مدينة سبتة المغربية هي مدينة عريقة تتبع دولة المغرب حدوديًا ولكنها تخضع للسيادة الإسبانية، تقع سبتة المغربية في جهة مقابلة لمضيق جبل طارق ويحدها البحر الأبيض المتوسط شمالًا وجنوبًا وشرقًا، وهناك خلاف حاد بين الحكومة المغربية والأسبانية حول انتزاع حكم سبتة واعتبارها مدينة مغربية محتلة تسعى المغرب لاسترجاعها.
موقع مدينة سبتة على الخريطة
تعتبر مدينة سبتة المغربية شبه جزيرة تقع في أقصى شمال غرب قارة أفريقيا وتأتي في الجهة المقابلة من مضيق جبل طارق، يحد سبته من جهة الغرب والجنوب الغربي دولة المغرب، ويحدها البحر الأبيض المتوسط من جهة الجنوب والشرق والشمال.
تتميز سبتة بموقع فريد ومميز مما ساعد في اعتدال المناخ بها حيث درجات الحرارة المتوسطة والأمطار الخفيفة والتي لا ينتظم سقوطها على كافة أنحاء مدينة سبتة.
معلومات عن مدينة سبتة
تعتبر مدينة سبتة من المدن العريقة التي يرجع تاريخها إلى تاريخ تواجد الإنسان على سطح الأرض أي منذ عام 250 ألف ق.م، مما جعلها مدينة تحمل تاريخًا حضاريًا وبشريًا لا يمكن إغفاله أو المساس به.
خلال القرن السابع قبل الميلاد احتل الفينيقيين سبتة وتم تسميتها بمدينة أبيلا وأعقب ذلك احتلال اليونان لتلك المدينة العريقة إلى أن وقعت تحت سيطرة وحكم قرطاج عام 319 ق. م، وعقب اندلاع الحرب البونيقية وقعت سبتة فريسة لحكم مملكة نوميديا في عام 201 ق.م.
حكمت الإمبراطورية الرومانية الشرقية سبتة عام 40 ميلادية وبعد ذلك خضعت لحكم القوط الغربيينوفي عام 709 ميلادية، استطاع المسلمون دخول سبتة وتم ضمها إلى بلاد الأندلس تحت حكم الدولة الأموية عام 931 ميلادية.
وقعت سبتة تحت سيطرة طائفة مالقا عام 1024 ميلادية، تلا ذلك في سنة 1061 ميلادية اعتبار سبتة إمارة أمازيغية إلى أن استطاع يوسف بن تاشفين دخولها سنة 1084 ميلادية، وفي عام 1147 ميلادية دخل الموحدون المدينة.
تمكن الاحتلال البرتغالي من السيطرة على سبتة عام 1415 ميلادية وظلت هكذا إلى أن فرضت أسبانيا سيطرتها عليها عام 1580 ميلادية،
وتمكنت سبتة من الحصول على حق الحكم الذاتي عام 1995 ميلادية بموجب قرار دستوري صدق عليه البرلمان الأسباني وتم وضع نظام سياسي خاص بها.
الحدود بين المغرب وسبتة
سجل التاريخ على مدار سنوات طويلة نزاعًا حدوديًا بين دولة المغرب ودولة إسبانيا على مدينة سبتة، حيث اعتبر المغرب سبتة جزء أصيل من الأراضي المغربية بعد أن نال المغرب استقلاله وأصبح دولة لها كامل السيادة.
أعلن الجانب المغربي اعتراض رسمي بشأن فرض أسبانيا حكمها على مدينة سبتة بالإضافة لرفض السيطرة أيضًا على مدينة مليلية،
وفي سبيل عودة سبتة إلى الأراضي المغربية دعا المغرب إلى الكثير من المفاوضات التي كان أساسها ضرورة اعتراف إسبانيا بأحقية المغرب في سبتة وأنها أرض مغربية.
منحت المغرب سكان مدينة سبتة ممن هم يتبعون الأصول المغربية حقوقهم كاملة داخل دولة المغرب كما ينص عليها الدستور ويكفلها لكل مواطن مغربي في محاولات جادة وتمسك من المغرب بكون سبتة مدينة مغربية لا تتبع السيادة الأسبانية.
اعتبرت المغرب سبتة آخر المعاقل الاستعمارية التي سيطرت عليها أسبانيا في أفريقيا، في حين تجاهلت الأمم المتحدة اعتبار سبتة مدينة محتلة ولم تصدر بشأن تحرير تلك المدينة وإرجاعها إلى السيادة المغربية بيانات رسمية.
شاهد أيضا: مدن جنوب المغرب | اشهر مدن المغرب السياحية
لماذا لم يسترجع المغرب سبتة ومليلية
على الرغم من موقع مدينة سبتة المغربية المتميز في أقصى الشمال المغربي وما تملكه من إطلالة مميزة على مضيق جبل طارق.
إلا أن الوضع السياسي في سبتة لا زال في قبضة الحكومة الأسبانية والتي أصدرت قرارها سنة 1995 م بوضع سبتة تحت الحكم الذاتي، وذلك في إعلان صريح من إسبانيا باستمرار الوضع على ما هو عليه ورفض الاعتراف بأنها مدينة مغربية.
استمرت المغرب ولا زالت تطالب بتحرير سبتة من قبضة أسبانيا واتبعت في ذلك العديد من المحاولات مع تزايد وتيرة المطالب الشعبية في المغرب باسترجاع سبتة كمدينة مغربية.
حيث أعلن المغرب رسميًا معارضته للسيادة الأسبانية المفروضة على سبتة ومليلية أيضًا، وتتجدد تلك المطالبات مع تفاقم الصدام بين المغرب وإسبانيا.
أما عن الجانب الأسباني فهناك تعنت واضح بشأن قبول أي مفاوضات تمس مدينة سبتة وسيادتها، بالإضافة لرفض المبادرات والاقتراحات المغربية رغم تمسك الجانب المغربي باسترجاع سبتة لكونها امتداد لتراب المغرب، إلا أن تواجد الأسبان في سبتة يعد فرضًا استخدم فيه القوة.
المسافة بين سبتة وأسبانيا
تقع مدينة سبتة المغربية في قارة أفريقيا ويفصل بينها وبين أسبانيا مسافة 756 كم، حيث تقع سبتة في الشمال المغربي على مساحة تقدر بحوالي 19 كم مربع وتضم أكثر من 77 ألف نسمة.
ويدين سكان سبتة بعدة أديان منها الإسلام والمسيحية، كما يسكنها أيضًا عدد من السكان ممن يدينون الديانة اليهودية والبعض الآخر هندوس.
تمتلك سبتة موقعًا جغرافيًا مميزًا مما زاد من أهميتها التجارية حيث تطل على مضيق جبل طارق، الأمر الذي زاد من قيمة موقعها بالنسبة لخطوط التجارة والتحركات العسكرية لاعتبار المضيق حلقة وصل بين المحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط.
نتيجة للتواجد الأسباني في سبتة وفرض الأسبان سيطرتهم عليها فقد تم استغلال موقع سبتة الجغرافي وتم اعتبارها ميناء أسباني على ساحل أفريقيا الشمالي.
حيث استغلت كنقطة لتبادل ومرور النفط والبضائع الأسبانية، وأصبح نقطة ارتكاز الاقتصاد في سبتة على كونها ميناء رئيسي للتبادل التجاري بجانب أنشطة الصيد.
لا تفوت مشاهدة: دولة الادارسة في المغرب
السياحة في مدينة سبتة المغربية
تزخر سبتة بالعديد من المقومات التى جعلتها مقصد سياحي رائع وقد اعتبرتها أسبانيا إحدى الممتلكات السياحية الإسبانية الواقعة على ساحل المغرب،
حيث تضم مجموعة كبيرة من المعالم الأثرية والتاريخية والترفيهية التي جعلتها وجهة سياحية مميزة أمام السياح.
تتميز سبتة بمناخ رائع طوال العام بالإضافة لمناظرها الخلابة والطبيعة الساحرة للمدينة، مع روعة وجمال تصميمات المباني المعمارية وتميزها بأشجار النخيل التي تبدو معانقة للسحاب كما يتمتع الزائر في سبتة برحلات بحرية مميزة.
من أهم الأنشطة التي يمكن القيام بها في سبتة الاستمتاع بجمال شواطئها ومنهم شاطئ ريبيرا وشاطئ تشوريللو، حيث تقع تلك الشواطئ جنوب البرزخ مما يزيد فرص المتعة والترفيه بلا حدود وسط رمال رمادية ومياه نقية.
تمتلئ متاحف سبتة الأثرية والعسكرية التي تحمل تاريخ سبتة بالزائرين طوال أيام العام، بجانب الحرص على زيارة الكثير من الحدائق الترفيهية وعدد من الكنائس التاريخية والحممات العربية.
كما تتميز مدينة سبتة المغربية بتنوع المعالم السياحية التي تجذب السياحة وتعد علامات مميزة للمدينة ما بين المناطق السياحية والأماكن الأثرية التاريخية وكذلك المناطق الدينية، ومن أشهر معالم سبتة السياحية:
- شاطئ كالا موكورو.
- مسجد مولاي المهدي.
- كنيسة سان انطونيو ديل تاخال.
- قلعة ديسنارغادو.
- عدد من حصون القرون الوسطى.
- نصب هرقل التذكاري.
- شاطئ سان امارو.
- منارة بونتة المينة.
- نافورة هيلز.
- حديقة سان أمارو.
- اشهر متاحف سبتة المغربية.
تتعدد متاحف سبتة المغربية والتي تعد من أهم تراث ومعالم المدينة الرائعة التي يقصدها السياح ويذكرها التاريخ على مر العصور، وأهم تلك المتاحف:
- متحف دي لا ليخيون العسكري.
- متحف كاستيو ديل ديسناريغادو العسكري.
- المتحف البلدي.
- متحف ريفيين دي سان إغناسيو.
قد يهمك التعرف على: اقدم مدينة في الجزائر ومعالمها الأثرية
مدينة سبتة المغربية هي تاريخ من الصراع الطويل منذ فجر التاريخ ومنذ استقلال المغرب، وتتعالى الأصوات المغربية التي تطالب باسترجاع تلك المدينة وضمها إلى الأراضي المغربية لكونها جزء أصيل يندرج تحت حدوت الدولة المغربية،
في حين لن تجد تلك الأصوات صدى أمام إحكام أسبانيا قبضتها على سبتة، ولا زال الصراع مستمر على تلك المدينة حبيسة الأنفاس.