استكشاف المريخ واستيطانه أصبح مسألة وقت ليس الا، واخبار الافكار والمشاريع ذات العلاقة بذلك تزخر بها وسائل الاعلام وبخاصة المجلات العلمية وبعضها يبدو وكأنه أت من عالم الخيال العلمي.
روبر مایکسین مهندس تصميم أدرك أهمية الطائرات في الاستكشاف الفاعل والسريع لمساحات واسعة من سطح المريخ الا ان الطائرات التقليدية لا تستطيع الطيران في جو المريخ قليل الكثافة، لذا اتجه الى عالم الحشرات ليجد الحل.
في هذا الإطار يقدم مایلکسون النموذج الاولي لتصميمه الذي اسماه Entomopter وهو روبوت على شكل حشرة ويمتلك قدراتها في الطيران بحركة الاجنحة وفي الزحف على سطح المريخ، ويقول انه في غضون عقد من الزمان ستستخدم حشرات الآلية في الاستكشاف الهوائي قليل الارتفاع للبيئة المريخية.
يقول الباحثون أن الطيران في الغلاف الجوي الرقيق للمريخ المكون من 95% من ثاني أكسيد الكربون و0.1% من الأكسجين سيكون من الناحية العملية مستحيلا على الطائرات التقليدية والهليكوبتر.
ويقول مایکلسون الباحث في معهد جورجيا للبحث التكنولوجي في سميرنا، أن اقلاع الطائرات وهبوطها على سطح المريخ الصخري أمر مستحيل، كما أن طبيعة مكونات الغلاف الجوي للمريخ تخلق مشکلات فنية للطيران التقليدي، ومن ذلك مثلا ما يتعلق بكون سرعة الصوت في غلاف جوي معظمه من ثاني أكسيد الكربون تعادل 20% من سرعته في جو الارض من هنا اتجه مایلکسون ومساعدوه إلى الطبيعة، حيث جرى التفكير بتصميم الرابوتات الحشرية الذكية ذاتية الحركة والقادرة على القيام بأكثر من مجرد حرية الطيران.
فمع جاذبية تعادل ثلث الجاذبية على سطح الأرض يعتقد مايكلسون ان الحشرة الآلية Entomopter بطول متر واحد، سيمكنها حمل ما يكفي من المعدات العلمية لانجاز المهمات المتوقعة منها، كما سيمكن اطلاق اسطول من هذه الحشرات من على متن عربية روفر تؤمن بدورها هذه الحشرات بالوقود اللازم لها، وستكون الحشرات قادرة على الطيران على ارتفاع مئة قدم، لدراسة الغلاف الجوي وتفحص جيولوجية المريخ، وتوجيه العربة في حركتها الى الاماكن الأكثر أهمية وجدوى للدراسة اضافة بالطبع الى تصوير ودراسة اماكن ومنحدرات يصعب وصول العربة اليها، والمرونة الكبيرة والسرعة في الطيران والدوران وتغيير الاتجاه والإقلاع والهبوط مقارنة بالطائرات التقليدية وستوفر اجنحة متحركة بفعل حركة عضلات كيميائية بمعدل 70 حركة في الثانية الكفاءة التامة في عمل الحشرة.
حتى الآن تم انجاز الكثير من العمل في مشاريع فرعية ذات علاقة، وأجريت تجارب ناجحة عدة على نماذج طارت لمسافات قصيرة، الا ان التجارب لا تزال في اطار مهمات فرعية ويقول مايكلسون اننا نحتاج الى مشروع واحد كبير لدمج المشاريع الفرعية العديدة معا، وبالتالي تحقيق مفهوم الحشرة الآلية الذكية هذا بصورة عملية.