تقع مدينة ادلب السورية في شمال غرب سوريا على نهر العاصي وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يضم العديد من المواقع الأثرية الهامة التي تعود للحضارات القديمة على الرغم من أن معظم هذه المواقع لم يتم التنقيب عنها واستكشافها بعد. سنبحر معاً في موقع محيط لتعرف على مدينة ادلب السورية.
أين تقع مدينة ادلب السورية
تتميز مدينة ادلب بموقعها الجغرافي الاستراتيجي على الحدود التركية السورية الشمالية، يحدها من الشمال لواء الإسكندرون وتركيا
بطول 129 كم ومن الغرب محافظة اللاذقية بطول 29 كم ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم.
تعد مدينة ادلب ثامن أكبر مدينة من حيث المساحة في سوريا، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون و800 ألف نسمة وفقاً لإحصائيات الأحوال المدنية لعام 2010.
كانت ومازالت من أهم المدن الواقعة على طريق الحرير حيث كانت طريقاً مهماً للقوافل التجارية القادمة من أوروبا وإسطنبول وبالعكس.
سبب تسمية مدينة ادلب
تتباين آراء وراء السبب الرئيسي في تسمية مدينة ادلب حيث يرجح أن اسم مدينة ادلب كلمة آرامية تتألف من اسم مركب (أدد) وهو الآلهة المشتركة عند الآرامية،
والكلمة هي (لب) وتعني بالسيريانية (لب الشيء أو قلب الشيء أو مركزه)، وهناك أقاويل تقول أن (إيد لب) من السيريانية تعني القلب فتصبح بذلك يد القلب (روح اللب أو روح المكان).
وقال البستاني أيضاً أن تسميتها جاءت من لفظة (دلبات) وتعني باللغة القطلية القديمة (إله الزراعة).
لا تنسى معرفة ما هي مدن سوريا الداخلية
تاريخ مدينة ادلب السورية
تتميز مدينة ادلب السورية بتاريخها العريق حيث شهدت المنطقة العديد من الحضارات القديمة التي تركت أثراً تاريخياً عريقاً يعود للقرن الثالث قبل الميلاد حيث شكلت مملكة إيبلا صلة الوصل بين عالم البحر المتوسط وعالم الشرق الأقصى.
وتعاقبت حضارة الابلانية والآرامية والآشورية والحيثية والرومانية والبيزنطية وحتى العصور الإسلامية المختلفة.
وفي القرن السادس عشر قام باشا عثماني يدعى أحمد باشا الكوبرلي ببناء مدينة ادلب الحديثة وتهيئة الشوارع وبناء الخانات ونظم أسواقها بمساعدة العديد من العوائل العريقة من ادلب.
وفي عام 1890 شهدت مدينة ادلت تطوراً ملحوظاً وازدهاراً واسعاً في بناء المساجد ودور تعليم القرآن والمؤسسات التعليمية وبناء معاصر الزيتون ومعاصر السمسم واتسعت أسواقها بشكل كبير.
وقد استخدم السكان الأحجار الكلسية في البناء قديماً وحديثاً. وتتكون منازلهم من قسمين:
يتألف النمط الأول والذي يدعى بالبيوت العربية من فسحة واسعة في الوسط يحيط بها عدد من الغرف وتزينها الأعمدة المزخرفة والأقواس، وهو نمط عالي التكلفة وقليل الاستيعاب للسكان.
أما النمط الثاني فهو النمط الأوروبي في الأبنية السكنية التي تستوعب عدداً أكبر وكلفة أقل.
بادروا معنا لتعرف على أهم مدن سوريا – ومعالمها الطبيعية والتاريخية
مناخ مدينة ادلب السورية
تتميز مدينة ادلب السورية بمناخ جاف مشابه لمناخ مناطق الواقعة على البحر المتوسط، حيث تقل الأمطار المتساقطة فيها مقارنة بالأمطار التي تسقط في المناطق الساحلية،
غير أن الأمطار التي تسقط تعد كافية لري مزروعاتها من الحبوب الشتوية وأشجار الزيتون والفاكهة، ويقدر معدل الأمطار السنوي فيها ب 495 مم.
ونظراً لارتفاعها عن سطح البحر (451متر) وتعتبر مكاناً مميزاً للباحثين عن الهواء العليل والنقي بعيداً عن رطوبة الساحل لوجود 3 ملايين شجرة من أشجار الزيتون. ويبلغ متوسط درجات الحرارة فيها صيفاً بين (30 – 45) وشتاء بين (-3 إلى +13).
قد يعجبك قراءة مقالة المدن السورية على الحدود التركية وأهم معالمها السياحية والتاريخية
المعالم السياحية في مدينة السورية
تقع إدلب في شمال سوريا وتحتوي على ثلث الأثار المتواجدة في سوريا بسبب تعاقب الحضارات القديمة عليها وتضم العديد من المواقع الأثرية من المعابد الوثنية والمعابد الرومانية والكنائس والدير والمساجد،
بالإضافة للمصايف والأماكن السياحية، ومن أهم المعالم السياحية والتاريخية
متحف ادلب التاريخي
يقع في المدخل الشرقي لمدينة إدلب السورية ويعتبر أكبر خزانة تضم في ردهاتها مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية والتحف الثمينة التي عثر عليها من خلال التنقيبات الأثرية
ويزيد فيها عدد المواقع الأثرية عن 800 موقع مسجلة لدى مديرية الآثار في المحافظة. كما يضم جميع الألواح الفخارية الخاصة بالمكتبة الملكية في إيبلا.
بيت العياشي
يعد من المواقع الأثرية الهامة يقع في وسط المدينة والمؤلف من فناء ويحتوي على بركة الماء ويحيط بها عدد من الغرف ذات النقوش الحجرية الجميلة
والمسماة حسب استخدامها (الحرملك والسلملك وغيرها) وهي تسميات تركية الأصل، ويوجد كذلك الإيوان الذي يتوسط غرفتين كبيرتين.
مملكة ايبلا
وهي من المماليك العريقة التي تم اكتشافها في القرن العشرين وهي مملكة عريقة وقوية ازدهرت في شمال غرب سورية في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد،
بسطت نفوذها على المناطق الواقعة بين هضبة الأناضول شمالًا وشبه جزيرة سيناء جنوبًا، ووادي الفرات شرقًا وساحل المتوسط غربًا
تحتوي على نصوص محفوظات ملكية في مدينة إيبلا مكتوبة بالخط المسماري وبلغة جديدة وهي لغة إيبلا التي عرفت وانتشرت قبل حوالي خمسة آلاف عام.
الحمامات والخانات
تضم المدينة العديد من الحمامات الأثرية التي تعود للعهد العثماني مثل حمام الهاشمية وحمام المحمودية.
كما تضم مجموعة من الخانات الاثرية التي مازالت قائمة لوقتنا الحالي وهي خان الرز الذي يوجد فيه أربعون غرفة موزّعة على طابقين، كان ينزل فيها التجار المدينة وخان أبو علي وخان الشحادين.
يمكنكم التعرف على أهم المعلومات حول مدينة ادلب
مصايف مدينة ادلب السورية
تضم عدداً من المصايف المهمة والتي تتمتع بمناظر طبيعية ساحرة وأهمها:
- تل النار وهو من أجمل المصايف في المدينة ويحتوي على مناظر طبيعية ساحرة
- دركوش تقع بالقرب من الحدود التركية وتتمتع بطبيعة بكر ساحرة وشلالات متنوعة وهواء عليل في أجواء الصيف الحارة
- كوارو تقع في شمال غرب محافظة ادلب وتضم مجموعة من المقاهي والمطاعم
- حمام الشيخ عيسى تقع بين جبلين تتمتع بطبيعة خلابة والجبال المكسوة بالغابات والخضرة وينابيع المياه المعدنية والكبريتية، حيث يوجد حمامات مياه كبريتية وأحواض مائية للعلاج بالمياه الكبريتية أثريه قديمه قد تعود للعصور الرومانية
- جبل الأربعين من الجبال الساحرة الذي يجذب العديد من السياح لجماله الخلاب
- عين الزرقا تضم شلالات ساحرة وينابيع مياه كما تضم عدداً من الأماكن السياحية المميزة.
- الغسانية تقع بالقرب من جسر الشغور تتميز الغسانية بجمال طبيعتها وينابيعها الرائعة وتتوفر فيها كافة أنواع الخدمات وتضم عدداً من المساجد والكنائس القديمة
- اليعقوبية من المناطق الجبلية الساحرة تجذب زوار من مختلف الأديان وتضم كنيسة ومزار القديسة (آنّا يؤمها)
- القنية تحتوي على اثار تعود للقرن الثالث والرابع قبل الميلاد وهي من البلدات التي يتواجد فيها السياح بكثافة.