المهندس أمجد قاسم
تعتبر مادة رابع ايثيل الرصاص TetraEthyl lead ( TEL ) من أكثر المركبات المستخدمة في تحسين وقود السيارات، لرفع رقم الأوكتان في وقود تلك المركبات مما يحسن كثيرا من أداء محركات تلك السيارات.
وهذه المادة السامة عبارة عن سائل عديم اللون ورمزها الكيميائي C8H20Pb أو Pb(C2H5)4 ووزنها الجزيئي 323.45 غرام لكل مول وكثافتها 1.653 جرام لكل سم3 ، درجة انصهارها -137 درجة سلسيوس و درجة غليانها تقريبا 200 درجة سلسيوس ، وهي مادة غير قابلة للذوبان في الماء لكنها تذوب في الجازولين والايثر البترولي، وعند حرقها تشتعل بهلب برتقالي اللون.
ويتم تحضير مادة رابع ايثيل الرصاص من خلال تفاعل الهيدروجين مع الإيثين مع الرصاص أو من خلال تفاعل سبائك الصوديوم- الرصاص مع الكلوروإيثان .
لقد بدأ استخدام هذا المركب السام جدا منذ عام 1960، حيث يعمل رابع ايثيل الرصاص على تحسين احتراق الجازولين بشكل ملحوظ، وتبلغ كمية TEL التي تضاف إلى الجازولين 3 سم 3 لكل غالون أمريكي، ويتم اللجوء إلى استخدام مثل هذا المركب إلى تحسين احتراق وقود الآليات لمنع عملية الخبط أوالقرقعة Knocking في المحرك وما ينجم عنها من تلف تدريجي للمحركات بسبب تخلخل الأجزاء الميكانيكية فيه، وانخفاض كفاءة عمل المحرك بوجد عام.
ويمكن فهم ظاهرة القرقعة والخبط بشكل واضح عند دراستنا لآلية عمل المحرك رباعي الشوط، حيث يتم سحب وضخ الوقود والهواء إلى داخل الأسطوانات، ثم يتم ضغط هذا المزيج، وعند نقطة معينة، يتم قدح شرارة الاحتراق من شمعات الاحتراق والتي تعرف باسم البواجي.
وقد برزت في السنوات القليلة الماضية مشكلة استخدام الجازولين الحاوي على الرصاص، والذي له تأثيرات سلبية على المحركات وعلى الإنسان وعلى البيئة بشكل عام، وتوالت الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع، والتي أكدت بشكل قاطع لا جدال فيه مدى خطورة إضافة رابع ايثيل الرصاص كمحسن للجازولين حيث يتسبب مع مرور الوقت بتلف محركات السيارات وتدمير للمحولات الحافزة في السيارات الحديثة، كذلك فان لها مضارها الخطيرة على الإنسان الذي يتعرض لها، فهي مادة سامة جدا قادرة على قتل الإنسان، أما التعرض لجرعات قليلة منها فإنها تتسبب في الشعور بالتعب والإرهاق والرعاش والشلل وانخفاض درجة الحرارة والشحوب والغثيان وفقدان الشهية والإصابة بالتشنجات العصبية والتهاب في العينين والغيبوبة، كذلك فان لمادة رابع ايثيل الرصاص مضارها على البيئة وعلى الكائنات الحية المختلفة.
هذه المخاطر، دفعت العديد من دول العالم إلى سن القوانين الصارمة التي تقيد استخدام هذه المادة بل وتمنع استخدامها بشكل كامل وتمت الاستعاضة عنها بمواد أخرى ذات تأثيرات سلبية قليلة على الإنسان والبيئة.