ذكرت المجلة العلمية ساينس ذائعة الصيت، أن العلماء قد حددوا إشارتين تدلان على وجود المادة المعتمة ( المظلمة أو السوداء ) في الفضاء، والتي يعتقد أنها تشكل نحو 23%.
وكشف المادة المعتمة يعد أمر بالغ الصعوبة، حيث أنها لا تصدر الضوء أو أي إشعاع كرومغناطيسي ، لذلك طور الباحثون تقنيات متطورة وحساسة للكشف عنها.
وقال البروفسور جودي كولي من جامعة ساوثرن ميثوديست في دالاس في الولايات المتحدة والذي قاد فريق البحث : انها حالة بالغة الصعوبة .واضاف “بصورة ما اشعر أننا كنا غير محظوظين .. وقد واجهنا اما تذبذبا إحصائيا في تفسيراتنا او ربما يكون الحدثان هما دليل على المادة المعتمة ولكن ليس أي منهما يمكن ان يكون كافيا للتأكيد ذلك”.
وأوضح: لا نستطيع ان نبعدهما عن إنهما إشارتان، بيد اننا في الوقت نفسه لا نستطيع الاستنتاج الجازم إنهما إشارتان على المادة المظلمة
هذا وقد صمم الباحثون تجربة تعتمد على استشعار درجات الحرارة بالغة الانخفاض لتحديد جزيئات المادة السوداء، وهذه التجربة تم تصميمها من قبل عدد من المعاهد والجامعات الامريكية.
ويصف العلماء المادة المظلمة السوداء بأنها وجود أشبه بدعامات الجاذبية التي تسببت في تجمع المادة الطبيعية في المجرات التي نراها اليوم، و يعتقد أن المادة العادية أمثال الغاز والنجوم والكواكب والمجرات تشكل اقل من 5% من الكون، اما باقي الكون فهو غير مرئي، ويعتقد ان 70% منه هو “طاقة سوداء”، ويعتقد ايضا ان نسبة 25% منها يمكن ان تكون مادة سوداء.
ويعتقد بعض العلماء ان المادة السوداء متكونة من جزيئات ذرية (اصغر من الذرة) من تلك الجسيمات (الافتراضية) الثقيلة الضعيفة التفاعل (WIMP ).
ويعتقد ان تلك الجزيئات تمتلك كتلة مساوية لكتلة النواة التي تعطي لكل ذرة معظم كتلتها، بيد انه يتوقع انها ترتد الى نفسها بدلا من ان التفاعل مع أي مادة أخرى.
وهذا ما يجعل إيجاد هذه الجزيئات نفسها مستحيلا. لذا فإن الكشف عنها في تجربة (CDMS) قد صممت لالتقاط كميات الطاقة الضئيلة جدا التي تخلفها هذه الجزيئات بعد تبددها وهي الدليل الوحيد الذي يفترض تخلفه منها.
هذا وقد تعددت النظريات التي تفسر وجود المادة المعتمة في الكون، وتذكر بعض النظريات أنها كانت من مخلفات الانفجار العظيم أو أنها تنجم عن النجوم التي انهارت بنيتها جراء فقدانها لبعض من وقودها.