المهندس أمجد قاسم
حسب دراسة علمية جديدة نشرت في المجلة الطبية “”The Lancet، أعدها كل من الباحثين “Philippe Grandjean و Philip Landrigan”، اعتبر فيها أن تأثير سمية المواد الكيماوية على نمو الجهاز العصبي، يجب مراقبتها من مراحل جد متقدمة ومن قريب، قبل أن يتم إدخال تلك المواد السامة إلى السوق، حيث إن المواد الكيماوية مسئولة عن مرض يسمى “الوباء الصامت”، وهو الذي يسبب مشاكل في الجهاز العصبي لملايين الأطفال عبر العالم.
وقام الباحث “Grandjean” من معهد هارفارد للصحة العمومية بالولايات المتحدة الأمريكية، وزميله “Landrigan” من معد الطب”Mount Sinai School” بنيويورك، بإعداد قائمة من 200 مادة كيماوية معروفة بسميتها، وقاموا بنشر مختلف الدراسات التي تظهر سمية هذه المواد على الجهاز العصبي.فالدراسات التي عالجت التأثيرات التي تحدث على الجهاز العصبي المركزي، لم تتطرق إلا إلى خمسة مواد كيماوية، وهي:الرصاص، مثيل الزئبق، الزرنيخ، الـ PCB (Polychlorobiphényls)، وهي مادة من مشتقات الكلور، ومادة الطولوئين Toluene (أو Methylbenzene = C7H8)، وهو سائل عديم اللون يستخرج من قطران الفحم، ويستعمل كمذيب في صنع الأصباغ والمتفجرات.
ولاحظ الباحثان أن عملية التسمم بتلك المواد تتم بالطريقة نفسها، حيث يحدث تسمم على مستوى الأفراد البالغين، وبعدها تصيب حالات تسمم الأطفال، والتي جمعت بخصوصهم العديد من الأدلة على تأثير تلك السموم على النمو العصبي لديهم، خاصة عندما يتعرضون باستمرار إلى كميات ضعيفة من تلك المواد.
وفي الوقت الحالي، تتوجه الأنظار إلى التأثيرات التي يسببها كل من الرصاص والزئبق على صحة الأطفال، ولكن حسب الباحثين “Grandjean و Landrigan”، فإنه لا يجب إهمال خطورة تأثير المواد الكيماوية الأخرى، حيث الكثير منها، والتي تتداول اليوم، لم يتم القيام بأي عمليات تجريب حول درجة سميتها على البيئة والصحة البشرية قبل طرحها في الأسواق، مما أجبر العديد من الدول، مثل البلدان الأوروبية إلى اعتماد مشروع REACH، والذي يجبر الصناعيين على تقييم خطورة 30 ألف مادة كيماوية متداولة حاليا في السوق.