال من استخدامها أو استبدالها بالغلاية التقليدية.
