لا شك أن تقنية الموالفات الضوئية العظيمة التي تم تطويرها والتي تعمل جنبا الى جنب مع احد اكبر تلسكوبات العالم تلسكوب كيك العملاق في هاواي والذي يبلغ قطر مرآته عشرة أمتار، بدأت تؤتي أكلها، حيث جاءت أولى الاكتشافات تتوج هذا العمل بالعثور على جرم سماوي خافت يدعي القزم البني يدور حول النجم ( 15 القوس) أحد نجوم برج القوس ويرى بالعين المجردة ويبعد عنا مسافة 58 سنة ضوئية ويبلغ عمره قرابة ثلاثة مليارات سنة، اي انه اصغر من شمسنا بحوالي مليار ونصف السنة.
وقد قيست المسافة الفاصلة بين القزم البني ونجمه بقرابة ثلاثة مليارات كيلومتر، أي بما يقارب المسافة بين الشمس وكوكب اورانوس، او اربعة عشر مرة المسافة بين الأرض والشمس، مما يجعله اول النظم النجمية قربا لبعضها والمعروفة حتى الآن وقد تم تصويرها بصريا، وتبلغ كتلته ما بين 55 إلى ۷۸ مرة كتلة كوكب المشتري، اي عشرات المرات كتلة كواكب المجموعة الشمسية.
ويفسر العلماء الاقزام البنية على انها اجرام بين الكواكب والنجوم، أو هي نجوم فشلت في التكون نتيجة كون كتلتها الكبيرة التي تفوق كتلة كوكب المشتري عملاق المجموعة الشمسية بعشرات المرات اصغر من القيمة اللازمة لإشعال النار النووية في مراكزها ومن ثم تحولها الى نجوم حقيقية، وهذه القيمة يجب أن تبلغ 8% من كتلة الشمس، فبعد ثوران متواضع من الحرارة التي تكاد تشعل النار النووية، تأخذ نيران الاقزام البنية بالخمود شيئا فشيئا، فيقل بذلك لمعانها في السماء.
وفي الوقت الذي تستخدم فيه تقنية الحركة التذبذبية للنجوم من اجل اكتشاف كواكب تدور حولها، نجد ان هذه التقنية لم تنجح في العثور على اقزام بنية اذ ان المسافات التي تدرسها التقنية هذه غالبا ما تقل عن اربع وحدات فلكية، وهي ظاهرة تدعى تصحر الاقزام البنية.
ويذكر أنه قد تم الحديث عن هذا الجرم الملاصق للنجم 15 القوس في اكثر من مناسبة وخلال عدة سنوات ماضية، الا ان احدا لم يستطع العثور عليه او تصويره قبل تقنية الموالفات الضوئية هذه والتي يؤمل العلماء عليها في الكثير من اكتشافات مستقبل علم الفلك والكون خاصة دراسة النظم الكوكبية خارج المجموعة الشمسية.
وتقوم هذه التقنية التي تعتمد مرآة عاكسة مرنة تعمل بواسطة الحاسوب بالنظر الى أحد النجوم كنجم مرجعي وتحديد كمية التلوث والانكسارات الغلافية بالنسبة له، وارسال اوامر يبلغ عددها ۵۰۰ امرا في الثانية لها كي تتحرك متلافية وملغية التلألؤات في سبيل الحصول على صورة ثابتة.
هاني الضلع
الجمعية الفلكية الاردنية