تشير البيانات التي جمعتها وكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) إلى ظهور تراجع واضح في قوة المجال المغناطيسي للأرض بشكل أكثر مما توقعه العلماء في وقت سابق.
وقد تم جمع تلك البيانات من مجموعة أقمار سوارم الصناعية الخاصة بالوكالة الأوروبية، وهي تتكون من ثلاثة أقمار مدارية تدور حول الأرض وتتتبع وتراقب المجال المغناطيسي للأرض والتغيرات التي تحدث على المجال المغناطيسي.
وللمجال المغناطيسي للأرض أهمية بالغة في حياتنا اليومية، فبالرغم من انه غير مرئي، إلا أن تأثيراته كثيرة جدا، فهي يحمي الإنسان من الأشعة الكونية والجسيمات الذرية المشحونة كهربائيا التي تقذفها الرياح الشمسية نحو الأرض، ويشبه الباحثون المجال المغناطيسي للأرض بالفقاعة الكبيرة التي تحمي الأرض.
وتبين البيانات التي توصل إليها الباحثون إلى أن المجال المغناطيسي للأرض يضعف بنحو 3.5% عند خطوط العرض العليا فوق أمريكا الشمالية، في حين أنه اشتد بنحو 2% فوق آسيا.
وحول هذه النتائج قال كريس فينلاي أحد الباحثين مع وكالة الفضاء الأوروبية (إن البيانات الجديدة تمثل اختراقا علميا من حيث الكم الذي تكشفه عن المجال المغناطيسي للأرض، وهي تمكننا الآن من وضع خارطة مفصلة للتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض، ليس فقط عند مستوى السطح، بل أيضا عند حافة منطقة مصدرها في النواة).
وبين فينلاي بقوله (على غير المتوقع فإننا نعثر على تغيرات مجال محلية متسارعة، يبدو أنها نتيجة تسارعات في المعدن السائل المتدفق داخل النواة، وهذه البيانات الجديدة قد تتسبب بانعكاس مقبل للأقطاب المغناطيسية للأرض، وهو حدث يُعتقد بأنه يحدث كل مئة ألف عام، وأن آخر حدوث له كان خلال العصر الحجري ).
