المهندس أمجد قاسم
يعيش الإسكيمو وهم سكان المناطق المتجمدة في المناطق القطبية الشمالية للكرة الأرضية في بيوت مصنوعة من الثلج، ولا يمكننا ان نتصور ان هذه المنازل المصنوعة من الجليد، تكون دافئة من الداخل فكيف تحافظ هذه المساكن على تماسكها وقوامها من الذوبان والتحطم؟
في الواقع فان الاسكيمو يبنون بيوتهم بطريقة هندسية فريدة من نوعها، وهم يستخدمون فقط الجلدي في عملية البناء والتشييد، وفي داخل هذه المنازل يشعلون النيران البسيطة والتي تكون كافية لتدفئة أكواخهم الجليدية من الداخل وتحميهم من درجات الحرارة بالغة الانخفاض في الخراج كما تحميهم من الرياح الشديدة والحيوانات المفترسة كالدببة.
ان تصميم اكواخ الأسكيمو والمصنوعة من الجليد يكون في الغالب متشابه ويتسم بالبساطة ، وهذه المساكن يتم فرش ارضيتها بجلود الحيوانات كما يتم تعليق هذه الجلود على الجدران الداخلية لتوفير حرارة مناسبة في داخل الكوخ ، وفي العادة يتم تدفئة هذه المساكن الجليدية بمواقد تعمل على النفط مع وجود فتيل يتم اشعاله لتسخين الجو الداخلي للمسكن وطهي الطعام وتسخين المياه واعداد المشروبات الساخنة.
وعملية التسخين البسيطة في داخل الكوخ تعمل على تعزيز الهيكل الداخلي للمسكن فنظرا للفارق في الحرارة بين داخل الكوخ وخارجه والتي قد تمتد ما بين – 60 درجة سلسيوس في الخارج و 20 درجة سلسيوس في الداخل فان ذلك يؤدي الى تعزيز هيكل الكوخ ويزداد تجمدا وتصلبا، فعندما يبدأ الثلج في الداخل بالذوبان وبسبب تكثف الماء فان هذا الماء لا يتساقط على الأرض، بل يبقى معلقا بالسقف وبسبب برودة طبقات جليد الكوخ العلوية، فانه يتم امتصاص الماء ويعود للتجمد .
هذه العلمية تساعد في امتصاص كل الرطوبة الزائدة في داخل كوخ الأسكيمو، مما يساعد في توفير جو مريح داخل الكوخ وفي نفس الوقت يوفر حماية إضافية للكوخ من الرياح الشديدة التي تضرب الكوخ من الخارج.
هذا ويتم غلق باب الكوخ من الداخل للمحافظة على الحرارة ولمنع الحيوانات القطبية المفترسة من الدخول الى الكوخ، كما يتم التواصل بين مساكن الأسكيمو من خلال شبكة من الأنفاق والتي توفر ممرات آمنة للتواصل فيما بين سكان هذه المناطق المتجمدة.