عدد المسلمين في الصين، الصين هي الدولة الأكثر سكانًا في العالم، إذ يزيد عدد سكانها عن ألف و400 مليون نسمة (مليار و409 مليون).
كما أن مساحتها أكثر من 9 ملايين كيلو متر مربع، تتنوع فيها الديانات وتتعدد، ومنها الإسلام، فما عدد المسلمين في الصين، هذا ما سنعرفه خلال السطور التالية عبر موقع مقال mqaall.com.
فتح الصين
- دخل الإسلام الصين في فترة مبكرة جدا، وتعرف الصينيون على الإسلام، وانتشر بينهم، واعتنق كثير من الصينيين الإسلام.
- وزاد عدد المسلمين في الصين، وهذا مجمل تاريخ الإسلام في الصين.
- كانت أول بعثة إسلامية تصل إلى الصين في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- وكانت في العام 21 هجرية، حيث وصل مبعوث مسلم لتعريف إمبراطور الصين بالإسلام، ودعوته للدخول فيه.
- توالت بعد ذلك البعثات الإسلامية الى الصين، بعد ذلك حتى بلغ عددها 28 بعثة، في الفترة من سنة 28 هجرية حتى سنة 184 هجرية، لدعوة الصينيين للإسلام.
- كان للبعثات التجارية الإسلامية، ورحلات التجار المسلمين البحرية، واختلاطهم بأهل الصين.
- دورًا كبيرًا في تعريف الصينيين بالإسلام والمسلمين.
- فبدأ الإسلام ينتشر في بعض مناطق الصين، خاصة في المناطق الساحلية، ومنها انتشر نحو الداخل.
- وصلت فتوحات المسلمين إلى الصين قبل نهاية المائة الأولى بعد الهجرة، حيث قام الفاتح قتيبة بن مسلم الباهلي بالاتجاه بجيوشه للصين.
- واستطاع دخولها في العام 94 هجرية، حيث فتح مدينة كاشغر.
- إلا أن الفتوحات توقفت بعد ذلك، ولم تتوغل داخل الأراضي الصينية.
- كانت معركة تلاس، أو طلاس، او معركة نهر طلاس، التي وقعت بين المسلمين والصينيين في العام 761 ميلادي الموافق للعام 143 هجري.
- هي آخر المعارك التي حاول المسلمون فيها فتح الصين، ثم توقفت بعدها كل المحاولات لفتح الصين.
اقرأ أيضا: عدد المسلمين في العالم العربي؟
العلاقة بين الصين والإسلام بعد عصر الفتوحات
بالرغم من توقف محاولات المسلمين فتح الصين تماما بعد موقعة تلاس، إلا أن العلاقات بين الصين والمسلمين لم تتوقف حتى الآن، فما هي أهم محطات هذه العلاقة؟
- استمرت العلاقات بين المسلمين والصينيين في عهد أسرة تانغ (618-907م)، وأسرة سونغ (960 – 1279 م).
- خاصة من خلال طريق الحرير، عبر ميناء تشيوانتشو، الذي سماه المسلمين مدينة الزيتون.
- بل وارتبط وجود الميناء بالمسلمين أنفسهم.
- أما خلال حكم أسرة يوان (1271 – 1368 م)، فقد تمتع المسلمون بوضع أفضل بكثير من وضعهم السابق.
- حيث منح الأجانب عموما وضعًا خاصًا، وقد لعب المسلمون دورًا مهمًا، وتركوا أثرًا واسعًا جدًا.
- وقد بلغ عدد المسلمين حوالي 4 مليون نسمة.
- وفي عهد أسرة مينغ (1368 – 1644 م)، كان المسلمون قد أصبحوا جزءًا من المجتمع الصيني، فحمل أحفادهم أسماء صينية، واندمجوا معهم.
- إلا أن عددهم بدأ يتناقص بسبب العزلة التي فرضتها أسرة مينغ الحاكمة على الصينيين كلهم.
- لكن في عهد أسرة المانشو (1644-1912 م)، تدهورت أوضاع المسلمين وساءت، حيث انتشر الظلم والاستبداد.
- كما انتشر جهل المسلمين بأمور دينهم، وحدثت انتفاضات عديدة من جانب المسلمين في مناطقهم، احتجاجًا على أوضاعهم.
- راح ضحيتها عشرات الآلاف، وبالرغم من ذلك، فقد تم خلال هذا العهد طباعة أول ترجمة للقرآن باللغة الصينية في عام (1279 هـ -1862 م).
المسلمون الصينيون في العصر الحديث
تباينت أوضاع المسلمين في الصين في العصر الحديث، ولم تستقر على وضع واحد ابدًا، منذ بداية العهد الجمهوري في بداية القرن الماضي وحتى الآن، وأهم ملامح هذه الفترة هي:
- بداية في العهد الجمهوري (1911-1949م)، أعلنت الجمهورية في الصين، وتم إعلان المسلمين جزءًا مهمًا من الأمة الصينية.
- وتم اضافة اللون الأبيض للعلم الصيني، رمزا للإسلام والمسلمين، وحكم المسلمون مناطقهم حكمًا ذاتيًا بأنفسهم.
- وزاد عدد المسلمين في الصين.
- لكن في العهد الشيوعي تطورت أحوال المسلمين من مهادنة في الفترة من 1949م وحتى 1958م لكسب ودهم.
- ثم بدأت الاحوال في التدهور من 1958 وحتى 1966م.
- ووصل الاضطهاد والظلم للمسلمين لذروته، أثناء ما سمي بالثورة الثقافية في الصين، والتي كانت في الفترة من عام 1966 وحتى عام 1976.
- أثناء الثورة الثقافية أغلقت المساجد ومعاهد الدراسة الاسلامية، وفرضت قيودًا مشددة على المتدينين عموما والمسلمين خصوصًا.
- حتى أنه لم يبق هناك مسجدًا مفتوحًا في الصين كلها، الا مسجدًا واحدًا، ليؤدي فيه أفراد البعثات الدبلوماسية الأجانب الصلاة.
- بينما تحسنت أحوال المسلمين في الفترة من النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي من 1976 وحتى 1979 م.
- والتي كانت فترة صراع على الحكم في الصين، حيث صدر قانون بحقوق القوميات.
- وأعيد فتح المساجد والمعاهد الإسلامية وبعثات الحج والعطلات الإسلامية.
- لكن أوضاع المسلمين الآن في الصين ليست جيدة، وهم يعانون من إغلاق المساجد (نقص عددها من 16 ألف الى 9 الأف في منطقة تركستان الشرقية وحدها).
- وطمس الهوية ونشر الجهل بالتعاليم، والتضييق عليهم، واعتقال وسجن المتدينين منهم.
- مما أدى إلى هجرة الآلاف منهم للدول الإسلامية والغربية.
كما يمكنكم التعرف على: ما هو عدد المسلمين في مصر؟
عرقيات واماكن تواجد المسلمين في الصين
ينتشر المسلمون على امتداد الصين كأفراد وأسر، إلا إنهم كقومية أو تجمعات يقتصر وجودهم على مناطق محددة، بتأثير عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية، فما هي هذه المناطق:
- منطقة تركستان الشرقية، وهو إقليم يقع غربي الصين، وتسميه الصين شينجيانغ، ومعناه الحدود الجديدة باللغة الصينية.
- ويرفض المسلمون التسمية، أما تسمية تركستان نفسها فقد أطلقها الروس قبل ذلك على المنطقة.
- تعد تركستان الشرقية أكبر منطقة اسلامية في الصين، وتشكل عرقية الإيغور العدد الأكبر في هذا الإقليم.
- وتنتج تركستان الشرقية وحدها حوالي خمس محصول القطن في العالم، ويتعرض المسلمون فيها لمضايقات كثيرة.
- أيضا يعتبر القازاق أو الكازاخ والأوزبك والطاجيك، من أهم القوميات المسلمة في الصين.
- لكن هناك قوميات أخرى متعددة، مثل السلار والونغ والقطران والتتار والهوى والياون والقرغيز.
- وكلها قوميات مسلمة تعيش في الصين.
- من أسماء هذه القوميات يتضح لها علاقتها بالقوميات والدول المجاورة للصين، مثل كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزيا.
- وكلها دول اسلامية تقع وسط آسيا، وتقطنها غالبية مسلمة وتتمتع بالاستقلال بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
عدد المسلمين في الصين
- يوجد تباين شديد وهوة واسعة بين التقديرات المختلفة التي تقدر عدد المسلمين في الصين.
- وقد تصل هذه الفجوة الى مائة مليون شخص، وهو تباين غريب من نوعه قلما يحدث لقومية واحدة داخل بلد واحد في العالم.
- تقدر الحكومة الصينية عدد المسلمين في الصين في تركستان الشرقية وعموم الصين بحوالي 24 مليون نسمة، وهو تقدير يقل كثيرا عن تقديرات عديدة أخرى.
- والمعروف أن الصين تقدر عدد السكان حسب القوميات لا حسب الديانات، فالنظام الشيوعي لا يعترف بالأديان.
- ويلزم أعضاء الحزب الشيوعي بالإلحاد، إلا أنه ينص في دستوره على حرية الأديان والمعتقدات.
- يقدر البعض العدد الإجمالي للمسلمين في الصين بحوالي 120 مليون، مائة وعشرين مليون نسمة.
- وهو رقم يزيد بحوالي 100 مليون عن التقدير الرسمي في الصين (24 مليون).
- يرى البعض أن عددا هائلا من المسلمين في الصين يخفون إسلامهم، خشية التعرض للأذى من الدولة التي يحكمها الحزب الشيوعي.
- الذي يتبنى الماركسية اللينينية التي تتبنى الإلحاد، وتعتبره مذهبا رسميا للدولة، مما يؤدي إلى عدم معرفة عدد المسلمين في الصين بدقة.
كما يمكنكم الاطلاع على: كم يبلغ عدد المسلمين في فرنسا؟