علم الأرض أو ما يسمى بالجيولوجيا علم مثير استهوى الكثيرين منذ القدم، واستهوى الكثيرين من ذوي الاختصاصات المختلفة حاليا، وكان الأقدمون يبحثون فيه دون أن يكون له اسم أو هيكلية خاصة به.
وقد ظهر في كثير من الأعمال التي قام بها اليونانيون والعرب قبل أن تكتمل ملامحه الحالية كعلم مستقل يفرض نفسه بين العلوم التطبيقية الأخرى.
كان لعلماء اليونان القدماء آراء تتعلق بالكرة الأرضية وقد اعتبروا الأرض كروية لا مستوية ولاحظوا المواد التي ترسبها الأنهار على شواطئها في البحار.
وكتبوا عن الأصداف التي شاهدوها على قمم الجبال والتلال وأمنوا بانها ذات أصل بحري، وكانت لهم أراؤهم في المياه الجوفية وأوضحوا ان أصل مياه الأنهار هو المطر.
كما لاحظوا تشوه القشرة الأرضية واعتبروا ذلك ناتجا عن الزلازل، وقد ساهم العرب في عالم الجيولوجيا وأدلوا بدلوهم وزادوا عليه من علمهم وخبرتهم ونقلوه الى أوروبا التي كانت ترزح في جهالة العصور الوسطى، وقد استفاد الأوروبيون من العرب من خلال علمهم وفنونهم عن طريق الاتصال المباشر بهم وبزغت حضارة العرب كأشعة أضاءت أكثر من طريق.
كما واصل العلماء الأوروبيون تطوير علم الأرض ( الجيولوجيا ) ووضعوا له القوانين المختلفة وقد ساهم في تقدمه علماء طبيعة وكيميائيين ومهندسين وعلماء احياء وفلكيين.
وكان من أشهرهم العالم البريطاني جيمس هاتون في أواخر القرن الثامن عشر فقد شرع هاتون نافذة واسعة على الماضي الذي يعود الى بلايين السنين وازال عنه الكتمان بوضعه قانون الوتيرة الواحدة الذي يقول فيه ( ان الحاضر مفتاح الماضي)، أي ان فهم الماضي وما جرى فيه يعول فيه على فهم ما يجري في الزمن الحاضر.
فالعلميات الجيولوجية اليت كانت تعمل في الماضي هي ذاتها التي تعمل في الوقت الحاضر ولها أسلوب العمل نفسه، وان كان هناك تباين في الشدة وشكل هذا القانون حجر الزاوية في ادراك المفاهيم الجيولوجية وفي فهم أسرار الماضي والمستقبل فالأرض بما عليها تعرضت ولا زالت تتعرض لسلسلة من التغيرات في الشكل والحجم.
بقلم إبراهيم الجضعي
مصدر الصورة
pixabay.com