قرية برجا هو اسم مشتقة من اللغة اليونانية والتي تعني بالعربية العاصمة أو مركز المقاطعة أو القصبة، وقد اُعتمد في بناء المنازل بها أن تكون متلاصقة وتكون بالقرب من نبع ماء غزير وتوجد على ثلاث تلال مختلفة وهي قرى ريفية يعرف عن سكانها بأنهم كثيرون اللطف وحسن الاستقبال، كما تتميز بمناخ رائع طوال السنة، تعرف على أهم المعلومات من خلال موقع مُحيط.
اين تقع قرية برجا
توجد القرية ضمن القرى اللبنانية تحديدًا قرى “قضاء الشوف” والتي تقع في محافظة جبل لبنان، ويصل عدد سكان القرية إلى أكثر من 30 ألف نسمة تبلغ المسافة بين جنوب بيروت العاصمة حوالي 30 كيلومتر.
يبلغ ارتفاع القرية عن سطح البحر 1017.11 قدم و339.016 ياردة وتبلغ مساحتها حوالي 729 هكتار، حيث تعد ضمن قرى إقليم الخروب وتوجد تحديدًا غرب قرى قضاء الشوف.
كما تعد القرية من أهم المناطق السياحية في لبنان وتحتوي على الكثير من شجر الصنوبر والزيتون الذي يمتاز بشكله الجذاب، ويسهل الذهاب إليها من بيروت بسبب وقوعها بالقرب منها.
قرية برجا خلال التاريخ
عاش في هذه القرية شعوب مختلفة عبر التاريخ وأول من استوطن فيها آخر شعوب الكنعانيين والآراميين وبعض من الرومانيون، حيث بدأت الدولة العباسية وكانت بخلافة أبو جعفر المنصوري وقد أكمل ما بدأه الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
ثم بدأ ببناء حصون في الساحل والمدن المجاورة لها وقام بنقل المقاتلين منها من بلاد الشام ومن الجزيرة العربية إلى الجبال والتلال للعيش فيها وهذه التلال تشرف على العاصمة بيروت ومدينة صيدا لحماية الهجمات الإسلامية.
ازداد المجال العمراني وبدأ إنشاء القرى والأراضي الزراعية ومن بينهم كانت قرية برجا، حيثُ تم ذكرها في عهود تم ارسالها من دمشق والقاهرة.
عاشت البلد في فترة حكم الإقطاعيين في بداية القرن التاسع الميلادي وفي فترة الاحتلال العثماني شهدت صراعات كبيرة بين ولاة دمشق وبين الإقطاعيين الذين يتصارعون على النفوذ والسلطة.
بعد ذلك جاء بني نكد الذين ينتمون إلى قبيلة بني تغلب ويقيمون في الحجاز اتخذوا من الإسلام دينًا لهم ورحلوا مع الخليفة عمرو بن العاص لفتح مصر ونشر الإسلام فيها وبعد ذلك رحلوا مع التغلبي لفتح شمال أفريقيا.
ثم جاءوا بعد ذلك مع الفاطميين إلى الشام وقاموا باعتناق مذهب الدرزي،ومع بداية القرن الحادي عشر حاولوا الانتشار في بقاع الأرض ولكن استطاع الفاطميون نقلهم إلى المدن الساحلية لحمايتها من هجمات الفرنج عليها.
كما قد انتقلوا بعد ذلك إلى صيدا ومنها إلى القرى وقد جعلوا من قرية برجا والتي جعلوها قاعدة أساسية لهم واستطاعوا نشر نفوذهم في القسم الشمالي وإقليم الخروب.
قد يهمك الاطلاع على الآتي: اين تقع مدينة صيدا وأهم معالمها السياحية
الكهوف والآثار في القرية
يوجد حوالي عشرة من الكهوف قرب مدخل قرية برجا من الشمال ومن ناحية شمال شرق الوادي، كما يوجد عدة مغارات حُفرت في الصخور الضخمة وتحتوي على نواويس مختلفة المقاييس.
تحاط بكثير من المغاور التي تحطمت وغمرها التراب عبر الزمن والتي تعود إلى العهد الحجري الحديث، قد دل على ذلك بعض النقوش والرسوم التي وجدت على بعض المغاور والعثور على بعض الأواني التي تعد من ركائز البيت الحديث.
وأثناء بعثة “رينان الفرنسية” إلى فينيقيا، حيثُ قالت على ما رأته بإسم المدينة المدفنية،وأخذت معها إلى القنصلية الفرنسية نصبًا عليه كتابات يونانية للشريف سلام والذي رحل باكرًا عن عمر يناهز 27 عامًا.
ومن أهم المواقع الأثرية في قرية برجا “الشوف” وهو جامع برجا الكبير ويُعد من أقدم الجوامع التي توجد في جبال لبنان.
الزراعة في قرية برجا
كانت القرية في البداية عبارة عن مزرعة يقوم السكان بتربية الماشية بها والدواجن ويعملون فيها بأنفسهم، ومن أهم الزراعات بها الزيتون والخروب وزراعة التوت والكثير من أشجار الخضار والفاكهة.
نشطت حركة الزراعة مع دخول القرن التاسع عشر وكانت نتيجة الزراعة والحصاد حوالي 12 من الشرانق و 150 قنطارا و من الزيت 1600 أوقية، تتميز الزيوت بحسن جودتها ونقاوتها.
تحتوي القرية على مجلس مكون من ثمانية أعضاء ويوم السوق هو يوم الأربعاء، ولم تنشط زراعة الخضار بسبب فقر التربة في القرية وندرة المياه وازدهرت الصناعات وزراعة شجر اللوز والتين في القرن الماضي.
تراجع إنتاج القرى قليلًا بسبب زيادة متطلبات السكان فهاجر الكثير أراضيهم للبحث عن متطلبات معيشتهم وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وقام الآباء بدفع أبنائهم الى معاهد الدين والعلم واحتلت المباني الأراضي الزراعية.
صارت القرية تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج ولكنها استمرت في إنتاج أطنان الزيوت، وقد انتشرت في البلد تربية النحل في بداية القرن العشرين وأصبحت البلد تحتوي اليوم على أكثر من خمسين نحالاً بإجمالي 600 خلية نحل.
يصل إنتاج العسل سنويًا إلى 2000 كيلوجرام يتمتع بها البلد ويتم تصديرها إلى الخارج، ولكن الظروف المناخية هي التي تتحكم في المناحل وفي خلايا النحل ذاته.
مصادر النحل كثيرة والتي يوجد منها في العاصمة بيروت وصيدا واليوم في إقليم الخروب الذي توجد فيه قرية برجا منظمة تعاونية تقوم بمراعاة شؤون الحرف المتطورة في البلد.
يُمكنك إثراء معلوماتك من خلال: اين تقع مدينة عنابة وأهم معالمها السياحية
السلطات المحلية في البلد
- وصل عدد السكان في قرية برجا الذين أدوا الانتخابات لعام 2010 حوالي 17800 ناخب والذين تخلفوا عن أداء الانتخابات 11380 ألف شخص.
- كما يحتوي المجلس البلدي في القرية على 18 عضو و8 مجالس اختيارية.
تشتهر قرية برجا بوجود عدد من المكتبات الهامة منها:
- مكتبة علوم الإسلام.
- مكتبة دار الرقي.
- المكتبة العامة لبلدية برجا.
- مكتبة النادي الثقافي.
- حرفة المنسوجات
ازدهرت حرفة المنسوجات الحريرية في قرى الشوف بالقرب من بيروت وذلك في عهد الأمير فخر الدين الثاني أثناء القرن السابع عشر، حيثُ عُرفت بإنتاج الشرانق والحرير ثم ازدهرت زراعة التوت حتى الحرب العالمية الثانية.
بالرغم من الأضرار الكثيرة التي تعرضت لها البلاد بعد الحرب العالمية الثانية إلا أن حرفة النسيج استمرت وعمل عمال النسيج على تطويرها والازدهار بها، وظلوا يشترون الخيوط الحريرية والقطنية من الدول الأوروبية وقد انتشر النسيج البرجاوي في أنحاء لبنان.
ولكن مع الوقت اختفت حرفة النسيج بسبب تراجعها وكان هذا في أواخر السبعينيات، وقد حزن السكان على انتهاء هذه الحرفة التي كانت فخر للقرى، ولا تزال حتى الآن المداخن مغلقة والتي تشهد على صناعة الحرير.
تابع قراءة المزيد من المعلومات حول: اين تقع مدينة الثلج في ماليزيا وما هي أهم معالمها
أهم المعالم في قرية برجا
احتواء القرية على الكثير من المعالم السياحية والأماكن الترفيهية جعلها مدينة سياحية رائعة، حيثُ لا يشعر السائح بالملل أو الارهاق في التجول داخل القرية ومن أهم هذه المعالم:
آثار عثمانية
- هي عبارة عن مباني في شكل مقوس وأعمدة مصنوعة من الرخام ونوافذ من الزجاج ترجع إلى العهد العثماني.
المسجد القديم
- يُقال أنه تم بناءه في عهد الأمير فخر الدين الثاني ما بين عامي 1572 و 1635.
ضريح مجهول
- تم العثور على ضريح غير معروف حتى الآن الوقت أو العصر الذي يعود إليه هذا الضريح وهو يعود إلى أحد الصالحين في القرية.
المدينة البيزنطية
- هي مدينة توجد في ساحل البحر المتوسط تحديدًا في قرية الجية والتي تقع بالقرب من قرية برجا.
اقرأ أيضاً المزيد عن: اين تقع مدينة مرو وأهم المعلومات حول تاريخها العريق
قرية برجا من أكثر المناطق جذبًا للسياحة في لبنان بسبب موقعها المتميز على ساحل البحر الأبيض، فقد أصبحت الآن قرية رائعة يستمتع الكثير بالتنقل والعيش فيها.
وهي تتميز بطقسها المعتدل سواءً في فصل الصيف أو فصل الشتاء ولا يسبب المناخ أي قلق لأي شخص يقوم بزيارتها في أياً من فصول السنة الأربعة.
كما يمكن الاستمتاع بكافة المعالم الأثرية التي توجد بها فهي تعبر عن العمارة الأثرية القديمة في القرية والعصور التي مرت بها.