الفرات عبر التاريخ
صفات نهر الفرات
السدود المقامة على نهر الفرات
• السدود التركية
• السدود السورية
• السدود العراقية
مشروع الغاب GAP التركي
مخاطر مشروع الغاب
المصادر
الدكتور سعود شهابِ
آفاق علمية وتربوية
منذ فجر التاريخ، كانت ضفاف نهر الفرات بالإضافة لضفاف نهري دجلة والنيل، المهد الأساسي لابتكار الزراعة المروية منذ 12 ألف عاماً. كما مارست الشعوب على ضفاف هذه الأنهار صيد الأسماك والنقل النهري والتجارة البينية، وتتابعت الأنشطة البشرية الاقتصادية وبنيت آلاف المدن والقرى عبر آلاف السنين، بعضها لايزال قائماً إلى يومنا هذا.
وينبع نهر الفرات من جبال طوروس في تركيا ، حيث يتجه الى الجنوب الشرقي نحو الجمهورية السورية ومن ثم بالاتجاه الجمهورية العراقية ينتهي به المطاف في الخليج العربي بطول اجمالي يبلغ 2970 كيلومترا وبعرض يتراوح ما بين 200 – 2000 متر عن مصب النهر.
الفرات عبر التاريخ:
لقد حظي نهر الفرات باهتمام بالغ عبر التاريخ، وقد سعت كثير من الشعوب لامتلاك ضفاف هذا النهر الكبير، وقد شكل نهر الفرات حدا فاصلا بين الشرق والغرب، حيث تبين الدراسات التاريخية أن نهر الفرات قد شكل حدا بين بلاد آشور وبابل وبلاد شمال افريقيا.
كذلك فقد شكل نهر الفرات حدا في عهد الفرس وفي الامبراطورية الرومانية، وقد نشأت عدة حضارات على شواطئه من اهمها حضارة ما بين النهرين التي شكلت ما يعرف بالهلال الخصيب.
هذا وقد ذكر نهر الفرات في الديانتين المسيحية والإسلامية، أما في المسيحية فقذ ذكرت الآية من سفر التكوين أنّ الفرات نهر من أنهار الجنة، ثمّ ذكر بعد ذلك في الديانة الإسلامية فجاء في صحيح مسلم أنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة، وكلمة الفرات بالعربية تعني الماء العذب.
صفات نهر الفرات:
يستقبل نهر الفرات معظم مياهه من خلال هطول الأمطار، وذوبان الثلوج، وترتفع مياه نهر الفرات بشكل خاص وكبير خلال الأشهر الممتدة من أذار وحتى أيار وتتدفق 70% من مياه النهر خلال هذه الفتره، بينما ينخفض تدفق مياهه خلال الصيف والخريف، ويبلغ متوسط تدفقه 635م³ بالثانية.
وأهم المدن التي تقع على ضفاف الفرات في تركيا: سامسات، البيرة، إرزينجان، كيبان، وفي سورية: جرابلس، الثورة، دير الزور، الرقة، الميادين، البوكمال، وفي العراق: الهندية، كربلاء، الديوانية، الشامية، الكوفة، السماوة، الرمادي، الفلوجة.
السدود المقامة على نهر الفرات:
بنيت العديد من السدود الكبيرة على طول نهر الفرات (جدول 1)، وكان أهمها السدود التالية:
السدود التركية:
– سد أتاتورك : (Atatürk Baraj) يقع في محافظة أورفة ، وهو سد ركامي والأكبر من نوعه في العالم، يبلغ طوله 1820 مترا وارتفاعه 184 مترا ويحجز خلفه بحيرة صناعية تبلغ مساحتها 817 كيلومترا مربعا.
– سد كيبان (Keban Baraj): يقع هذا السد في محافظة الازيغ وتبلغ السعة الخزينية للسد 30.6 مليار متر مكعب من الماء.
السدود السورية:
– سد الفرات (سد الطبقة): تم تشييد هذا السد في محافظة الرقة، ويبغ طوله 4.5 كيلومتر وارتفاعه نحو 60 مترا وتتشكل خلفه بحيرة صناعية ضخمة بطول يلغ 80 كيلومتر وبعرض يبلغ في المتوسط 8 كيلومتر، وهذا السد احد اكبر السدود في العالم العربي.
– سد تشرين: يقع هذا السد في منطقة منبج السورية، ويبلغ طوله 900 متر وارتفاعه 40 متر ويحجز خلفه بحيرة تبلغ سعتها 1.9 مليار متر مكعب من الماء.
– سد البعث : يقع في محافظة الرقة ، يبلغ ارتفاعه 14 م وعرض السد من القاعدة 60 م .
السدود العراقية:
– سد حديثة : يتسع هذا السد لنحو 8.28 مليار متر مكعب من المياه، والغرض منه تنظيم وارواء المساحات المزروعة في حوض الفرات الأوسط والاسفل إضافة إلى الوقاية من الفيضانات وتوليد الطاقة الكهربائية.
– سد الرمادي: يبلغ طول السد 209 م و الغرض من انشائه حجز المياه ورفع منسوبها وخزن الفائض في بحيرة الحبانية .
– سدة الفلوجة
– سدة الهندية
مشروع الغاب GAP التركي:
كما هو معلوم عن منابع الأنهار وروافدها لا تكون إلا في مناطق جبلية بأعالي الهضاب. وفي هذا الإطار باشرت تركيا بمشروعها الاستراتيجي (مشروع الغاب) ويعد نهرا دجلة والفرات من أهم مصادر المياه في تركيا، واللذان يمران في منطقة مشروع غاب جنوب شرق تركيا الذي يعتبر الآن بمثابة الحياة بالنسبة لتركيا، وتختلف منطقة غرب الأناضول تماماً عن جنوب شرق الأناضول (مشروع غاب) وذلك لقلة هطول الأمطار وندرة المياه فيها، وهنا تكمن أهمية م مشروع غاب باعتبارها المصدر الأساسي للمياه في المنطقة.
ويتألف مشروع الـغاب من 22 سداً، 14 منها على نهر الفرات و19 محطة للطاقة الكهرومائية ومشروعات أخرى متنوعة في قطاعات الزراعة والصناعة والمواصلات والري والاتصالات، والغاب من حيث المساحة هو أضخم مشروع في العالم، ويشمل ثماني محافظات، وعند إتمامه تقارب مساحة الزراعة المروية من خلاله 8.5 مليون هكتار أي نحو 19 % من مساحة الأراضي المروية في تركيا، وتوفير 106 مليون فرصة عمل جديدة في هذه المناطق ذات الأكثرية الكردية. ومن أهم سدود مشروع الغاب التي تعدت العشرون (سد أتاتورك) وقد دشن هذا السد في عام 1992. وإلى جانب سد أتاتورك هناك سدود أخرى عديدة تنفذها تركيا اعتماداً على مياه نهري دجله والفرات منها بريجيك، قره قايا، غازي عنتاب، كيبان، ودجله….. إلخ. أما المشروع التركي الثاني فهو مشروع سد أورفة الذي شرعت تركيا في بنائه، ويستطيع سد أورفة بعد إتمامه أن يحبس مياه دجلة والفرات لمدة 600 يوما، مما يعني تجفيف مياه النهرين تماماً وكان مخطط أن يتم الانتهاء من مشروع غاب في عام 2014، ولكن شاءت الظروف ان الأعمال العسكرية التي كانت تشهدها الاناضول بسبب المواجهات مع حزب العمال الكردستاني، ابطأت من وتائر العمل وأخرت انجاز المشروع.
مخاطر مشروع الغاب:
لا يوجد اتفاق نهائي لتقاسم مياه الفرات بين الدول المتشاطئة بين كل من تركيا وسورية والعراق، إلا أن الاتفاقية السورية التركية المؤقتة لعام 1987 تنظم الحصص بين سورية وتركيا والتي تحصل بموجبها سورية على معدل تدفق لا يقل عن 500 م3 بالثانية من مياه نهر الفرات، في حين اتفقت سورية مع العراق عام 1989 على إطلاق 58% من مياه نهر الفرات الواردة إليها من تركيا فيما تكون الحصة الباقية لسورية هي 42%.
يتطلب استثمار المساحات الزراعية على جانبي نهر الفرات في سورية والعراق، واستمرار الحياة الاقتصادية وتأمين مياه الشرب للمدن والقرى القائمة في حوض الفرات بما فيها مدينة حلب تدفق مياه النهر بما لا يقل عن 500 م3 بالثانية. ففي سورية يعد نهر الفرات الشريان الاقتصادي لمنطقة حوض الفرات، إذ تبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية بمياه الفرات أكثر 680 ألف هكتار، وتتوزع مشاريع الإصلاح واستثمار الراضي على المناطق التالية:
– غرب وشرق مسكنة باتجاه سهول حلب بمساحة 270 ألف هكتار.
– حوض والبليخ بمساحة 185 ألف هكتار.
– حوض الميادين الأعلى بمساحة 40 ألف هكتار.
– وفي حوض الخابور الأسفل بمساحة 70 ألف هكتار.
– وحوض الفرات الأسفل بمساحة 125 ألف هكتار.
وقد تم استصلاح 230 ألف هكتار منها لغاية العام 2010 وهي قيد الاستثمار الزراعي منها 78 ألف هكتار في محافظة حلب و11 ألف في محافظة الرقة و42.5 ألف في محافظة دير الزور، وهناك مساحة 13.7 ألف هكتار قيد الاستصلاح مع تنفيذ وتركيب محطات تحويل ومحطات ضخ لريها وضعت في الاستثمار الزراعي ومساحة 64 ألف هكتار منجزة دراستها ومخططاتها التنفيذية وتم ايقافها بسبب الأوضاع في سورية.
ويمكن إدراك حجم المخاطر لمشروع الغاب التركي وأثاره السلبية على الحياة الاقتصادية في كل من سورية والعراق، والمتمثل في أن كل نقص في تدفق النهر بمقداره 100 م3 بالثانية يعادله خروج مساحة من الاستثمار الزراعي تقارب 270 ألف هكتار في سورية و300 ألف هكتار في العراق. كما وتشير معظم الدراسات إلى توقف عمل محطات التوليد الكهرومائية تماماً عند التدفق النهري 200 م3 بالثانية.
ان منابع الأنهار ومياهها لابد ان يخضع التصرف بها للاتفاقيات الدولية التي تنظم كيفية الاستفادة منها بين تلك الدول التي تمر فيها تلك الأنهار اذ ان لكافة الدول المتشاطئة حقوقا في تلك المياه يجب ان تصان من قبل الجميع .
المصادر:
– طقس العرب، Arabiaweather.com كنان نصر، نهر الفرات هو نهر دولي يمر في ثلاثة دول هي تركيا ، سوريا ، العراق 15/6/2013.
– موضوع، من أين ينبع نهر الفرات، كتابة فيروز هماش، نوفمبر 2019.
– موقع اعجاز القرأن والسنة، عشرات السدود تبنى في منابع الفرات الجبلية الأن فهل سينحسر الفرات عن جبل من ذهب.
من مقال حرب المياه للكاتب العراقي / رياض الركابي، مع إضافة الأحاديث النبوية وبعض التعليقات من طارق عبده إسماعيل باحث بالطب النبوي www.islamimedicine.com
مصدر الصورة sco.wikipedia.org